أطفال أيزيديون يروون ما شهدوه من تنكيل داعش بهم وبيع أمهاتهم وأخواتهم
آخر تحديث GMT 15:40:17
المغرب اليوم -

أطفال أيزيديون يروون ما شهدوه من تنكيل "داعش" بهم وبيع أمهاتهم وأخواتهم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أطفال أيزيديون يروون ما شهدوه من تنكيل

الأطفال الأيزيديون
بغداد – نجلاء الطائي

كشفت قناة تلفزيزنية عن واقع أليم ومرير عاشه الأطفال الأيزيديون في المناطق التي سيطر عليها تنظيم "داعش" بعد احتلاله لأراضي شاسعة في سورية والعراق على مدى أربع سنوات ونيف.

  أقرأ أيضا : التحالف ضد "داعش" يعلن أن لا حلَّ عسكرياً للحرب في سورية وإنما حل سياسي دولي

سام إدريس، الطفل العراقي الأيزيدي الذي قضى قرابة العامين في مدينة "الرقة" السورية  مع أمه وأخيه الطفل المجند أحمد، قبل أن يعودوا من الأسر حاملاً أفكار القتل والذبح والتكفير، كما يتذكر والده ادريس.

ويتحدث الوالد أدريس، هنا عن "لعبة الموت" الشهيرة التي ابتدعها تنظيم "داعش"، في محاكاة لألعاب الفيديو العنيفة، والتي أشرك فيها مجموعة من الاطفال الايزيديين الذين يظهرون في الفيلم وهم ينفذون عمليات قتل وذبح حقيقية. رسالة إلى العالم كله عن قدراته في زرع الفكر الذي يعتقده، وعن كيفية تحويله أطفال المستقبل إلى قتلة، نزع منهم طفولتهم، وحولهم قنابل موقوتة في مجتمعاتهم.

يعيش وسام وأخوه أحمد حاليا في ألمانيا حيث ترعاهم منظمات دولية تعنى بمساعدتهم على تخطي المحنة التي مروا بها، ونزع الأفكار المتطرفة التي غرسها "داعش" في عقولهم الصغيرة. فقصص ما رأوه من تعذيب خلال التدريب والآثارُ النفسية المترتبة على تنفيذهما لعمليات ذبح أو حتى رؤيتها فقط، تسكنهما في كل لحظة.

قدرت طريق النجاة لهذين الطفلين وأطفال آخرين، في حين قتل مئات المجندين الأطفال في المعارك أو بيد تنظيم "داعش"، فيما يبقى مئات من الأطفال يتدربون او يقاتلون حتى الان في صفوف "داعش" في مناطق متعددة من سورية، ومستقبلهم لا يبدو مشرقا أبدا.

"قناة الان" جالت في جبل "سنجار" والقرى المحيطة به في أقصى الشمال الغربي للعراق، ووثقت شهادات مروعة رواها الاطفال الأيزيدون الذين كانوا مجندين في معسكرات "داعش"، وجرى تحريرهم مؤخرا من قبضته.  خلال رحلة بحثه الطويلة عن ولده المفقود، التقى والد أمير عشرات من الأطفال المجندين العائدين. في كل مرة كان يستمع لقصصهم، كان قلقه يزداد. فأفكار داعش كانت قد عششت في عقولهم، ومنهم من تشبث بها.

يغسل الفتى شاكر وجهه بالماء البارد علّه يغسل معه ذكريات ثلاث سنوات من القسوة والعذاب عند "داعش". قصته كقصص مئات من الأطفال العراقيين الأيزيديين الذين اختطفهم التنظيم حين احتل سنجار ومحيطَها، وعمِل على تحويلهم لقنابل موقوتة تستهدف أهلَهم وأبناء وطنهم العراق. أما رفيقُه كلهات، فلا يزال ينوأ تحت مشاعر الانكسار والخوف مما عاشه. تعرض كلهات مرارا وتكرارا للضرب العنيف والتعذيب مع والدته وأخواته، وشاهد بعينيه مسلحي داعش يبيعون والدته وأخواته سبايا فيما بينهم، قبل أن يخضعوه لعمليات غسيل دماغ، لزرع الأفكار المتطرفة فيه، وزجه بعد ذلك في معسكرات تدريب يتعلم فيها أساليب القتل والذبح وتفجير الأحزمة الناسفة.يطمح شاكر وكلهات ان يستعيدا حياتهما مجددا، وأن يواصلا دراستهما التي عادا اليها بعد انقطاع خلال سنوات الاسر.  ويحلمان بالمستقبل.

منذ ثلاث سنوات، يعمل محمود وفريقه المجهول على إنقاذ العشرات من الأطفال الأيزيديين والفتيات "السبايا". يقيم هذا المنقذ الشاب منذ وقت ليس بقصير بالقرب من جبل سنجار على بعد بضعة كيلومترات من الحدود العراقية السورية. عمليات تجنيد الأطفال في الحروب ليست جديدة في التاريخ، فلطالما استخدمتها الجماعات المسلحة.  لكن داعش تفنن في تجنيد الأطفال من الأيزيديين والتركمان والموصليين، من سلخهم من مجتمعاتهم بشكل كامل، إلى تعذيبهم وغسل أدمغتهم وتدريبهم بدنيا وعسكريا على خوض معارك فيها عمليات إعدام وذبح وتفخيخ وتفجير، إلى تحويل عدد منهم لانتحاريين يستهدفون مجتمعاتهم وأهلَهم حتى. الطفلان الانتحاريان الأيزيديان أمجد وأسد من هؤلاء الأطفال المدربين لتنفيذ عمليات انتحارية.

أمجد وأسد نفذا تفجيرات انتحارية في مدينة الموصل، أفرد لها داعش اصدارا خاصا، وروج لها على نطاق واسع، ليدلل على سلاحه غير التقليدي والموقوت في حربه ضد العراق.

 هل تخيلت يوماً أن تشتري طفلك؟ أو أن تدفع لمن يختطفُه ويعيدُه إليك؟ خياران على صعوبتهما أسهلُ وأخفُ وطأة من أن تسلّم بخيار مجبر عليه، عندما يرفضُ طفلُك العودةَ إليك ويفضلَ طريق الموت عوضا عنك، لاعتقاده أنك وبكل بساطة.. كافر. يكشف المنقذ محمود، لقناة الان، الطرقَ التي يتبعها مع فريقه لإنجاز عمليات إنقاذ الأطفال المجندين، بما في ذلك الاستعانة بوسطاء ومهربين على جانبي الحدود السورية والتركية والعراقية.

شاءت الصدفة أن تعثر الفصائل الكردية بالقرب من أحد الحواجز الفاصلة بينها وبين "داعش"، على الطفل الأيزيدي أيهم... لا يتذكر أيهم الكثير عن عائلته، ولا عن الامكنة الكثيرة التي كان يتنقل فيها منذ وقوعه في أسر داعش صيفَ عام 2014، وها هو يحاول خلال الاستفهام منه استكشاف الاشخاص الذين يحيطون به منذ دخوله الحدود العراقية قبل بضع ساعات.

وتشير التقارير التي وثقت أرقام الضحايا الايزيديين على يد "داعش"، الى أن اكثر من ستة الآف رجل وامرأة وطفل اختطفهم داعش حين احتل مدينة سنجار وقراها. أعدم منهم قرابة ألفي رجل في مقابر جماعية، وسبى حوالى 3 الاف امرأة، معظمُهن الآن مجهولات المصير، فيما جند حوالي ألف طفل تتراوح أعمارُهم بين السابعة والخامسة عشرة سنة، معظمهم قتلوا في المعارك أو فجروا أنفسَهم بسيارات مفخخة أو أحزمة ناسفة، والمئات منهم غُسلت أدمغتهم لقبول أفكار التنظيم المتطرفة والقتال في صفوفه. لكن العشرات نجحوا في الهروب أو حررتهم عائلاتُهم عبر مهربين ووسطاء، وبعضهم،  كالطفل أيهم، عثرت عليهم القوات التي تحارب داعش بالصدفة، تائهين في الأراضي السورية. وبانتظار العثور على عائلته أو من بقي منها في مكان ما من الاراضي العراقية أو السورية، سيعيش أيهم في رعاية عائلة عراقية أيزيدية. وبينما يتطلع لنسيان السنوات التي كسر فيها داعش رأسَه، وينساها كما نسي لغتَه ومعظمَ عائلته، يبقى مئاتُ الأطفال العراقيين، إما مجندين لدى "داعش"، أو منسيين في المخيمات المتناثرة في مناطق شتى من العراق. لكن يبقى الأمل في إنقاذهم، وإعادة أحلامهم إليهم، كما عادت لشاكر وكلهات وكما ستعود للطفل أيهم.

وقد يهمك أيضاً :

بومبيو يعتبر أن تنظيم "داعش" لايزال يشكل تهديدا

"داعش" في قريتين في الصحراء السورية يؤكد أن هزيمته وشيكة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال أيزيديون يروون ما شهدوه من تنكيل داعش بهم وبيع أمهاتهم وأخواتهم أطفال أيزيديون يروون ما شهدوه من تنكيل داعش بهم وبيع أمهاتهم وأخواتهم



GMT 02:25 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء
المغرب اليوم - نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء

GMT 09:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

قافلة طبية جراحية تتدخل في إقليم ميدلت
المغرب اليوم - قافلة طبية جراحية تتدخل في إقليم ميدلت

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يعادل رقماً تاريخياً في الدوري الإنكليزي

GMT 23:21 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

أفضل فنادق شهر العسل في سويسرا 2021

GMT 01:18 2021 السبت ,24 تموز / يوليو

صارع دبا لمدة أسبوع وصدفة أنقذت حياته

GMT 04:34 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

سلاف فواخرجي تنعي المخرج شوقي الماجري عبر "إنستغرام"

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

الآثار المصرية تنقل 4 قطع ضخمة إلى "المتحف الكبير"

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 15:11 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 19:42 2014 الثلاثاء ,26 آب / أغسطس

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها الذكي LG G3

GMT 04:38 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مارغريت ريدلمان تُشير إلى أسباب الصداع الجنسي

GMT 15:33 2022 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق لإضفاء المساحة على غرفة الطعام وجعلها أكبر

GMT 15:10 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة وراقية للنجمة هند صبري

GMT 11:44 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مذهلة لزينة طاولات زفاف من وحي الطبيعة

GMT 07:11 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

3 نصائح للرجال لاختيار لون ربطة العنق المناسب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib