الخلايا النائمة السبيل الوحيد لخصوم الحرب لتسهيل الاستيلاء على المدن الليبية
آخر تحديث GMT 22:05:22
المغرب اليوم -

في إطار المعارك المستمرة بين الجيش الوطني وقوات حكومة "الوفاق"

"الخلايا النائمة" السبيل الوحيد لخصوم الحرب لتسهيل الاستيلاء على المدن الليبية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

الجيش الوطني الليبي
طرابلس - المغرب اليوم

أفرزت الحرب الدائرة على تخوم العاصمة الليبية طرابلس، بين «الجيش الوطني» وقوات حكومة «الوفاق»، سلاحاً موازياً للتكتيكات والخطط العسكرية، تمثل في «استثمار أنصار الداخل» لتسهيل الدخول والاستيلاء على مدن يسيطر عليها أحد الطرفين.

وقدمت السلطات المحلية وقوات عملية «بركان الغضب»، التابعة لحكومة «الوفاق»، مبررات عدة لسقوط سرت في قبضة قوات «الجيش الوطني»، علماً بأنه سبق لها التأكيد على جاهزيتها في التصدي «لأي معتد»، وأرجعت هزيمتها إلى تحرك ما سمته بـ«خلايا نائمة» داخل سرت، وقالت إن «القوات وجدت نفسها أمام خيار أن تحول المعركة إلى داخل أحياء سرت، وعندها ستكون مواجهة بالأسلحة الثقيلة».

وتابعت المصادر ذاتها موضحة: «كان بإمكان قواتنا الصمود لأسبوعين وفق إمكانياتها الحالية، ودون أي دعم يصل إليها، لكن العواقب ستكون وخيمة على المدنيين، ولذلك وضعت خطة الانسحاب، وانتظرت الأوامر وفق التصورات المطروحة... ولا نزال نحتفظ بكامل مقدراتنا، وانسحابنا من سرت ليس النهاية».

وقبل أن تقول إن غرفة عملياتها تدارست الوضع «مخافة أن تتحول المدينة إلى ساحة حرب يُقتل وينزح فيها 120 ألف مواطن»، اتهم مسؤول بارز بـ«غرفة حماية سرت» من سماهم «الخونة» الذين «باعوا ضمائرهم مقابل المال، ورفعوا السلاح في وجه أبناء مدينتهم، وساندوا الباغي».

ورأى المسؤول الذي رفض ذكر اسمه بسبب وجوده داخل المدينة «أن سرت لم تسقط بشكل تام، والحرب سجال، وحتماً سينتصر الحق على الباطل»، مستكملاً: «قاتلنا (داعش) لعامين حتى طهرنا المدينة من عناصره، ولم نعجز عن طرد المعتدي».

وفور الإعلان عن دخول «الجيش الوطني» سرت، احتفل بعض المواطنين بقدوم قواته، وقالوا إن «قواتنا المسلحة جاءت لحمايتنا من الميليشيات»، فيما سارع عميد بلدية سرت، مختار المعدني، الذي كان يتبع سابقاً حكومة «الوفاق» إلى الترحيب بالجيش، ونقلت عنه الإذاعة المحلية للمدينة أن حقوق سرت «كانت مهضومة منذ خروج (داعش) منها، وجل المواطنين لم يتقاضوا تعويضاً مقابل ديارهم المهدمة، وفقاً لما أقرته الحكومة قبل 3 أعوام».

وطمـأن المعداوي المواطنين بأن العمل متواصل بالمرافق الحكومية والمؤسسات الشرطية، كما أن الدراسة مستمرة بمدارس وجامعات سرت، المدينة الساحلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط التي تنتصف الطريق بين طرابلس العاصمة وبنغازي.

ودافع رائف المالكي، أحد سكان مدينة سرت، عن دخول الجيش إلى مدينته، بقوله: «مثل هذه الأمور تتم بتنسيق سري بين شباب المناطق. لقد عانت سرت كثيراً من ويلات تنظيم (داعش)، وديارنا سبق أن دمرت ونهبت، ونحن نريد الاستقرار»، وتابع ملتمساً المبرر لمن هلل فرحاً من المواطنين بدخول الجيش: «لا نستطيع أن نلوم أي مواطن على تصرفه، فهم يريدون الحفاظ على ممتلكاتهم من آثار الحرب، أو تكرار تجربة المدن التي نزحت».

ورأت عملية «بركان الغضب»، في تصريحاتها، أن «الإرهاب عاد إلى سرت»، وقالت بهذا الخصوص: «علمنا بحرق منازل المواطنين، وتعرضها للسلب والنهب على يد هذه العصابات الإجرامية... لكن خسارة معركة لا تعني خسارة الحرب، وسوف نعيد ملحمة (البنيان المرصوص) لهزيمة الإرهاب بكل وجوهه».

وسرت ليست المدينة الأولى التي لعب سكانها دوراً في تحديد مصيرها، أو الكشف عن توجهاتها لصالح أي طرف من الأطراف المتحاربة، فقد سبق أن أرجع «الجيش الوطني» سقوط مدينة غريان، الواقعة على بعد 100 كيلومتر جنوب غربي طرابلس، إلى «الخلايا النائمة» ذاتها.

لكن قوات «الوفاق» تمكنت من إعادتها إليها ثانية. وقد قال اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم «الجيش الوطني» حينها، إن قوات حكومة الوفاق سيطرت على أجزاء من مدينة غريان «بمساعدة الخلايا النائمة هناك»، وتابع موضحاً: «هؤلاء (الخلايا) حاولوا زعزعة الأمن في جبل غريان، وأمّنوا تقدّم المجموعات الإرهابية». لكن متحدثاً باسم قوات «الوفاق» رد بالقول إن «شبان غريان كان لهم موقف مغاير، فقد رفضوا سيطرة العدوان، وساهموا مع قواتنا في طرده».

 وأصبحت عدة مدن تقع في طريق قوات «الجيش الوطني» (غرب) تتخوف من مصير مشابه لسرت، وبدأت حالة استنفار لأجهزتها الأمنية، ووضع مؤسساتها الصحية في حالة طوارئ دائمة، استعداداً لما هو آت. في وقت تشن فيه بعض البلدات حملة لاعتقال أي أفراد يتهمون بـ«التخطيط لمساعدة الجيش»، وهو ما حدث مراراً في طرابلس.

قد يهمك ايضا :

العراق المئات يتوافدون لساحة التحرير تحضيرا لتظاهرة مليونية

تجدد الاشتباكات بين محتجين والأمن العراقي وسقوط جرحى وسط كربلاء

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخلايا النائمة السبيل الوحيد لخصوم الحرب لتسهيل الاستيلاء على المدن الليبية الخلايا النائمة السبيل الوحيد لخصوم الحرب لتسهيل الاستيلاء على المدن الليبية



نوال الزغبي تستعرض أناقتها بإطلالات ساحرة

بيروت - المغرب اليوم

GMT 09:51 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع
المغرب اليوم - ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 21:49 2021 الأربعاء ,18 آب / أغسطس

"Dior Baby" تكشف عن مجموعتها لموسم خريف شتاء 2021-2022

GMT 14:11 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

مغربية تضع مولودها بالطائرة وتمنحه اسم ربانها

GMT 15:55 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

حملة تضامن مع طفل سوري فَقَدَ عينه في غوطة دمشق

GMT 14:48 2024 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

انخفاض صادرات المملكة المغربية من الزيتون المحفوظ

GMT 10:41 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 6.8 يضرب إندونيسيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib