ديكر تحذر من الخلط بين أعراض قصور الغدة الدرقية وسن اليأس
آخر تحديث GMT 00:46:49
المغرب اليوم -

يُعدّ الحَمل وهجوم المناعة والوراثة أبرز أسباب الإصابة

ديكر تحذر من الخلط بين أعراض "قصور الغدة الدرقية" و"سن اليأس"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ديكر تحذر من الخلط بين أعراض

كارول ديكر
واشنطن - رولا عيسى

لم تهتم كارول ديكر أبدًا بمتابعة وزنها, ولكنها كانت مغنية في إحدى الفرق الموسيقية التي اشتهرت في فترة الثمانينات باسم "T'Pau"، ولذلك كانت موضع الحسد من صديقاتها بسبب نجاحها في الإحتفاظ بمقاسها رقم 8 دون بذل الكثير من المجهود.

ولكن بعد بلوغها سن الـ53 عامًا كل ذلك تغير تمامًا, فمغنية "China In Your Hand and Heart And Soul" التي يبلغ طولها 5 أقدام, ازدادت في الوزن ليصل مقاسها من 7.5 إلى 9.5, وحاولت كثيرًا دون جدوى.

صرَّحت كارول: "خفض الكثير من الكربوهيدرات, وقضاء وقت أطول في صالات الألعاب الرياضية لم يأتِ بنتيجة قط, فقد انقطع عني الطمث منذ نحو عامين, لذلك اعتقدت أنَّ ذلك أمر حتمي, فبمجرد بلوغ الـ50 عامًا ستودعين محيط الخصر وتتحولي إلى كرة, ولكن ذلك لم يكن التغيير الوحيد الذي لاحظته, فبدأت أشعر بتعب غير مألوف طوال الوقت, وبعد كل حفلة أصبحت محطمة جسديًا ولا أريد أنَّ أقوم بأي شيء سوى النوم, وفي البيت بمجرد حلول الساعة الثالثة ظهرًا أشعر بأنَّ يومي قد انتهى".

كما تضيف ديكر: "كان أطفالي في عمر الـ12 عامًا والـ8 أعوام وكنت أحتاج لطاقتي من أجلهم, ووجدت أنني أحتاج إلى النوم من 8 إلى 10 ساعات يوميًا, ولكن لم تبلغ عدد ساعات نومي ذلك بسبب حياتي المزدحمة، وكذلك أطفالي التلاميذ, وكنت اعتدت النوم ظهرًا باستمرار".

وأرجعت ديكر كل هذا إلى سن اليأس أيضًا، ولكن بعد عام دون أي تحسن، قام زوجها، ريتشارد كوتس، 50 عامًا، بتشجيعها على طلب المشورة الطبية, وشخّص طبيبها التعب بأنَّه يكون نتيجة لانقطاع الطمث، ولكن طلب أيضًا فحوصات لشكه في وجود فقر دم.

كانت كارول قد أصيبت بفقر الدم من قبل أثناء حملها, وكانت دائمًا تشعر بضيق تنفس وخمول عام, ومع ذلك ظهرت نتيجة الفحص وكانت خالية من فقر الدم, ولكنها لازالت تشعر بالإرهاق وطلبت المزيد من الفحوصات.

وفي النهاية، أوضح اختبار دم بسيط أنَّ سبب ذلك هو الزيادة في الوزن وأنها تعاني من قصور الغدة الدرقية بشدة.

وتعد هذه مشكلة شائعة وكارول ليست الوحيدة التي خلطت بين تلك الأعراض وسن اليأس, فواحد من كل 50 امرأة وواحد من بين 1000 رجل يعاني من الغدة الدرقية.

يصرَّح الرئيس التنفيذي للمؤسسة الخيرية للغدة الدرقية في المملكة المتحدة، لين ماينوت, بأنَّ الأرقام يمكن أنَّ تكون أعلى من ذلك بكثير، وكثير من الناس لا يزورون الطبيب، وغالبًا يقمعوا أعراضهم بمرور الوقت, وينتج هذا الإرهاق من وجود مشكلة في الغدة الدرقية في الرقبة، مما يقلل من كمية الهرمون الذي تفرزه تلك الغدة.

كما يؤكد جرّاح عيادة الغدة الدرقية في لندن, مايلز بلاك, أنَّ الغدة الدرقية تنظم التمثيل الغذائي الخاص بك، لذلك إذا أصبح هناك مشكلة في الغدة، فالكثير من الأشياء في الجسم تبطئ أو لا تعمل بشكل جيد جدًا, ونتيجة لذلك، يشعر الناس بالتعب أكثر بكثير من المعتاد, وكذلك يزيدون في الوزن، وغالبًا ما يشعرون بالبرد, وتبطئ أمعائهم وقد يصبحون عرضة لجفاف الجلد وآلام المفاصل.

وقد يحدث قصور الغدة الدرقية في أيّة مرحلة من الحياة, فمن الجائز أنَّ يولد الأطفال الرضع بها, لكنه يحدث بشكل أكثر شيوعًا مع النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 40 و50 عامًا، وفي هذا العمر يفترض البعض أنَّ تلك الأعراض ليست سوى جزء من انقطاع الطمث أو بسبب كِبر السن.

يؤكد السيد بلاك: "الفرق الكبير هو أنَّ الغدة الدرقية لا تسبب الهبات الساخنة مثل انقطاع الطمث, وعادة، فإنَّ أعراض قصور الغدة الدرقية يصبح أكثر تطرفًا, فقد يؤدي إلى إنتفاخ الوجه، وتعمق الصوت أو حتى تضخم الغدة الدرقية (تورم في الرقبة), وأي امرأة تشعر بتعب متواصل غير مبرر ينبغي أنَّ تفحص الدم لاستبعاد مسألة الغدة الدرقية".

يعد التشخيص المبكر هو الأفضل لأنه إذا تركت الحالة دون علاج يمكن أنَّ تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب, لأنها تشجع زيادة مستويات كوليسترول" LDL" السيء ، والذي يمكن أنَّ يسد الشرايين.

يضيف بلاك أنَّ الأصابة بقصور الغدة الدرقية قد يكون وراثي, وقد يكون أيضًا هرموني لأنها لا تميل إلى التأثير على النساء أكثر من الرجال, أو أنه يمكن أنَّ تنخفض الغدة الدرقية بتقدم السن، أما السبب الأكثر احتمالًا هو مزيج من كل هذه الأشياء.

ومع ذلك، هناك أسباب أخرى, ففي كثير من الأحيان يمكن أنَّ تكون ناجمة عن هجوم المناعة الذاتية، وهو ما يعني أنَّ نظام المناعة في الجسم ينتج الأجسام المضادة التي تهاجم الغدة الدرقية نفسها, وكذلك فإنَّ بعض الأدوية، مثل علاج ضربات القلب "اميودارون" وبعض المنشطات، يمكن أنَّ يحد من عمل الغدة الدرقية.

يعد الحمل، الأمر الذي يضغط على الغدة الدرقية لإنتاج المزيد من الهرمون، يمكن أنَّ يحفز أيضًا الغدة الدرقية مؤقتًا.

ويمكن تشخيص الحالة من خلال اختبار الدم الذي يفحص مستويات "TSH" هرمون تنشيط الغدة الدرقية, وتشير المستويات العالية إلى أنَّ الغدة الدرقية لا تعمل بشكل فعّال، كما أنه يتم دفعها بشدة من قِبل "TSH" الذي يدفع كميات كافية من هرمون الغدة الدرقية.

ثم يؤكد بلاك: "بعض الناس لديهم ما نسميه قصور الغدة الدرقية تحت الإكلينيكي، وهو ما يعني أنَّ مستويات هرمون "TSH" لديهم عالية، في حين أنها تظهر طبيعية في تحليل الدم المسمى بـ"T4"، ويعاني البعض من هذه الأعراض على الرغم من سلامة هرمون TSH وتحليل T4".

وتم وصف علاج "يفوثيروكسين" لكارول ديكر منذ تشخيص حالتها العام 2011, وهو شكل اصطناعي من هرمون الثيروكسين, إلا أنها كانت مترددة في تناول تلك الأقراص، وتصرح: "أنا لا أحب تناول الدواء ما اذا أمكنني تجنب ذلك، وأخبرت طبيبي: أنا أعلم أنك سوف تصف لي هرمون الغدة الدرقية، ولكن عرفت آثاره الجانبية المحتملة من خلال بحثي على شبكة الإنترنت, فأنا قلقة حيال ذلك, فقد يسبب الصداع والإسهال وآلام الصدر، والشعور بضيق الصدر، وفقدان الشعر مؤقتًا، وتشنجات العضلات، والطفح الجلدي والحكة واضطرابات النوم, وسألت الطبيب, ماذا يحدث لو لم أتناول الدواء, فاجأب: "سوف تبطئ ضربات قلبك على مرّ السنين حتى تتوقف يومًا ما وتموتين".

بالرغم من مخاوفها, اعترفت كارول أنها شعرت بتحسن في غضون أسابيع من بدء العلاج وأعلنت: "في الواقع لم أشعر بأيّة آثار جانبية، وشعرت فقط بتحسن حالتي واستعادة طاقتي, وهو ما كان الهدف المنشود, وبدأت قضاء يومي، إذ كان بالكاد أستطيع البقاء مستيقظة أو استجماع طاقتي أو حماستي للقيام بذلك, ولكن منذ تناول هرمون الغدة الدرقية، لم تحدث لي مثل هذه المشاكل وأشعر أنني فعلت ذلك قبل بدء الأعراض, أشعر وكأنني عدت كما كنت في الماضي, ومقاسي الآن 9, وأود أنَّ ينخفض لأتمكن من ارتداء ملابسي القديمة المحببة مرة أخرى".

يظل سبب إصابتها بالغدة الدرقية غير واضح, ولكن ربما يكون هناك صلة وراثية, فأم كارول, باتسي, التي توفيت بفشل كلوي عن عمر 78 عامًا العام 2014, أصيبت بالغدة الدرقية أيضًا في سن الـ60 عامًا.

تتحرك كارول بشكل أبطأ قليلًا من المعتاد, لأنها تستخدم العكازات وحذاء الهواء، بعد حدوث كسر في كاحلها الأيمن بعد سقوطها أثناء التمرين, وكانت إصابة خطيرة على ما يبدو أنها كانت محظوظة لعدم فقدان إمدادات الدم، وتؤكد: "لا يمكن أنَّ أتحرك كثيرًا في حالة وجع كاحلي، ولا يمكن أنَّ أشرب قبل العرض, ولكن بسبب ضعف كاحلي أترنح فجأة إلى اليمين وأنا متأكدة من دهشة الجمهور".

بقدر ما تشعر بالقلق من حالتها تصرِّح: "طالما أصبحت الغدة الدرقية بخير، فكل شئ يجب أنَّ يكون على ما يرام, أنا سأعتني بنفسي, ففي مثل هذا العمر، قد تحصل على المزيد من الحياة إذا كنت تتصرف بشكل معقول".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ديكر تحذر من الخلط بين أعراض قصور الغدة الدرقية وسن اليأس ديكر تحذر من الخلط بين أعراض قصور الغدة الدرقية وسن اليأس



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 08:24 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
المغرب اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 00:24 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

دينا فؤاد تُعلن شرطها للعودة إلى السينما
المغرب اليوم - دينا فؤاد تُعلن شرطها للعودة إلى السينما

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 10:44 2022 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع طفيف لأسعار النفط قبل بيانات أمريكية

GMT 10:23 2022 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب يستورد مليون طن من القمح الفرنسي

GMT 14:29 2021 الأربعاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

عزيز أخنوش يشيد بأدوار البرلمانيات في حزب "الأحرار"

GMT 03:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأرصاد المصرية تحذر من سقوط أمطار غزيرة خلال الفترة القادمة

GMT 17:35 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شركة نيسان تكشف عن "ماكسيما 2019" بتحديثات جديدة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib