ليلى عاطر تحذّر من تفشي الدعارة الإلكترونية التي تدمر الأسرة
آخر تحديث GMT 12:02:20
المغرب اليوم -

بعد انتشار "روتيني اليومي" للفيديوهات الجنسية على "يوتوب"

ليلى عاطر تحذّر من تفشي الدعارة الإلكترونية التي تدمر الأسرة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ليلى عاطر تحذّر من تفشي الدعارة الإلكترونية التي تدمر الأسرة

مواقع التواصل الاجتماعي
الرباط - المغرب اليوم

تحولت فيديوهات "روتيني اليومي" على مواقع التواصل الاجتماعي إلى "ستيربتيز" إلكتروني على "يوتوب" يثير الغرائز الجنسية خارج أي رقابة أخلاقية أو مجتمعية، محتوياتها تتجاوز فيها صاحبات فضائح "روتيني" من كل الخطوط الحمراء، لتتحول الكاميرا إلى "سلاح" للابتزاز لتصيّد الضحايا الذين يجلسون أمام شاشات الحواسيب والهواتف والتلفزيونات "الذكية" من أجل مشاهدة عروض مجانية من "الغباء" و"التفاهة" السيبرنيطقية، وغن هذا تحدثت الفاعلة الجمعوية ليلى عاطر.

وقالت عاطر عن ظاهرة "روتيني": سأطرح سؤالا جوهريا في سياق هذا الموضوع الجدير بالتفاعل والنقاش العمومي، والمتعلق : بما هي الأشياء التي أدت إلى هذه الظاهرة الخطيرة التي تستهدف المرأة المغربية خصوصا؟ وأقول أن "روتيني اليومي"، عند المرأة/الأم قديما داخل البيت، كانت له قيمته الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والمعنوية. اعتقد أن هناك مساحات فارغة انسحبت منها مؤسسات التنشئة الاجتماعية والمؤسسات العمومىية وتخلى مشهدنا السمعي البصري عن أدواره الحقيقية، حيث تسللت إليها وسائل التواصل الاجتماعي عامة وموقع "اليوتوب" خاصة و التي استعملت بطريقة سلبية. مع الأسف أن ظاهرة استغلال موقع اليوتوب لتمرير خطابات ورسائل ملغومة تضرب في العمق مفهوم المرأة /الأم القدوة والمناضلة والصبورة التي ترمز للكفاح والعطاء في سبيل تربية الأبناء ورعاية عش الزوجية والتي تقدم خدمات تربوية واجتماعية أنتجت أجيالا من الأطر الوطنية.

وأضافت :الأم المسؤولة عن مؤسسة الأسرة تتعرض اليوم لأبشع وسائل التدمير والهجوم بواسطة "تفاهة" ما تروجه قنوات اليوتوب من خلال برامج تافهة أطلقت على نفسها "روتيني" هذفها الأساسي هو "الربح" على حساب القيم. فعلا، نعيش اليوم أزمة قيم إنسانية، ونجد أنفسنا في عمق مشكل عويص، مما يلزمنا بقراءة متأنية لهذه الوضعية الحرجة، ونعيد صياغة أسئلتنا المجتمعية الحقيقية . نحن لسنا ضد الانفتاح على الآخر، ولكن يجب الأخذ بعين الإعتبار واستحضار خصوصية المجتمع المغربي.

وتابع: أعتقد للأسف أن المشكل الذي ساهم في تضخم منسوب "فيديوهات التفاهة" مثل نموذج "رويتني"، هي نتيجة طبيعية للفراغ القاتل واستقالة المؤسسات في لعب أدوارها لتحصين هوية الإنسان المغربي، واندثار مجموعة من القيم بالإضافة للخلل الكبير الذي أصاب علاقاتنا الاجتماعية. في فترة زمنية معينة كنا نعتقد بأن الرجل/الزوج قد استقال من مهام تربية الأبناء الذين يعانون من نقص على مستوى التواصل والمصاحبة داخل بيت الزوجية لاعتبارات كثيرة، لكن أمام هذه الظاهرة سنترحم على الدور الأساسي للمرأة /الأم داخل مؤسسة الأسرة من خلال تلك الفيديوهات "التافهة" لأن ما تسوق له يبخس من قيمة المرأة داخل البيت، والتي كانت في السابق تقوم بأعمال تربوية غاية في الأهمية مكملة لمؤسسات التنشئة الاجتماعية.

وواصلت عاطر :اعتقد أن لجوء بعض النساء لموقع التواصل الاجتماعي "اليوتوب" وتقديم أنفسهن عبر فيديوهات "روتيني اليومي" كسلعة تجارية قابلة للتسويق، جاء نتيجة الأرباح والمداخيل المالية التي ارتقت بأوضاعهن الاجتماعية والاقتصادية، والنماذج متعددة في هذا الشأن، مما حول أنظار مؤسسة مكتب الصرف نحو أرصدتهن وحساباتهن البنكية. علما بأن هناك شركات ومؤسسات تجارية تستغلهن في الترويج والإشهار لمنتوجها وعلامتها التجارية.

وقالت عاطر :إن شيوع الظاهرة يكرس مفهوم الفردانية داخل المجتمع المغربي، على اعتبار أنها ظاهرة غريبة اخترقت مؤسسة الأسرة، بل أنها لا تليق بمجتمعنا وقيمه التي تربينا عليها، وأخاف أن تصبح ظاهرة عادية تنخر كياننا وتهدم أواصرنا المجتمعية. أكيد أن السياسة الممنهجة للمشهد السمعي البصري، وما يستتبعها من "تكليخ" و "تسطيح" في بعض برامج القنوات التلفزيونية، قد ساهمت في تنميط المجتمع المغربي، لذلك تجد الناس يهربون من "التفاهة والرداءة" التي أضحت قاعدة إعلامية، ويصنعون لأنفسهم قنوات ومواقع تواصلية تدر عليهم بين عشية وضحاها أرباحا خيالية دون اعتبار لمحيطهم الأسري والاجتماعي. بل أن بعض الوجوه "النسائية" التي تجني أموالا من "اليوتوب" استغلت حرية تلك المواقع لنشر غسيل أفراد عائلاتها، وخلقت لها متتبعين كثر يساهمون في ترويج الفيديوهات بنسب مشاهدة عالية، وهذا هو أصل التمييع في غياب نقاش عمومي يؤطر هذه الظاهرة ويضيق مساحات انتشارها.

 وقد يهمك أيضا :  

المرأة الموريتانية تحتفل بانفصالها عن زوجها بالولائم وقرع الطبول
دعوات بتجريد هاري وميغان ماركل من لقب "ساسكس" و3800 شخص وافقوا

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليلى عاطر تحذّر من تفشي الدعارة الإلكترونية التي تدمر الأسرة ليلى عاطر تحذّر من تفشي الدعارة الإلكترونية التي تدمر الأسرة



الأميرة رجوة تتألق بفستان أحمر في أول صورة رسمية لحملها

عمان - المغرب اليوم

GMT 19:49 2024 الأحد ,02 حزيران / يونيو

تحذيرات من ربط الحساب البنكي بتطبيقات الدفع
المغرب اليوم - تحذيرات من ربط الحساب البنكي بتطبيقات الدفع

GMT 08:56 2018 الخميس ,26 تموز / يوليو

تعرفي على ديكورات معيشة جريئة بألوان "غامقة"

GMT 19:02 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

اللاعب أوباميانغ يرفض التفكير في الرحيل إلى ريال مدريد

GMT 02:02 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

جمعية " أفضل عائلة" في وجدة تنظم حملة ختان مجانية

GMT 00:20 2014 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

"المكسرات" على أنواعها منجم فوائد

GMT 00:14 2016 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نتائج التحقيقات الأولية بخصوص عبارة "طحن مو" في قضية محسن فكري
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib