بري والحريري يتفقان على أفكار للحل تشكّل “مشروع اللحظة الأخيرة”
آخر تحديث GMT 08:55:50
المغرب اليوم -

عون يتعامل بانفتاح ومرونة ويؤكّد أنه سيتولى إقناع أرسلان

بري والحريري يتفقان على أفكار للحل تشكّل “مشروع اللحظة الأخيرة”

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - بري والحريري يتفقان على أفكار للحل تشكّل “مشروع اللحظة الأخيرة”

رئيسي المجلس النيابي اللبناني نبيه بري والحكومة سعد الحريري
بيروت ـ فادي سماحة

أبدت مصادر نيابية ووزارية ارتياحها للأجواء التي سادت اللقاء بين رئيسي المجلس النيابي اللبناني نبيه بري والحكومة سعد الحريري، وكشفت أنهما قطعا شوطًا على طريق الانتهاء من وضع أفكار مشتركة يمكن أن تؤسس في حال أبدى الجميع مرونة في تعاملهم معها للانتقال بالبلد من مرحلة التأزم السياسي، التي ما زالت تعطّل انعقاد جلسات مجلس الوزراء، إلى مرحلة الانفراج ومعاودة تفعيل العمل الحكومي من خلال التوصّل إلى مخرج لاستيعاب تداعيات حادثة الجبل.

ولفتت المصادر إلى أن الرئيس الحريري عكس ارتياحه للقائه مع الرئيس بري في الاجتماع الذي جمعه برؤساء الحكومة السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، وقالت إنهما اتفقا على موقف موحّد حيال تعاطيهما مع المخارج المطروحة لإيجاد تسوية للحادثة، لكنها لاحظت عدم ارتياح بري والحريري للموقف الذي صدر عن رئيس الحزب “الديمقراطي اللبناني” النائب طلال أرسلان، وأعلن فيه رفضه كل المبادرات التي طرحت لوضع حد للتأزم السياسي، تمهيدًا لوقف تعطيل جلسات مجلس الوزراء.

  أقرأ أيضا :

الحريري يتحدى العقبات والشروط بعد "حادثة الجبل" ويدعم إحياء جلسات الحكومة

في هذا السياق، سألت المصادر عن مصلحة أرسلان في الإصرار على إقفال الأبواب في وجه المبادرات، بدلًا من أن يبادر إلى التجاوب مع الجهود الرامية لإعادة الاستقرار السياسي إلى الجبل، ولو من موقع اختلافه مع رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط؟

وذكرت المصادر أن الرئيسين بري والحريري ينأيان في الوقت الحاضر عن التداول في الأفكار التي يعملان على إنضاجها، قبل أن تصبح جاهزة للتسويق، لعلها تكون المبادرة الأخيرة التي يُفترض أن تلقى تأييدًا، ليس من طرفي النزاع؛ أي جنبلاط وأرسلان، وإنما من جميع المكوّنات السياسية المشاركة في الحكومة، بما يضمن عودة الروح إلى مجلس الوزراء.

وأكدت أن أقرب المقربين من رئيسي البرلمان والحكومة يبدون حرصًا شديدًا على حجب أي تفاصيل تتعلق بالأفكار المشتركة التي يبدو أنهما على توافق حيالها، وعزت السبب إلى أنهما لا يريدان التسبب في حرق المراحل قبل أوانها. إلا أن المصادر ذكرت أن التواصل بين بري والحريري من جهة وبين رئيس الجمهورية ميشال عون لم ينقطع، كما أن عون يبدي مرونة وانفتاحًا على هذه الأفكار. وكشفت أن هذه الأفكار يمكن أن تشكّل مشروع "اللحظة الأخيرة" الذي قد يلقى تأييدًا يتجاوز طرفي النزاع إلى الأطراف الأخرى، ويقود حتمًا إلى وقف تعطيل جلسات مجلس الوزراء، وقالت إن المشاورات مع جنبلاط قائمة من خلال الوزير وائل أبو فاعور الذي يلتقي باستمرار رئيسي البرلمان والحكومة.

وأوضحت أن الرئيس عون أو من ينتدبه من فريقه السياسي سيتولى، فور انتهاء بري والحريري من وضع هذه الأفكار التي تشكل قاعدة لتسوية حادثة الجبل، التحرك في اتجاه أرسلان لإقناعه بالسير في هذه التسوية، وأن لا جدوى من عناده الذي بات يُحرج حلفاءه محليًا وخارج الحدود بأن هناك من يقف عائقًا دون إنهاء النزاع باعتبار أنه المعبر للاقتصاص من جنبلاط على مواقفه من النظام السوري.

ورأت المصادر نفسها أن الكرة الآن في مرمى رئيس الجمهورية، ومن خلاله رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، وقالت إنه لم يعد من مصلحة للعهد في استمرار تعطيل مجلس الوزراء، لأن تعطيله لا يستهدف الحريري فحسب، وإنما الرئاسة الأولى.

ونقلت المصادر عن رئيس حكومة سابق أن إنجاح التسوية من شأنه أن يُسهم في تبديد الاعتقاد السائد لدى غالبية الأطراف بأن باسيل يتصرف على أنه “الرئيس الظل”، وأن لا شيء يمشي في البلد من دون موافقته. كما نقلت عنه قوله إن تجربة الرؤساء من نجيب ميقاتي مرورًا بتمام سلام، وانتهاءً بالحريري مع باسيل، لم تكن مشجّعة وشابها الكثير من الشوائب، وأيضًا المعاناة بسبب إصراره على عرقلة وتعطيل أي شيء يُطرح ما لم يكن هو الممر الإلزامي لتمرير هذا المشروع أو ذاك.

وسألت المصادر: ألم يحن لرئيس الجمهورية أن يقول كلمته في المبادرات المطروحة لتسوية حادثة الجبل، خصوصًا أن بعضها لم يُطرح إلا بعد أن أعطى الضوء الأخضر لتسويقها؟ وقالت إن الحريري هو من تعاطى بإيجابية مع التسوية التي كانت وراء انتخاب عون رئيسًا للجمهورية، ورأت أنها معطّلة لأن الآخرين سرعان ما بدأوا يخططون للانقلاب عليها بعد أن لمسوا أن رئيس الحكومة ليس في وارد الانصياع لشروطهم.

واعتبرت أن “الرئيس القوي” هو من يملك القدرة على جمع اللبنانيين والتوفيق بين هذا الطرف أو ذاك، لأنه من موقعه يبقى فوق النزاعات والمهاترات، وقالت إن من يراهن على محاصرة جنبلاط تمهيدًا لاستفراده سيكتشف أن رهانه ليس في محله، وأن تحالفه مع الرئيسين بري والحريري سيقطع الطريق على تحجيمه أو التقليل من دوره في المعادلة السياسية.

بكلام آخر، لا مجال - كما تقول المصادر - للرهان على تخلي بري - الحريري عن جنبلاط الذي يواجه حاليًا أكثر من حلف سياسي لإضعافه، لأن أي محاولة لشطبه من المعادلة، حتى ولو حظيت بدعم إقليمي، لن ترى النور. وعليه، فإن مجرد تفاهم بري - الحريري على ابتداع أفكار مشتركة لتسوية حادثة الجبل يجب أن يحظى بدعم رئيس الجمهورية لأن مبادرتهما يمكن أن تكون الفرصة الأخيرة لإخراج الحكومة من نفق التعطيل من ناحية، ولإنقاذ “العهد القوي” من ناحية ثانية، لأن الخيارات البديلة ستفتح الباب أمام الانزلاق تدريجيًا بالبلد على طريق إقحامه في أزمة حكم ونظام سياسي في آن معًا، وتبقى أكبر بكثير من محاصرة الحكومة وتعطيلها وشل قدرتها على الإنتاج.

وقد يهمك أيضاً :

"كتلة المستقبل" تؤكد دعمها للجيش الليبي رافضة الحملات التي تستهدف سعد الحريري

رئيس مجلس الوزراء اللبناني يغادر جدة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بري والحريري يتفقان على أفكار للحل تشكّل “مشروع اللحظة الأخيرة” بري والحريري يتفقان على أفكار للحل تشكّل “مشروع اللحظة الأخيرة”



النجمة درة بإطلالة جذّابة وأنيقة تبهر جمهورها في مدينة العلا السعودية

أبوظبي ـ المغرب اليوم

GMT 12:08 2024 السبت ,11 أيار / مايو

طرق تنظيف أنواع الكنب ووسائده المختلفة
المغرب اليوم - طرق تنظيف أنواع الكنب ووسائده المختلفة

GMT 17:53 2022 السبت ,09 إبريل / نيسان

معتمرون يتعرضون للنصب في سلا المغربية

GMT 09:17 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتساح كبير لمرتضى منصور في انتخابات نادي الزمالك

GMT 18:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 10:02 2013 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الكورتيزون يؤثر في جودة الحيوانات المنوية

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 22:18 2019 الخميس ,28 شباط / فبراير

فروسية حائل تقيم حفلها الـ 18 للموسم الحالي

GMT 17:26 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

دهس رجل مسن تحت عجلات القطار فائق السرعة في "عين عتيق"

GMT 04:34 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

بيّنوا أنّ الآلات تمتلك الأفضلية في الخضوع لمساءلة البشر

GMT 04:23 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

لقاء للتوعية بأضرار مرض ”السيدا” في مراكش

GMT 20:48 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فندق Palacio de Sal تجربة غريبة للإقامة في بوليفيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib