أهالي مدينة حلب السورية يحاولون النهوض من بين ركام الحرب المدمرة
آخر تحديث GMT 01:36:16
المغرب اليوم -

أهالي مدينة حلب السورية يحاولون النهوض من بين ركام الحرب المدمرة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أهالي مدينة حلب السورية يحاولون النهوض من بين ركام الحرب المدمرة

مدينة حلب التاريخية السورية
حلب ـ نور خوام

بالقرب من القلعة القديمة في مدينة حلب السورية، تصاعدت رائحة الورد والياسمين من متجر نصف مُدمَّر، وقد نُخرت جدرانه بالثقوب الناتجة عن إطلاق الرصاص، ومع ذلك لم يستطع القتال القضاء على رائحة المكان العطرة، أو تغييرها، على مدار سنوات الأزمة.

وتقول صحيفة "الغارديان" البريطانية على موقعها الإلكتروني، إن سوق حلب كان من أشهر الأسواق في العالم لقرون عديدة. وكانت المدينة مصدرًا مهمًا الحرير، وامتلأت بالتجار من كل مكان في العصور القديمة والحديثة، والذين كانوا يبيعون الحمير، والسلع الأخرى مثل الفستق والزعتر والصابون. لذا كانت مدينة حلب غنية، وأغلب سكانها من ميسوري الحال، إلا أن كل ذلك لم يعد موجودا الآن.

لم تتوقف الحياة في غرب المدينة، والتي ما تزال تحت سيطرة الحكومة السورية، ولكن أغلب سكانها يعانون من تدني أجورهم، وعدم قدرتهم على العيش كما كانوا قبل الحرب. أما الجزء الشرقي من المدينة، والذي سيطرت عليه الفصائل المعارضة سابقًا، فلم يبقَ منه سوى الحطام والركام، بعد قصفه أكثر من مرة.

أهالي مدينة حلب السورية يحاولون النهوض من بين ركام الحرب المدمرة

ويقول أبو عبده (71 عامًا)، إذا كانت الحرب مستمرة إلى الآن، فليس أمامنا سوى هذه الأعشاب لنأكلها"، ، مشيرا إلى أعشاب بذور اللفت التي تنمو حول أحد المباني المُدمرة.
وكان أبو عبده يجلس مع مجموعة من سكان المنطقة على كراسي بلاستيكية مكسورة، خارج مسجد قديم في قلب حلب، يُدعى مسجد "التوتة"، والذي أقيم في المكان الذي صلى فيه الجيش الإسلامي بعد استسلام الرومان عام 637. وتشير الصحيفة إلى أن الدمار في شرق حلب لم يجعل سكانها الأكثر فقرا في العالم، إلا أن أغلبهم اعتاد على طهي الطعام بآلاف المكونات، وتركيب مكيفات الهواء في منازلهم، وتلقي تعليم جيد.

منذ ستة أعوام وحتى الآن، لم تظهر إشارة واحدة تؤكد أن الأزمة السورية أوشكت على الانتهاء. وتقول الصحيفة إن سورية وروسيا يشنان هجمات جوية في الشمال، أما في الرقة فيموت عشرات المدنيين جراء قصف التحالف الجوي بقيادة الولايات المتحدة على تنظيم "داعش".
ونوهت "الغارديان" الى استمرار القتال في بعض الأحياء في حلب. ولكن أهالي المنطقة الشرقية الذين لم يسعوا للجوء، وتم إخلاؤهم من المدينة، يحاولون استئناف حياتهم الطبيعية.
وفي حي الشعار، جلس مُراهق، يبلغ من العمر 14 عاما، أمام مدخل متجر صغير على كرسي بلاستيك، يبيع الألعاب بجانب مضخات المياه، وقد أحاطته أضواء تعمل بالمولدات، ويقول للصحيفة إنه يملك ذلك المتجر، ويحاول من خلاله الحصول على قوت يومه.

وبالقرب منه، يتواجد أبو أحمد، 65 عاما، والذي يبيع الحلويات، وقد أصيب منذ أشهر في قتال انتصرت فيه القوات السورية المدعومة من روسيا وإيران، وتسببت قذيفة في جرح بليغ في بطنه. ويخبر أبو أحمد الصحيفة البريطانية، أن الفريق الطبي في المشفى المُقابل لمتجره، لم يكن لديهم أمل بأنه سيحيا، فتركوه على الأرض لكي يموت، ولحسن حظه وجده طبيب آخر وأنقذ حياته.
ويقول العجوز السوري إن ما دفعه للمقاومة والبقاء على قيد الحياة، هن بناته المراهقات الثلاث، ويتابع: "أرغب في أن أراهن يكبرن. فعندما يكون لديك بنات، تشعر وأنك أخذت كل شيء من الحياة، وأنك ثري". وبعد خمسة أشهر من خسارته لكليته، وجزء من الكبد، قضى أبو أحمد أيام يعد العجين ويضع بداخلها المكسرات والجبن، ويقول: "نقاتل من أجل البقاء أحياء، وعليّ أن أدير متجري، حتى نجد ما نأكله".

ويقيِّم أبو أحمد الحالة النفسية لمواطنيه بعدد الحلويات التي يبيعها، فإذا تردد أحدهم على متجره لشراء شيء ما فهذا يعني أنه سعيد، وإذا لم يزره أحد فهذا يعني أنه حزين. ويؤكد أن حلب ستبقى كما هي دائما، ويضيف: "لقد شاء الله أن تتدمر المدينة الآن، ولكننا سنعمرها، إذا كنا مصرّين بما يكفي، ونعلم ما علينا فعله".

بعد عودة الحلبيين إلى الجزء الشرقي من المدينة مرة أخرى، وجدوا منازلهم مسروقة، ويتبادل المسلحون والحكومة الاتهامات في هذا الشأن. وبالرغم من الحالة التي وصلت إليها حلب. يحاول أهلها الاستفادة من أي شيء هناك. تقول عنهم الصحيفة إن موقفهم الريادي ساعدهم على البقاء أحياء، ومكنهم من تأسيس العديد من المشاريع.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أهالي مدينة حلب السورية يحاولون النهوض من بين ركام الحرب المدمرة أهالي مدينة حلب السورية يحاولون النهوض من بين ركام الحرب المدمرة



نانسي عجرم بإطلالات خلابة وساحرة تعكس أسلوبها الرقيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:45 2021 الثلاثاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيديو كليب صورة افتراضية

GMT 21:56 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

وفاة الأمير السعودي عبد الله بن فيصل

GMT 04:48 2016 الأربعاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

مصمم الأزياء العالمي "زياد نكد" يواصل مسيرة إبداعه منذ 2007

GMT 09:44 2017 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

ملتقى بغداد السنوي الثاني لشركات السفر والسياحة

GMT 18:03 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

اتيكيت مقابلة أهل العريس

GMT 11:41 2022 الأحد ,19 حزيران / يونيو

نصائح عند اختيار طاولات غرف طعام مستديرة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib