قلّة الإمكانيات تحرم التلاميذ من دروس التعليم عن بعد فى البوادي المغربية
آخر تحديث GMT 13:33:25
المغرب اليوم -

بسبب تواجد نواقص تشوب تلك العملية بسبب الظروف الإستثنائية

قلّة الإمكانيات تحرم التلاميذ من دروس التعليم عن بعد فى البوادي المغربية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قلّة الإمكانيات تحرم التلاميذ من دروس التعليم عن بعد فى البوادي المغربية

وزير التعليم المغربي سعيد أمزازي
الرباط - المغرب اليوم

من بين الأهداف الرئيسية التي تروم تحقيقَها الرؤية الاستراتيجية 2015-2030 للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، وهي خارطة طريق إصلاح المنظومة التربوية المغربية، هدفُ جعل المدرسة المغربية مدرسة للإنصاف وتكافؤ الفرص، لكن الظروف الاستثنائية التي يعيشها المغرب بيّنت، مرة أخرى، أن هذه الغاية لم تتحقق، خاصة في العالم القروي.

منذ تعليق الدراسة بمختلف مستوياتها، كان النقاش يتمحور حول مدى قدرة خيار "التعليم عن بعد" على استدامة تمدرس التلاميذ بوتيرة عادية، فظهر أن آلاف التلاميذ في العالم القروي وجدوا صعوبة في مواكبة هذا الإجراء المستجدّ، بغض النظر عن مضمون الدروس التي تصل إلى التلاميذ عبر قنوان العالم الافتراضي.

"قيل لنا إن الدروس ستكون متاحة على الأنترنت وفي التلفزة، لكن هناك أطفالا في القرى لا يتوفر آباؤهم على حواسيب ولا حتى على هواتف ذكية"، يقول موحا إروى، أب لثلاثة أطفال يدرسون في التعليم الابتدائي بجماعة أربعاء آيت أوقبلي نواحي مدينة أزيلال ، ويستطرد هذا الأب بأن التلاميذ في القرية التي يسكنها محظوظون مقارنة مع نظرائهم في مناطق نائية أخرى، ففي قريته على الأقل البيوت مرتبطة بشبكة الكهرباء، وأغلب الأسر لديها تلفزة، وإن كانت أغلب الدروس تبث على شبكة الأنترنت، بينما هناك قرى، يضيف المتحدث، لم يصلها التيار الكهربائي، "ولا يتوفر سكانها حتى على جهاز تلفاز".

المكتب الإقليمي للمرصد المغربي للرقابة المجتمعية لمكافحة الفساد والدفاع عن حقوق الإنسان بأزيلال نبّه السلطات الحكومية إلى أن مجموعة من التلاميذ في العالم القروي لا تتوفر لديهم وسائل لتتبع الدروس عن بعد، سواء عبر شبكة الأنترنت أو التقاط البث الخاص بالقنوات الوطنية، خصوصا في المناطق النائية ، واعتبر المرصد في بيان صادر عنه أن عدم توفر الإمكانيات التقنية لمجموعة من الأسر، سيحرم آلاف التلاميذ من آلية التواصل مع مؤسساتهم التعليمية، وتتبع المواد الرقمية والسمعية البصرية المنتَجة خصيصا لهذا الغرض.

من جهته، قال علي فناش، نائب رئيس الفدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأولياء التلاميذ بالمغرب المكلف بالتواصل، إن هناك نواقص تشوب عملية التعليم عن بعد، خاصة فيما يتعلق بعدم توفر بعض التلاميذ على الأدوات التقنية التي تخول لهم الاستفادة من هذه الدروس، لكنه استدرك بأنه "من الطبيعي أن تحدث مثل هذه الأشياء في هذه الظروف الاستثنائية".

وأشار فناش، في تصريح لهسبريس، إلى أن "الظرفية الحالية استثنائية في جميع المجالات، ولا يمكن أن تتوفر جميع الشروط المطلوبة"، لافتا إلى أن الأطر التربوية "تبذل مجهودا جبارا، وقد عاينت شخصيا أساتذة يعملون على توفير الدروس للتلاميذ في العالم القروي، وهناك تواصل واجتهادات لا بد من التنويه بها".

وتابع المتحدث ذاته قائلا: "هذا لا يعني أن هناك تغطية شاملة، وأن جميع التلاميذ في العالم القروي يتابعون دروسهم بوتيرة عادية من خلال التعليم عن بعد، ولكن هناك جهد مبذول من طرف الأطر التربوية تشكر عليه"، داعيا إلى استغلال كل القنوات الممكنة لجعل التلاميذ في العالم القروي يتابعون دراستهم بشكل عاد.

أحمد منصوري، الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للتعليم، قال إن اللحظة الراهنة ينبغي أن تليها وقفة عميقة لجرد النواقص الكثيرة التي تعتري المنظومة التربوية والتعليمية المغربية، والتي برزت بشكل أكبر خلال الظرفية الحالية، داعيا إلى عقد مناظرة وطنية يتاح فيها التعبير لمختلف القوى الحية في المجتمع العاملة في قطاع التعليم لتقديم اقتراحاتها.

منصوري ثمّن المجهودات التي تبذلها الأطر التربوية من أجل ضمان استمرارية التعليم، معتبرا أنها "أبانت عن قدرتها على مواجهة الصعوبات والتحديات، رغم انعدام الإمكانيات، وعبّرت عن حس وطني عالٍ بانخراطها في عملية التعليم عن بعد بإنتاج المواد الرقمية رغم كل الإكراهات، مثل عدم توفر الأساتذة على الحواسيب، وضعف صبيب الأنترنت".

واعتبر الفاعل النقابي أن الظرفية الراهنة "ليست مناسبة لجلد الذات، ولكن في المقابل ينبغي التفكير في ما يتعين القيام به مستقبلا، وقد تأكد لنا أن المدخل الحقيقي للنهضة والتنمية هو العلم وإعادة الاعتبار للمدرسة، خاصة العمومية، ولنساء ورجال التعليم، والرفع من ميزانية البحث العلمي الذي لا تخصص له الحكومة سوى ميزانية هزيلة جدا".

قد يهمك أيضا :

"التعليم" و"الأوقاف" المصرية توقعان بروتوكول تعاون في "المسابقات البحثية"

تعاون مصري سنغافوري لربط التعليم الفني بالبيئة وإنجاح ورش التدريب العملي

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلّة الإمكانيات تحرم التلاميذ من دروس التعليم عن بعد فى البوادي المغربية قلّة الإمكانيات تحرم التلاميذ من دروس التعليم عن بعد فى البوادي المغربية



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 08:24 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
المغرب اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 00:24 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

دينا فؤاد تُعلن شرطها للعودة إلى السينما
المغرب اليوم - دينا فؤاد تُعلن شرطها للعودة إلى السينما

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 10:44 2022 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع طفيف لأسعار النفط قبل بيانات أمريكية

GMT 10:23 2022 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب يستورد مليون طن من القمح الفرنسي

GMT 14:29 2021 الأربعاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

عزيز أخنوش يشيد بأدوار البرلمانيات في حزب "الأحرار"

GMT 03:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأرصاد المصرية تحذر من سقوط أمطار غزيرة خلال الفترة القادمة

GMT 17:35 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شركة نيسان تكشف عن "ماكسيما 2019" بتحديثات جديدة

GMT 06:55 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

تعرف على بطلة "التسجيل السري" الجديدة لترامب

GMT 14:52 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

الملك محمد السادس ينعى وفاة الدولي السابق حميد العزاز

GMT 19:00 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار ومواصفات مازدا CX5 2016 في المغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib