طرابلس - المغرب اليوم
قتل رجلا امن اليوم الاثنين في بنغازي في اعمال عنف جديدة تهدد العملية الديموقراطية في ليبيا حيث اكد المؤتمر الوطني العام انه مصمم على مواصلة العملية الديموقراطية بعد ساعات على اقتحام عشرات المتظاهرين مقر البرلمان في طرابلس.
وقال مصدر امني لوكالة فرانس برس إن "شخصين في قوات الأمن قتلا الإثنين برصاص مسلحين مجهولين وسط مدينة بنغازي". وأكد مدير مكتب الإعلام في مركز بنغازي الطبي خليل قويدر حيث نقلت جثتا القتيلين انهما "تلقيا عددا من الرصاصات في أماكن متفرقة من الجسم".
وكانت ليبيا شهدت امس اعمال عنف جديدة في العاصمة طرابلس وفي بنغازي (شرق) حيث قتل ثلاثة اشخاص احدهم فرنسي والاثنان الآخران رجلا امن وعثر على جثث ستة اشخاص قتلوا بالرصاص.
وقال المتحدث الرسمي باسم غرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي المقدم إبراهيم الشرع ان "شخصين بينهما فرنسي الجنسية قتلا في بنغازي".
واكدت وزارة الخارجية الفرنسية في باريس "اغتيال" المهندس الفرنسي باتريس ريال وعبرت عن "ادانتها باكبر قدر من الحزم (...) عملا شنيعا وجبانا"، داعية الى "البحث عن مرتكبيه ومحاكمتهم في اسرع وقت ممكن".
وكان المهندس يعمل في شركة فرنسية تعمل بموجب عقد ابرم في عهد القذافي الذي سقط إثر ثورة 17 شباط/فبراير 2011، في اطار اتفاقية بين ليبيا وفرنسا في المجال الطبي قضت بتزويد مركز بنغازي الطبي بعدة أطباء واستشاريين إضافة إلى الشركة المنشئة.
ومركز بنغازي الطبي هو من أكبر المستشفيات الليبية على الإطلاق، ويتكون من ثلاثة أبراج بسعة 1200 سرير تم تشغيل برج واحد منها بعد الاتفاقية الليبية الفرنسية.
واليوم الاثنين اعلن المركز في مؤتمر صحافي أن "موظفي الشركة انسحبوا من الموقع على خلفية مقتل مسؤول الأمن في الشركة باتريك ريال".
واوضح الشرع ان قوات الأمن عثرت مساء الأحد على ست جثث لأشخاص مجهولي الهوية في ضواحي مدينة بنغازي. وقال لفرانس برس ان "اربع جثث لأشخاص تمت تصفيتهم بالرصاص وبدا عليهم آثار تعذيب".
وقد عثر عليها في منطقة أبو مريم الواقعة على بعد 50 كلم جنوب شرق مدينة بنغازي.
وقال مصدر امني اليوم انه "تم التعرف على جثث هؤلاء".
وذكرت كتيبة شهداء السابع عشر من فبراير الإسلامية أن "هؤلاء القتلى بينهم اثنين في جماعة أنصار الشريعة وآخر في كتيبة شهداء السابع عشر من فبراير إضافة إلى أحد منتسبي كتيبة أبي عبيدة بن الجراح التي يقودها القيادي الإسلامي أحمد بوختالة".
وقالت على حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن القتلى "من الإسلاميين واعدموا فقط لشكوك بانهم من يقومون بالاغتيالات" معتبرة أنه هذا "شك فقط من دون دليل وأنهم قتلوا توجهاتهم الدينية".
وكان الشرع تحدث عن "جثة أخرى عثر عليها في منطقة جروثة (على بعد 30 كلم غرب بنغازي) وقد تم تصفية صاحبها بالرصاص".
وعثر في ساعة متأخرة من ليل الأحد الاثنين على جثة لشخص بدت على وجهه ملامح التدين مرميا بالقرب من أحد مساجد منطقة بوهديمة في بنغازي دون أن يتعرف عليه أحد بحسب ما أفاد أحد مسؤولي ثلاجة الموتى في مستشفى الهواري العام.
وقال المصدر الأمني إن هذا القتيل تم التعرف عليه هويته صباح الإثنين، موضحا انه مدني من ذوي التوجهات الإسلامية ومن سكان منطقة حي الزاوية وسط مدينة بنغازي.
من جهة اخرى، اكد المؤتمر الوطني العام في ليبيا اعلى سلطة سياسية في البلاد اليوم الاثنين انه مصمم على مواصلة العملية الديموقراطية، على الرغم من اعمال العنف التي استهدفت نوابا واعضاء في مجالس محلية.
وقال رئيس المؤتمر نوري ابو سهمين في خطاب بثه التلفزيون "اؤكد لكم اننا مصممون على مواصلة طريق ثورة 17 فبراير (2011 التي اطاحت نظام معمر القذافي) وماضون على المسار الديموقراطي".
وكان ابو سهمين يتحدث بعد ساعات على اقتحام عشرات المتظاهرين مقر المؤتمر الوطني العام في طرابلس حيث جرح نائبان.
فقد اقتحم مساء الاحد عشرات المتظاهرين الذين كان بعضهم مسلحا مقر المؤتمر الوطني العام اعلى سلطة سياسية وتشريعية في ليبيا، مطالبين باستقالة النواب، مما ادى الى اصابة نائبين بالرصاص.
وقال ابو سهمين لقناة الانباء الليبية ان "عضوين (في المؤتمر) اصيبا بالرصاص حين كانا يحاولان مغادرة المكان بسيارتيهما"، متهما "متظاهرين مسلحين" باستهدافهما.
وعبر ابو سهمين عن اسفه لاقتحام البرلمان، معتبرا انه "اعتداء صارخ تعرض له المؤتمر الوطني العام مقر السيادة الشرعية المؤتمر الذي انتخبه الشعب".
ودعا الثوار السابقون الذين قاتلوا نظام القذافي الى حماية العاصمة ومؤسسات الدولة.
وقال مصور من وكالة فرانس برس ان مجموعة من هؤلاء تساندهم سيارات بيك آب مزودة بمدفعيات مضادة للطيران انتشروا حول مقر المؤتمر الوطني العام اليوم.
واوضح المصدر نفسه ان خمس سيارات محترقة كانت في الباحة المركزية وتشكل شاهدا على عنف الامس.
وقالت نائبة لوكالة فرانس برس ان متظاهرين معظمهم من الشبان، اقتحموا مقر المؤتمر وهم يهتفون "استقيلوا، استقيلوا". واضافت ان بعض المتظاهرين كانوا يحملون مديات وعصيا.
وبحسب وسائل اعلام ليبية فان عضو المؤتمر العام عبد الرحمن السويحلي اصيب برصاصة حين كان يحاول الفرار من المكان.
ويطالب المتظاهرون بحل المؤتمر العام ويحتجون على "خطف" متظاهرين السبت من المشاركين في اعتصام امام مقر المؤتمر بوسط العاصمة الليبية. ونددت وزارة العدل الاحد بخطف "شبان قدموا للتعبير عن رايهم".
واثار قرار المؤتمر العام تمديد ولايته حتى كانون الاول/ديسمبر 2014 استياء عدد كبير من الليبيين. وتحت ضغط الشارع، قرر المؤتمر في الاونة الاخيرة اجراء انتخابات مبكرة لكنه لم يحدد موعدها حتى الان.
تعرض مقر المؤتمر العام عدة مرات لاقتحام من قبل متظاهرين احيانا مسلحين، للاحتجاج على قرار للمؤتمر العام او ضد الحكومة. وتمت مناقشة امن المقر والنواب في المؤتمر من دون التوصل الى حل جذري للمشكلة.
"أ.ف.ب"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر