هاجر لبهيوي شابة مغربية بعباءة رائدات فن العيطة التراثي
آخر تحديث GMT 11:55:33
المغرب اليوم -

هاجر لبهيوي شابة مغربية بعباءة رائدات فن "العيطة" التراثي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - هاجر لبهيوي شابة مغربية بعباءة رائدات فن

التراث الغنائي المغربي
الرباط-المغرب اليوم

في ربيعها الواحد والعشرين اختارت هاجر لبهيوي، العودة بآلة الزمن إلى الوراء، فوجهت البوصلة نحو أغاني رواد التراث المغربي، وضبطت إيقاع الموضة على اللباس التقليدي لأسلافها، لتعيش بذلك أياما من الزمن الجميل بروح الحاضر.وتقود هاجر متابعيها عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، في رحلة إلى فترات زمنية من الماضي، من خلال أداء مقطوعات من فن العيطة التراثي الضارب في القدم، ومقاطع أخرى لرواد الأغنية المغربية بطريقتها ولمستها الخاصة.وإضافة إلى مشاركتها لمقاطع غنائية، تحرص الشابة كذلك على نشر صور لها باللباس المغربي التقليدي، والذي يعكس نمط حياة وأسلوب عيش النساء المغربيات قديما، حيث تحاول ومن خلال الصورة نقل تفاصيل حياتهن والتعريف بالتقاليد المغربية الأصيلة.  
 
وبدأ شغف هاجر بالغناء في سن السادسة من عمرها، عندما كانت تشارك في الحفلات المدرسية وبعض الفعاليات والمسابقات المحلية، حيث كان ميولها ومنذ اكتشاف موهبتها في الغناء إلى تأدية الأغاني المغربية الأصيلة، ذات الكلمات العميقة والألحان الوازنة.تحكي هاجر العاشقة للفن والتراث المغربي، لـ"سكاي نيوز عربية"، أنه وبالرغم من حبها الكبير للغناء منذ سن صغيرة، إلا أن الجمهور اكتشف موهبتها العام الماضي فقط، بالتزامن مع فترة الحجر الصحي، التي منحتها إمكانية للاشتغال على محتوى مختلف ومغاير للموجة السائدة بين شباب جيلها على مواقع التواصل الاجتماعي. واختارت هاجر إعادة تأدية مقاطع غنائية من فن تراث العيطة، تقول الشابة إنه وعلى الرغم من صعوبة تأدية هذا النوع الغنائي، فقد قررت خوض غمار هذه التجربة، ولاقت انتشارا واسعا وسط رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مما شجعها على مشاركة المزيد من الأغاني المقتبسة من تراث العيطة مع متابعيها.

ومن بين الفيدوهات التي نشرتها هاجر ولاقت تفاعلا وانتشار كبيرين، مقطع لرائدة العيطة المغربية المعروفة بـ"خربوشة"، والذي اعتبرته هاجر قد شكل فارقا في مسارها، وحدد طبيعة المحتوى الذي قررت تقديمه لمتابعيها، كما أن اختيارها الغناء لخربوشة لم يكن اعتباطيا، كونها مثال للمرأة المغربية الحرة التي واجهت الظلم بالكلمة والفن.ولم تكن هاجر تتوقع حجم النجاح وتفاعل متابعيها مع المحتوى الذي تقدمه، إلا أنها تؤمن أن كل ما يصنع بحب وشغف يصل إلى قلب المتلقي بدون حواجز، إضافة إلى اختلاف وتميز ما تقدمه على مواقع التواصل الاجتماعي.ولم تكتف هاجر بجذب متابعيها عبر الغناء فقط، حيث أرفقت الصوت بالصورة، وقررت بذلك مشاركة صور لها باللباس التقليدي المغربي تحاكي من خلالها التراث والتقاليد المغربية بغناها وتنوعها، وإبراز هوية وجمال المرأة المغربية باختلاف المنطقة التي تنتمي إليها.

وتظهر هاجر على مواقع التواصل الاجتماعي باللباس المغربي التقليدي، مرة بالحايك وأخرى بالجلباب أو القفطان، وهي أزياء بقصات وتطريز قديم ترفقها بإكسسوارات تقليدية، حيث تختار لكل لباس ديكورا خاص يناسب الفكرة التي تسعى إلى نقلها من خلال الصورة.وتتوفر هاجر على مجموعة متنوعة من الأزياء المغربية التي لا يقل عمر أحدثها عن 20 سنة، وهي قطع من تراث عائلتها، وتتضمن أيضا قفطانا يزيد عمره عن 150 عاما، لبسته إحدى جداتها.تستوحي هاجر موضوع جلسات للتصوير بالزي المغربي، انطلاقا من الأفلام المغربية أو الأغاني القديمة أو الصور.وتحاول الشابة أن تزرع الحياة في صورها باختيارها لديكورات طبيعية في أماكن مفتوحة مثل الأسواق الشعبية والأحياء القديمة والبوادي، بعيدا عن جدران الاستوديوهات المغلقة.

 وتلقى هاجر دعما كبيرا من أفراد أسرتها ومتابعيها، ودعما معنويا آخر من الباحثين في التراث والفنانين المغاربة، الذين أعجبوا بموهبتها، وهو ما يمنحها الدافع على الاستمرار وبدل المزيد من الجهد، ووضع خطط مستقبلية من أجل احتراف الغناء.وبالموازاة مع الإشادة الكبيرة التي تتلقاهما هاجر، فهي تتعرض كذلك لبعض الانتقادات، حيث ترى الشابة أن دراستها لمجال التنمية البشرية، كان له الفضل في مساعدتها على مواجهة الانتقادات بشكل إيجابي، والتركيز على تطوير ذاتها وعدم غض الطرف على كل انتقاد بناء يمكن أن يساعدها على تحسين جودة محتواها. وتضع الطالبة الجامعية هاجر حاليا الدراسة في مقدمة أولوياتها، حيث تطمح بعد إتمام مشوارها الدراسي إلى احتراف الغناء، كما تحاول الانفتاح على جميع ألوان غنائية وعدم حصر نفسها في لون واحد، مع إضافة لمسة عصرية خاصة بها.وتدعو هاجر كل شباب جيلها ممن يحاولون التنكر لهويتهم وتراث بلدهم، إلى محاولة الانفتاح على العولمة ومسايرة العصر بالقدر الذي لا يسلب منهم انتمائهم وهويتهم.وتتمنى الشابة تثمين وتعميق البحث أكثر في الموروث الثقافي الشعبي، الذي يعكس عمق وأصالة تاريخ المغرب.    

قد يهمك أيضا:

"دار الباشا" تحتضن معرضا للتراث المغربي اليهودي

محامون يقاربون "خلايا التكفل بالنساء المعنفات" في المغرب

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هاجر لبهيوي شابة مغربية بعباءة رائدات فن العيطة التراثي هاجر لبهيوي شابة مغربية بعباءة رائدات فن العيطة التراثي



GMT 02:25 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء
المغرب اليوم - نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء

GMT 09:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

قافلة طبية جراحية تتدخل في إقليم ميدلت
المغرب اليوم - قافلة طبية جراحية تتدخل في إقليم ميدلت

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يعادل رقماً تاريخياً في الدوري الإنكليزي

GMT 23:21 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

أفضل فنادق شهر العسل في سويسرا 2021

GMT 01:18 2021 السبت ,24 تموز / يوليو

صارع دبا لمدة أسبوع وصدفة أنقذت حياته

GMT 04:34 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

سلاف فواخرجي تنعي المخرج شوقي الماجري عبر "إنستغرام"

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

الآثار المصرية تنقل 4 قطع ضخمة إلى "المتحف الكبير"

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 15:11 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 19:42 2014 الثلاثاء ,26 آب / أغسطس

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها الذكي LG G3

GMT 04:38 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مارغريت ريدلمان تُشير إلى أسباب الصداع الجنسي

GMT 15:33 2022 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق لإضفاء المساحة على غرفة الطعام وجعلها أكبر

GMT 15:10 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة وراقية للنجمة هند صبري

GMT 11:44 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مذهلة لزينة طاولات زفاف من وحي الطبيعة

GMT 07:11 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

3 نصائح للرجال لاختيار لون ربطة العنق المناسب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib