نيويورك ـ المغرب اليوم
تضمنت قائمة، أعدتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، "اليونسكو"، تحت اسم "الإرث العالمي"؛ 6 مناطق تاريخية في سورية دمرتها الحرب الدائرة منذ 15 آذار/مارس 2011، والتي أتت على قرابة ألف مسجد، بالرغم من التحذيرات التي أطلقها الخبراء بشأن ذلك.
وبجانب الخسائر في الأرواح والممتلكات، دمرت الحرب في سورية، التي تحتفظ بأماكن أثرية كثيرة؛ كونها عاصرت عدد من الحضارات التاريخية، الآلاف من الأماكن ذات المكانة التاريخية في البلاد.
وأكد معلومات، وفقًا لما نشره موقع وكالة "الأناضول"، أن "أكثر الأماكن التاريخية تضررًا نتيجة الحرب، هي المساجد التاريخية، والتي كان من أبرزها وأقدمها وأكبرها المسجد الأموي في حلب، الذي تحول إلى مقر للحماية من قبل قوات الحكومة، حيث سوّت قواتها مئذنة المسجد بالأرض، والتي تم إنشاؤها في القرن الثامن، ثم جدُدت في القرن الثالث عشر.
كما تسببت هجمات قوات الحكومة بواسطة مدفعية الدبابات والطائرات والصواريخ وقذائف الهاون إلى تدمير السور الشرقي للمسجد، الذي يحتوي على نسخ من القرآن الكريم مكتوبة بخط اليد والتي لا تقدر بثمن، بينما أصبح المسجد غير صالح لإقامة شعائر العبادات بداخله بعد الدمار الذي لحق به.
ونال مسجد "حضرة زكريا"، في مدينة حلب، قسطًا كبيرًا من الدمار، حيث يوجد داخل المسجد ضريح النبي "زكريا"، كما يحتفظ المسجد بداخله بعدد من الأمانات المقدسة، من قبيل شعرات من لحية النبي محمد صلى الله عليه وسلم الشريفة، وأحد أسنانه، ويعتبر المسجد بالنسبة للحضارة الإسلامية ذو قيمة أثرية نفيسة.
واشتملت قائمة منظمة "اليونسكو" على الأماكن التاريخية في دمشق وبصرى وحلب ومنطقة "بالميرا" التاريخية (تدمر)، وقلعة حلب، والقرى التاريخية شمال سورية.
وصنَّفت اليونسكو الأماكن التي تحمل إرثًا تاريخيًّا قديمًا، ضمن قائمة "إرث عالمي تحت الخطر"، مبينةً أن "أضرارًا كبيرة لحقت بعدد كبير من الأضرحة التاريخية، والمتاحف والأسواق القديمة، إلى جانب المساجد".
كما حولت هجمات طائرات النظام مسجد "عمر" الموجود في منطقة بصرى الشام في مدينة درعا إلى ركام، حيث أُنشئ المسجد في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.
كما لحقت أضرار بالغة بمئذنة وقبة مسجد "خالد بن الوليد"، الواقع في حي الخالدية في مدينة حمص، حيث تسببت الصواريخ وقذائف الهاون بتدمير ضريح الصحابي خالد بن الوليد، الموجود داخل المسجد تدميرًا كاملًا.
كما تسببت قذائف المدفعية بإلحاق أضرار بالغة في قلعة حلب، المنشأة منذ العصور الوسطى، كما دمرت الحرب أسوار قلعة "صلاح الدين الأيوبي"، التي أنشئت في العام 1188، بينما تحول سوق حلب القديم، والذي يعود بتاريخه إلى آلاف السنين إلى رماد، في تشرين أول/أكتوبر 2012، نتيجة اندلاع النار به جراء القذائف التي تساقطت عليه.
كما لفتت "اليونسكو"، إلى أن "الأماكن التاريخية تعرضت للنهب، وتهريب القطع الأثرية إلى خارج البلاد، من قِبل المجموعات المسلحة"، مبينةً أن "الكثير من المتاحف التي تضم آثارًا تعود إلى العصور اليونانية القديمة، والرومانية، والبيزنطية، والعصر الإسلامي تعرضت للنهب والتهريب خارج سورية"، وفقًا لما نشره موقع وكالة "الأناضول".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر