أثاث غير مألوف لعشّاق الفنّ والغموض والبيئة
آخر تحديث GMT 17:01:10
المغرب اليوم -

أثاث غير مألوف لعشّاق الفنّ والغموض والبيئة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أثاث غير مألوف لعشّاق الفنّ والغموض والبيئة

الأثاث الفانتازي
لندن - المغرب اليوم

الأثاث الفانتازي» و«المنحوت» و«الأيقوني» و«غير المألوف» و«الفني» و«اللا معياري»، كلها تسميات وأوصاف دالة إلى قطع لم يعر صانعوها المعايير المتعارف عليها عند الاشتغال عليها، بل هم كسروا القوالب، مدفوعين برغبة في بلوغ مستوى آخر من استخدام الخامات... وفي «استفزاز» الأبصار بالأشكال غير المعهودة للمفروشات، وحتى الإكسسوارات.

كرسي «أورة» aura شرقي الطابع، في تصميم مجدّد، مع رشّة «غرائبيّة»

غنيّ عن البيان أن «الأثاث الفانتازي» يُعبّر خير تعبير عن مصمّمين مبتكرين «هضموا» القواعد والمدارس في عوالم التصميم واسعة الروافد، ولكنّهم ملّوا من تكرار النسق في أعمالهم أو أرادوا التعبير عن حالة نفسيّة معيّنة أو «سبب شخصي» أو وضع معاش. فطالما أنّ هناك قواعد لا بدّ من وجود من يكسرها، وطالما أن الأفكار تستمرّ في التدفّق لا بدّ من محاولة تجاوز المألوف والمعهود...

مقعدان غير مألوفين أعدّتهما المصمّمة دانا علاء الدين لجدّها ولجدّتها، أحدهما أقصر من الآخر. واستوحتهما من لباس جديها؛ ففي طبقة من جلسة المقعد الأول هناك نسيج مشابه للقبعة التي يرتديها الجدّ، وتحته طبقة ثانية مصنوعة من نسيج يحاكي قميص الجدّ، وتحته ثالثة مصنوع من النسيج الخاص بالسروال. ويتكرّر ذلك في الكرسي الأصغر الخاصّ بالجدّة. وفي التصميم، تبدو مادة الخيزران (الروطان)، مع الاشتغال على دمج الطراز «الفنتدج» بذلك الحديث. وعن هذا التصميم، تقول علاء الدين: «لا بدّ من أن تعبّر القطعة الفنية عن أمر ما». 

في أزمان غابرة

على هذا النحو، يسير بعض مُصمّمي الأثاث الذين يقلبون المفاهيم ويتحدّون المقاييس المعياريّة ويلفتون الأنظار إلى أعمالهم المشحونة بالعواطف والخيال، الأعمال التي تدفع إلى إطالة النظر إليها، وإلى الدهشة، مع السؤال عند الوقوف في مقابلها: ماذا كان يدور في خلد هذا المصمّم عندما صنع هذا الكرسي معوجّ الشكل، وذا المقاس الضخم (أو المتناهي في الصغر)؟ وكيف يستوي هذا الكرسي على ثلاث قوائم بدلاً من أربع منها؟ وهل هذا الأثاث معدّ للاستخدام أم يكتفى بالنظر إليه وتأمّل منحنياته؟

الأسئلة حملتها » إلى مهندسة التصميم الداخلي ومُصمّمة الأثاث الصناعي دانا علاء الدين، التي ذكرت أن «هذه القطع ليست حديثة العهد، وهي أشبه بمنحوتات فنّية، ومحطّات في سير المصمّمين الذين يسعون إلى أن يحمّلوها تعبيرات ذاتيّة تعتمل في دواخلهم». وأضافت أنّ «الخشب كان الغالب على صنع هذه القطع في أزمان غابرة، حين كان صانعوها ينجرون جذوع الأشجار ويحفرونها باستخدام أدوات بدائيّة». ولفتت إلى أن «الخشب يستخدم راهناً في تصميم الأثاث المعاصر، بالإضافة إلى خامات أخرى تقولب وتحنى حتّى تبدو متناظرة أو غير متناظرة، وبالتالي التركيز هو على المادة والشكل واللون والوظيفة».

لكلّ قطعة من الأثاث وظيفة، وبالتالي فإن «الأيقوني» منه قد يكون مريحاً للغاية وسهلاً في الاستخدام بخلاف المعتقد الشائع، فالكرسي المتكئ على ثلاث قوائم مدعم في أسفله بكتلة، أسطوانيّة الشكل تجعله يستوي على الأرض حسب المصمّمة.. كل ما في الأمر أن مصمّمه رغب في التلاعب في الشكل الهندسي المعهود له.صينية من مجموعة المبخرة نفسها، يبرز فيها الاشتغال بالحديد والخط العربي والخشب، بالإضافة إلى وظيفتها في حمل الضيافة، وأيضاً تقديمها

المسؤوليّة البيئيّة

راهناً، يأخذ مصمّمو الأثاث عموماً المسؤوليّة البيئيّة في اعتباراتهم، الأمر الذي يجعلهم دائمي البحث عن خامات «صديقة للبيئة»، ومُستدامة، ومنها الخشب الطبيعي والجنفاص والخيزران.. ولا يشذّ مصمّمو الأثاث غير المألوف عن ذلك بل حتّى أن المادة المستخدمة من قبل البعض في التصميم هي التي تجعله يكتسب صفة «غير المألوف».

مبخرة تبرز تجريب المصمّمة في العمل على تطويع خامة الحديد، وإحنائها، بالإضافة إلى استخدام الخطّ العربي بطريقة مجدّدة

تحدّ للقوالب

يتحقّق توظيف الأثاث «الفنّي» في المنزل «المودرن» من خلال دمج قطعة واحدة منه بمفردات الجلسة الأخرى، بصورة لا بدّ أن تحفّز على التواصل البصري. فهذه القطعة، حسب المصمّمة «مُحمّلة من دون شك بفكرة سهر المصمّم حتّى يحوّلها إلى ملموسة. وبالطبع، تدعو القطعة المذكورة الناظر إليها إلى التدقيق في تفاصيلها للكشف عن كنهها وعن موادها وعن كيفيّة الربط بين عناصرها». وتتابع وصف هذه القطعة، قائلةً: «مهما بدا أن صانع هذه القطعة يتحدّى القالب المألوف، فإن عمله، ومهما كان شكله، يتبع الوظيفة المولجة به، كالجلوس للكرسي، وحمل الأغراض للطاولة وعكس الصورة للمرآة».

المرآة المتداخلة Overlap mirror في تصميم يخلق التضاد بين التناظر واللاتناظر، لناحية الشكل

غموض...

صحيحٌ أن الناس يتوقون راهناً إلى جعل منازلهم ملاذات مريحة يلجؤون إليها للطمأنينة والتخفّف من أحمال يومهم ومن الأخبار المؤرّقة، لكنّهم غالباً عند اختيار قطعة من هذا الأثاث «الأيقوني» هم يرغبون في تمييز المساحة التي يشغلونها، وفي الإشارة إلى تقديرهم لعطايا الطبيعة من المواد، ويعبّرون عن حبّهم للابتكار، وعن جانب غامض ربما في شخصيّاتهم... إلى ذلك، تلاحظ المصمّمة أن الشباب وكل الفئات العمرية من الناس الذين يتبعون نمط العيش المستدام مهتمّون بخاصّة في «الأثاث غير المألوف».

قد يهمك ايضا

تعرف على خلطة الشرقي والـ"مودرن" في الديكور

"المينيماليّة" الديكور السهل الممتنع مع قلّة استخدام الأثاث والإكسسوارات

   
almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أثاث غير مألوف لعشّاق الفنّ والغموض والبيئة أثاث غير مألوف لعشّاق الفنّ والغموض والبيئة



GMT 02:25 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء
المغرب اليوم - نصائح لجعل المنزل أكثر راحة وهدوء

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib