الاحترار المناخي يهدد سكان مناطق بأكملها في باكستان
آخر تحديث GMT 23:44:05
المغرب اليوم -

الاحترار المناخي يهدد سكان مناطق بأكملها في باكستان

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الاحترار المناخي يهدد سكان مناطق بأكملها في باكستان

الاحترار المناخي يهدد سكان في باكستان
سيبي ـ أ.ف.ب

بعد ساعات من العمل المضني في ظل حرارة تتخطى 50 درجة مئوية في إحدى أكثر مدن باكستان حرا، يستعين السكان بأداة تهوئة بدائية يشغلها حمار طلبا للقليل من النسيم المنعش.

فبحسب دراسة علمية حديثة، قد يجعل التغير المناخي جزءا من جنوب آسيا منطقة غير قابلة للسكن بحلول نهاية القرن الحالي. هذه الفرضية تبدو واقعية في منطقة سيبي الصحراوية في ولاية بلوشستان حيث بلغت الحرارة 52,4 درجة مئوية هذا الصيف.

الملاذ الوحيد لتفادي الاختناق من الحر في هذه المناطق التي تفتقر للكهرباء هي حمير تقوم بالدوران من دون توقف محركة معها قطعا قماشية كبيرة لمد العائلات المتعطشة للنوم ببعض الهواء.

ويحلم القروي لكمير براهماني بنقل عائلته للعيش في منطقة أقل حرا غير أنه يفتقر للموارد المطلوبة. ويقول "كيف يمكنني الانتقال إلى كويتا (عاصمة الولاية) أو سواها فيما كلفة رحلة الذهاب وحدها عشرة آلاف روبية (95 دولارا) أي ما أجنيه خلال شهر كامل؟"

وقد أظهرت دراسة نشرت نتائجها الشهر الماضي مجلة "ساينس ادفانسز" أن الحرارة الرطبة القصوى الناجمة عن الاحترار المناخي قد تجعل جزءا من جنوب آسيا حيث يعيش نحو 20 % من سكان العالم، غير قابل للسكن بحلول نهاية القرن الحالي في حال عدم بذل أي جهود لتقليص انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة.

وكتب الباحثون "ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة خلال الصيف قد يبلغ مستويات تفوق قدرة جسم الإنسان على الصمود من دون حماية".

وأكثر المناطق تضررا وفق الباحثين هي على الأرجح شمال الهند وبنغلادش وجنوب باكستان حيث يعيش مليار ونصف مليار نسمة في المجموع.

وباكستان هي من أكثر بلدان العالم تضررا جراء تبعات الاحترار المناخي إذ انها تدفع ثمن ذوبان الجليد في مجلداتها العملاقة في الهملايا اضافة إلى ضغوط قوية على مواردها المائية في ظل النمو السكاني الكبير في البلاد.

- جحيم لا يطاق -

ويقول مير محمد لوني وهو قروي مقيم قرب سيبي "في كل سنة نقول لأنفسنا إن الحر الذي نواجهه لا يطاق لكن في العام التالي ترتفع الحرارة أكثر فننسى حر العام السابق".

ولمقاومة القيظ، يجهد لوني لإنهاء أكبر قدر من المهام في الصباح الباكر قبل اللجوء إلى كوخ خشبي يرشه بالماء بواقع مرة كل نصف ساعة لتخفيف حدة الشعور بالحر في المكان.

وعند الظهر، تصبح السوق أشبه بمدينة أشباح وسط اقفال شامل للمتاجر وتكدس السكان في زوايا مظللة أو قرب نقاط توزيع المياه الموحلة.

ولحسن حظ سكان سيبي، يجعل القرب من صحراء ذات مناخ جاف نسبيا المنطقة قابلة للعيش بحسب مدير هيئة الأرصاد الجوية في بلوشستان محمد طاهر خان.

ويشير إلى أن المدينة كانت ستصبح أشبه بـ"جحيم" غير قابل للسكن فيما لو كان الهواء أكثر رطوبة.

وإلى الشرق، يعاني سكان مدينة كراتشي الساحلية الكبرى البالغ عددهم نحو عشرين مليونا هم أيضا من القيظ.

ففي العام 2015، تسببت موجة حر بمقتل 1200 شخص في المدينة هم بأكثريتهم من المشردين الذين ليس لهم مأوى أو مياه شفة.

وفي أوج أزمة الحر الشديد، في وقت كانت الحرارة تصل إلى 45 درجة مئوية، كانت المستشفيات تغرق بحوالى 80 الف شخص يعانون ضربات شمس أو تجفاف وفق مصادر طبية.

- كوب من الشاي الساخن -

وبعد سنتين، يأخذ السكان على السلطات المحلية ما يرونه تقصيرها في الوقاية من أزمة أخرى.

ويقول أحدهم وهو شهيد حبيب "يجب تثقيف الناس" وإبلاغهم بالمعلومات البسيطة مثل اختيار الملابس التي يجب ارتداؤها وكمية المياه المطلوب تناولها.

ويلفت إلى "ضرورة اتخاذ مثل هذه التدابير الوقائية لإنقاذ أرواح".

ويشكو آخرون من افتقار المدينة للمساحات الخضراء القادرة على التخفيف من وطأة الحرارة.

ويوضح عمران حسيني وهو من سكان كراتشي "علينا زرع أكبر قدر ممكن من الأشجار".

لكن بائع الشاي في سيبي ظافر علي لديه وصفة أخرى وهي كوب من الشاي الساخن، ما قد يبدو مستغربا في هذا الجو الحار. غير أنه يؤكد نجاعة هذا الحل المقترح قائلا "الحرارة تقضي على الحرارة".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاحترار المناخي يهدد سكان مناطق بأكملها في باكستان الاحترار المناخي يهدد سكان مناطق بأكملها في باكستان



GMT 18:42 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

الأميرة للا مريم تترأس اجتماعا بالرباط
المغرب اليوم - الأميرة للا مريم تترأس اجتماعا بالرباط
المغرب اليوم - جراحون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 17:53 2024 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

محمد صلاح يضيف لرصيده 3 أرقام قياسية جديدة

GMT 13:50 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 21:44 2021 الأحد ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أشهر الوجهات السياحية المشمسة في الشتاء

GMT 00:48 2021 الإثنين ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إسبانيول يفاجئ ريال مدريد بخسارة مؤلمة

GMT 00:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة "قناة رقمية" تثير تساؤلات في جامعة أكادير

GMT 21:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 22:47 2012 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

إشتقت إلى الرقص الشرقي وسعيدة بـ"30 فبراير"

GMT 11:34 2024 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

بايرن ميونخ يرفض رحيل توماس توخيل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib