تداعيات جائحة كوفيد 19 تؤزم خدمات الصحة النفسية بالمغرب
آخر تحديث GMT 03:06:17
المغرب اليوم -

تداعيات جائحة "كوفيد -19" تؤزم خدمات "الصحة النفسية" بالمغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تداعيات جائحة

فيروس كورونا
الرباط -المغرب اليوم

منذ انطلاق جائحة كورونا ظهرت تأثيراتها على مختلف المجالات، وكان لمجال الصحة النفسية نصيب ليس بهين، إذ أكدت أحدث التقارير الأممية أن الفيروس عطل خدمات الصحة النفسية في غالب بلدان العالم، فيما أكد مختصون أن الوضع في المغرب "أسوأ".

وقال فيصل الطاهري، الأخصائي النفسي، إن خدمات الصحة النفسية في العالم متدهورة جدا بسبب الضغط الكبير على المستشفيات والمراكز والعيادات الخاصة بالطب النفسي والعلاج النفسي، بفعل الضرر النفسي الذي طال المواطنين إبان فترة الحجر الصحي.

وأوضح المعالج النفسي أن منظمة الصحة العالمية سبق أن أصدرت تقريرا عن أهمية الدعم النفسي والمواكبة النفسية للمواطنين عموما بسبب الحجر الصحي وغياب العمل وتقييد الحركة في المنازل عبر العالم، مؤكدا أن "الوضع ليس بالسوي، فهناك قلق ونوبات هلع تنتاب الناس خوفا من الإصابة بالوباء".

وأردف الطاهري: "الوضع النفسي مزر، لكن يمكن أن نقول إنه أكثر كارثية بالمغرب"، مفيدا بأن بنية الاستقبال الخاصة بالصحة النفسية والعقلية قليلة جدا، كما أن عدد الأطباء هو بضع مئات عبر جل ربوع المملكة، مع تمركز شديد على مستوى جهتي الرباط والدار البيضاء، وزاد: "بالتالي هناك نوع من التمركز، وأقاليم وعمالات بدون طبيب نفسي، كما أن المعالجين النفسانيين أيضا بضع عشرات عبر المغرب وجلهم يعملون في القطاع الخاص، كما أن عدد الممرضين في الصحة النفسية ضعيف".

وحسب الأخصائي النفسي فإن ما يزيد تعميق الأزمة بالمغرب هو "التراكمات الاجتماعية والثقافية لدى جل أفراد المجتمع المغربي الذين يميلون إلى الرقية الشرعية ومجموعة من التقاليد، مع تفسير اضطرابات وأعراض مرضية بالجن وتفسيرات ميتافيزيقية أخرى، ما يجعل الابتعاد عن الأطباء النفسانيين واردا".

وتابع المتحدث ذاته: "نلاحظ كعاملين في القطاع أن هناك أزمات قلق ونوبات هلع واكتئاب واضطرابات نفسية حادة أصيب بها عدد من الناس، مع ظهور التأثير أيضا على المراهقين والأطفال"، وأردف: "نحن أمام وضعية صعبة جدا، لكننا مازلنا للأسف أمام سرد الأرقام، والكلام كله حول الوضعية الوبائية وأرقام المصابين والمتعافين من كوفيد 19، فيما لم نصل بعد مقارنة بالعديد من الدول إلى دراسة مدى التأثر".

واستطرد الطاهري: "قبل ثلاثة أشهر صدر تقرير عن المندوبية السامية للتخطيط يتحدث عن كون جل المغاربة تأثروا بالحجر الصحي، وسجل أن هناك اضطرابات نفسية ووضعا نفسيا صعبا يجب أن يتعامل معه بالجدية الكافية، لكننا لا نرى للأسف هذا التحرك في اتجاه تخصيص ميزانيات أو نوع من استنفار الأطباء النفسانيين وبنيات الاستقبال المهترئة على قلتها لفائدة هؤلاء المواطنين".

ونبه المختص ذاته إلى أن "المواطن المغربي يعاني اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا"، مشيرا إلى أن هناك احتقانا نفسيا كبيرا، وزاد: "اليوم، أصبح الأمر ملقى على المجتمع المدني وعلى التحسيس عبر الإعلام وإعطاء الفرصة للأخصائيين والأطباء ليتحدثوا مع الناس حتى يفهموا كيف يمكن تجاوز هذه المرحلة، وكيف يمكن أن تشخص هذه الاضطرابات النفسية والعقلية بشكل مسبق لكي لا تتأزم الوضعية أكثر، فكلما كان التشخيص مبكرا يمكن تجاوز المشاكل".

وأظهرت نتائج مسح أجرته الأمم المتحدة أن الاستشارة والعلاج النفسي تعطلا في 67 في المائة من البلدان، إذ أفادت 65 في المائة منها بتأثر الخدمات الضرورية المتعلقة بالحد من الضرر، بينما أكدت 45 في المائة تأثر علاج حالات الإدمان على الأفيون.

وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن فيروس كورونا أوقف خدمات الصحة النفسية الأساسية في جميع أنحاء العالم، في لحظة تشتد الحاجة إلى هذه الخدمات، داعيا قادة العالم إلى التحرك بسرعة للاستثمار بشكل أكبر في برامج الصحة النفسية المنقذة للحياة أثناء الجائحة وما بعدها؛ كما أضاف أن "الصحة العقلية الجيدة أمر أساسي للغاية بالنسبة للصحة العامة والرفاه".

قد يهمك ايضا:

حركة الممرضين تتهم "الوزارة" بالتكتم على إصابات مهنيين بكورونا

المعدل اليومي للإصابات بفيروس كورونا "كوفيد-١٩" في المغرب الخميس 8 أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠

   
almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تداعيات جائحة كوفيد 19 تؤزم خدمات الصحة النفسية بالمغرب تداعيات جائحة كوفيد 19 تؤزم خدمات الصحة النفسية بالمغرب



النجمة درة بإطلالة جذّابة وأنيقة تبهر جمهورها في مدينة العلا السعودية

أبوظبي ـ المغرب اليوم

GMT 19:55 2024 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مولود برج الحمل كثير العطاء وفائق الذكاء

GMT 23:13 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

الوداد الرياضي يٌعلن فتح باب الانخراط بالنادي

GMT 07:57 2021 الإثنين ,27 كانون الأول / ديسمبر

الطاقة الشمسية تجمع المغرب ونيجيريا

GMT 17:42 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:29 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

منفذة هجوم كاليفورنيا تعلمت في مدرسة دينية باكستانية

GMT 09:31 2023 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

حليب جوز الهند يعالج البشرة الجافة

GMT 21:26 2016 الجمعة ,07 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة جديدة عن فوائد المخدرات للمرتبطين

GMT 11:19 2014 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

اخطاء وخطايا النخبة

GMT 06:39 2016 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

Ralph&Russo Couture Spring/Summer 2016

GMT 01:57 2021 الخميس ,01 إبريل / نيسان

مجوهرات لؤلؤية فاخرة موضة صيف 2021

GMT 16:02 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

استقالة هشام الدميعي من تدريب أولمبيك آسفي

GMT 19:47 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

الفنان حاتم إيدار يخضع للعلاج بعد نجاته من حادث مروّع
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib