غياب تخصصات طبية يُرقد القطاع الصحي بإقليم تنغير على فراش المرض
آخر تحديث GMT 21:14:10
المغرب اليوم -

"غياب تخصصات طبية" يُرقد القطاع الصحي بإقليم تنغير على "فراش المرض"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

القطاع الصحي
الرباط _ المغرب اليوم

يصارع قطاع الصحة بإقليم تنغير شبح الإهمال الذي استفحلت مظاهره في السنوات الأخيرة نتيجة النقص الحاصل في الأطر الطبية والتجهيزات الضرورية والأدوية، بالإضافة إلى ما تسميه فعاليات حقوقية بـ”التقاعس” من قبل الوزارة الوصية رغم مجهودات الإدارة الإقليمية. أغلب المؤسسات الصحية العمومية المنتشرة بمختلف مناطق إقليم تنغير، تعاني من مظاهر تردي القطاع، ولا صوت يعلو على صيحات الفزع مما بات يعيشه من مشاكل كثيرة وكارثية، أمام صمت الجهات المسؤولة، وفق إفادة عدد من الحقوقيين. وضع صحي مترد جمال بنعيسى، فاعل حقوقي بمدينة تنغير، قال

إن “الخدمات الصحية المتدهورة بمختلف المرافق الصحية بالإقليم، تستدعي تدخلا صريحا وإيجابيا من قبل الوزارة الوصية على القطاع”، مشيرا إلى أن الأخير يتجه نحو الإفلاس على الرغم من المجهودات التي تقوم بها المندوبية الإقليمية للصحة وإدارات المراكز الاستشفائية بتنسيق مع السلطة المحلية. وأضاف بنعيسى، في تصريح لهسبريس، أن “بعض المرضى يعانون في المراكز الصحية القروية من سوء التغطية الصحية، مما يجعلهم يتنقلون لمئات الكيلومترات إلى الأقاليم المجاورة أو مركز الإقليم للحصول على علاج بسيط، فيما عدد منهم يموتون في الطريق قبل الوصول”.

وشدد الحقوقي ذاته على أن الصحة العمومية بالمراكز الموجودة بالإقليم، “تعيش آخر أيامها، وهي تبحث عمن يتكفل بدفنا”، موردا أن “المريض أصبح يفضل التوجه مباشرة إلى ورزازات أو الرشيدية على أن ينقل إلى هذه المراكز، أو يقصد المستشفى الإقليمي بتنغير الذي لا يحمل من الاستشفاء إلا الاسم”، على حد تعبيره. وتابع قائلا إن المؤسسات الصحية المنتشرة بالإقليم “لا تستجيب لاحتياجات المواطنين، خصوصا المعوزين منهم”، مؤكدا “تراجع مستوى الخدمات الصحية بالإقليم”، إلى درجة أن “هذه المؤسسات الصحية تحتاج بنفسها إلى من يعالجها”، كما جاء على لسانه.

غياب التخصصات الطبية أصبح الوضع بالمؤسسات الصحية بإقليم تنغير يزداد تأزما يوما عن آخر، وأدخل الجميع في المزيد من الانتظارية، خاصة في غياب مجموعة من التخصصات الطبية، ما جعل المرضى يئنون تحت وطأة معاناة مزدوجة: معاناة المرض ومعاناة التنقل إلى مستشفيات الأقاليم الأخرى للاستفادة من أبسط العلاجات، عدد من المواطنين بالإقليم. وفي هذا الإطار، قالت نعيمة بوهلالي، فاعلة جمعوية بمدينة تنغير، إن غياب التخصصات الطبية بالمستشفى الإقليمي يسبب الكثير من المعاناة للمرضى الوافدين من كل الاتجاهات، محملة الوزارة

المسؤولية في ما آلت إليه الأوضاع في القطاع الصحي على مستوى المستشفى الإقليمي والمراكز الصحية عموما. وقالت المتحدثة ذاتها، ، إن “هذه المؤشرات السلبية تبرز هشاشة الوضع الصحي بمستشفى تنغير والمراكز الصحية، وحولت المؤسسات الصحية إلى مجرد مؤسسات تأوي الأطر التمريضية فقط”. الطب الشرعي بالإضافة إلى غياب بعض التخصصات الطبية بإقليم تنغير، والنقص الحاصل في الأدوية، خاصة المتعلقة بالبروتوكول العلاجي من “كوفيد-19″، تشتكي ساكنة إقليم تنغير من غياب الطبيب الشرعي بالإقليم والجهة، حيث يتم نقل الموتى المشكوك في وفاتهم إلى آيت

أورير، ضاحية مراكش، لإجراء التشريح الطبي لمعرفة أسباب الوفاة. وقال حسن أويحيا، فاعل جمعوي، إن “عائلات الموتى المشكوك في وفاتهم تكابد المعاناة؛ إذ يتم توجيه الجثة إلى ضواحي مراكش لإخضاعها للتشريح الطبي، نظرا لغياب هذا التخصص بجهة درعة تافيلالت”، مشيرا إلى أن الجهة في حاجة ماسة إلى هذا التخصص لتسريع إجراءات دفن الميت أولا، وثانيا لتخفيف معاناة الأسر. وأوضح المتحدث أن “المصالح الأمنية والنيابة العامة تعيشان بدورهما الضغط أثناء نقل الميت للتشريح الطبي، الأمر الذي أصبح يستدعي إحداث مصلحة بجهة درعة تافيلالت، ولم لا بكل

إقليم”، مشيرا إلى أن هذا المطلب يجب أن يحمله ممثلو الأمة إلى قبة البرلمان والترافع عليه لتحقيقه. مجهودات فردية “على الرغم من المشاكل التي يتخبط فيها القطاع الصحي بالإقليم، فإن الإدارة الإقليمية والمصالح التابعة لها تبذل مجهودا كبيرا من أجل إرضاء المواطنين وتوفير ظروف التطبيب لهم”، تقول جميلة مهنا، فاعلة حقوقية بمدينة تنغير. وأضافت جميلة، ، أن ما تم تحقيقه في السنوات الأخيرة في القطاع الصحي، “كان بفضل تدخل السلطة الإقليمية والإدارة الإقليمية والمحلية لقطاع الصحية”، موردة: “نحن كجمعويين وحقوقيين واكبنا هذا التغيير الذي وقع ونعلم من كان

سببا فيه التغيير”. وأشارت المتحدثة إلى أن “وزارة الصحة على مستوى المركز أهملت القطاع الصحي بشكل خطير، خاصة في هذه الفترة حيث يسجل الإقليم عشرات الإصابات بكورونا”، وتحدثت عن “تراخ كبير من طرف القطاع الحكومي الوصي على الصحة، خاصة على مستوى إقليم تنغير”. رأي رسمي تعليقا على المشاكل التي يتخبط فيها القطاع الصحي بالإقليم، أكد مصدر رسمي بالمندوبية الإقليمية للصحة أن هناك مجهودات تبذل من أجل تغيير هذا الواقع، مشيرا إلى أن “السلطة الإقليمية تعمل بتنسيق مع الإدارة الصحية من أجل إخراج القطاع من عنق الزجاجة بسبب قلة الموارد

والأطر الصحية والأدوية والتجهيزات”، وفق تعبيره. وأوضح المصدر ذاته، ، أن “المندوبية الإقليمية تعمل ما بوسعها لتحقيق جميع متطلبات المواطنين من المرضى والمرتفقين بجميع المؤسسات الصحية بالإقليم”، معتبرا أن “التغيير بدأ يظهر للجميع، خاصة مع تعيين المدير الجديد للمستشفى الإقليمي بتنغير الذي وعد بتدبير جيد”. وكشف المصدر ذاته أن القطاع الصحي بالإقليم يعاني من مجموعة من النقائص يجب على الوزارة تداركها، بدءا من التخصصات الطبية والأطر الطبية والتمريضية والتجهيزات الضرورية.

قد يهمك ايضا

والي بني ملال خطيب الهبيل يجتمع بنقابات القطاع الصحي في الجهة

فيصل عزيزي يشيد بالقطاع الصحي بعد تلقية الجرعة الأولى من اللقاح

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غياب تخصصات طبية يُرقد القطاع الصحي بإقليم تنغير على فراش المرض غياب تخصصات طبية يُرقد القطاع الصحي بإقليم تنغير على فراش المرض



GMT 18:42 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

الأميرة للا مريم تترأس اجتماعا بالرباط
المغرب اليوم - الأميرة للا مريم تترأس اجتماعا بالرباط
المغرب اليوم - جراحون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 17:53 2024 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

محمد صلاح يضيف لرصيده 3 أرقام قياسية جديدة

GMT 13:50 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 21:44 2021 الأحد ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أشهر الوجهات السياحية المشمسة في الشتاء

GMT 00:48 2021 الإثنين ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إسبانيول يفاجئ ريال مدريد بخسارة مؤلمة

GMT 00:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة "قناة رقمية" تثير تساؤلات في جامعة أكادير

GMT 21:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 22:47 2012 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

إشتقت إلى الرقص الشرقي وسعيدة بـ"30 فبراير"

GMT 11:34 2024 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

بايرن ميونخ يرفض رحيل توماس توخيل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib