تحديات عديدة تواجه المجلس الجماعي الجديد في مدينة الدار البيضاء
آخر تحديث GMT 23:54:42
المغرب اليوم -

تحديات عديدة تواجه المجلس الجماعي الجديد في مدينة الدار البيضاء

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تحديات عديدة تواجه المجلس الجماعي الجديد في مدينة الدار البيضاء

مدينة الدار البيضاء
الرباط - المغرب اليوم

تحفل مدينة الدار البيضاء بالكثير من التحديات متعددة الأبعاد التي تتطلب تحسين أجهزة الحكامة المحلية من طرف المجلس الجماعي المنتخب، الذي يترأسه حزب التجمع الوطني للأحرار، في ظل التوسع الحضري المتنامي الذي تشهده العاصمة الاقتصادية خلال السنوات الأخيرة، وما يترتب عن ذلك من معضلات اجتماعية واقتصادية وبيئية.ويعاني المركز الاقتصادي الرئيسي للبلاد من مشاكل عديدة تربك حركة التنمية المحلية؛ وهو ما دفع نشطاء المدينة إلى المطالبة بتسريع وتيرة إنجاز المشاريع المبرمجة سلفا قصد تحقيق الأهداف التنموية المنشودة، بالموازاة مع خلق مشاريع وبرامج نوعية تبتغي تسهيل ظروف عيش “السكان البيضاويين”.

أزمة النقل الحضري

أولى المشاكل التي تواجه العاصمة الاقتصادية للمغرب هي صعوبة التنقل بين شرايينها؛ وهو ما عبر عنه يونس فراشين، المنسق الوطني للجبهة الاجتماعية المغربية، بقوله إن “المجلس الجماعي مطالب بتحسين البنيات التحتية، خاصة ما يتعلق بالنقل العمومي؛ حتى يتسنى للمواطن التنقل بين المناطق السكنية بكل أريحية”.وقد حرص المجلس الجماعي المنتهية ولايته على معالجة معضلة التنقل بشكل تدريجي، وإن كان المشكل ما زال مطروحا، باقتنائه لـ700 حافلة حديثة بمواصفات تقنية عالية، حيث شرعت الشركة المفوض لها تدبير قطاع النقل في العمل منذ أشهر بأسطول يتجاوز 450 حافلة، في انتظار دخول بقية الحافلات الجديدة حيز الخدمة في الأشهر المقبلة.وأعرب المهدي ليمينة، فاعل مدني مهتم بالشأن المحلي، عن أمله في إيجاد حل لأزمة النقل بالدار البيضاء، موردا، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المواطنين عانوا كثيرا مع الحافلات المستعملة التي استُبدلت بنظيرتها الجديدة؛ لكن ينبغي العمل على زيادة أعداد الحافلات الحديثة مستقبلا”.

معضلة التدبير المفوض

إحدى المشاكل التي يشتكي منها سكان القطب المالي للمملكة تتمثل في إكراهات التدبير المفوض، الذي طالته انتقادات كثيرة من لدن “البيضاويين” في الموسم الماضي بسبب عدم قدرة البنيات التحتية على استيعاب الزخات المطرية التي غمرت المحلات التجارية والمباني السكنية طيلة أيام متتابعة.وبالنسبة إلى عبد اللطيف المتوكل، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد والمتتبع للشأن التدبيري بمدينة الدار البيضاء، فإن “المركز المالي للمغرب يعاني من معضلة التدبير المفوض بكل أشكاله منذ سنوات عديدة، خاصة بمجالي النقل والنظافة”.لذلك، دعا المتوكل، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، المجلس الجماعي المقبل إلى “الانكباب على إيجاد حلول عملية لمسألة التدبير المفوض في المدينة، عبر ابتكار صيغ تدبيرية جديدة من شأنها إنهاء معاناة المواطنين مع وسائل النقل وتراكم النفايات”.
هشاشة اجتماعيةالمشكلة الثالثة تتعلق بتفشي البطالة في صفوف السكان المحليين، لا سيما فئة الشباب، وهو ما يتسبب في تزايد أعداد المتسولين والمتشردين سنة تلو أخرى؛ ما يؤدي إلى تفاقم المعضلات الاجتماعية للمدينة التي تحتضن مئات المشاريع الاقتصادية الضخمة.وعاد يونس فراشين إلى تسليط الضوء على هذه الأزمة الاجتماعية قائلا: “يجب البحث عن استثمارات مالية جديدة بغية توظيف الشباب العاطل عن العمل بسبب الجائحة”، مؤكدا أن “البطالة ارتفعت بشكل مضاعف في المجال الحضري؛ ما يتطلب ضرورة إعادة إنعاش الاستثمار الخاص والعمومي بغية استيعاب تلك الأفواج التي تتخرج من المعاهد والجامعات كل سنة”.وفي تعليقه على الوضع الاقتصادي والاجتماعي بالقطب المالي للمملكة، انتقد عبد اللطيف المتوكل “السياسات العامة المتخذة من طرف الأحزاب السياسية، بما في ذلك تلك التي ستترأس المجلس الجماعي في الفترة المقبلة”، لافتا إلى أن “العديد من الميزانيات الضخمة صرفت على المدينة منذ سنوات؛ لكنها لم تنعكس على الحياة اليومية للمواطنين”.

مشاريع مفتوحة

لطالما شكلت المرافق العمومية محل انتقادات كثيرة من لدن الفعاليات المدنية والحقوقية بالدار البيضاء، بسبب ما يعتبرونه “تأخرا” في وتيرة إنجاز الأشغال العمومية، لا سيما المشاريع المتموقعة بوسط المدينة؛ وهو ما تسبب في ازدحام حركة السير خلال أوقات الذروة.وتوجد العديد من المشاريع المتوقفة التي تجاوزت المدى الزمني المحدد لها في دفاتر التحملات، ناهيك عن بطء أشغال تأهيل الطرق والمحاور الكبرى التي خصصت لها ميزانية تبلغ 2480 مليون درهم؛ ما جعل المدينة تعرف ارتباكا على صعيد الجولان.ومن وجهة نظر المهدي ليمينة، فينبغي على “المجلس أن يتولى هذا الملف بما يتطلبه الأمر من متابعة دورية إلى حين انتهاء الأشغال”، مبرزا أن “تأخر إنهاء المشاريع المبرمجة يسبب تعثر الجولان فقط، ما يؤدي بطبيعة الحال إلى تصاعد حوادث السير”.

تمدد عمراني عشوائي

المشكلة الخامسة التي تواجه المدينة تتجلى في التمدد العمراني العشوائي بجوانبها، ما أدى إلى تكاثر أحياء الصفيح بالمناطق الشعبية؛ وهو المعطى الذي تحدث عنه فراشين، منسق الجبهة الاجتماعية المغربية، بإيراده أن “الهوامش تعاني من مشاكل عويصة على مستوى التهيئة العمرانية، خاصة بالمدخل الجنوبي الذي تبدو فيه الآفة العمرانية بادية للعيان”.فيما يرى عبد اللطيف المتوكل، القيادي داخل الحزب الاشتراكي الموحد بجهة الدار البيضاء-سطات، أن “التصميم العقاري يشهد مشاكل كثيرة لا بد من التدخل لوضع حد لها”، مستدلا في ذلك بـ”الأحياء المهمشة المحيطة بالجهة الاقتصادية طيلة السنوات الأخيرة”.“ويطرح هذا التوسع العمراني العشوائي مشاكل بيئية جمة، نتيجة قلة المساحات الخضراء والحدائق، وبناء المنشآت الصناعية وسط المدينة؛ وهو ما يؤدي إلى رفع نسب التلوث الهوائي”، بتعبير فراشين، الذي دعا إلى “التفكير في إحداث منتزهات وحدائق خضراء لمحاربة التلوث”.
“إنعاش” البنيات الثقافيةتحدٍ آخر يواجه المجلس الجماعي المنتخب يتصل بالبنيات الثقافية في مدينة الدار البيضاء، حيث تنادي الفعاليات المدنية بترميم وصيانة المباني الآيلة للسقوط وصياغة سياسة ثقافية واضحة بشأن اشتغال دور الشباب والسينما والمسارح وغيرها.وفي هذا الصدد، أوضح يونس فراشين أن “المدينة تحتاج إلى إحداث مركبات ثقافية جديدة بمختلف المناطق السكنية”، مستغربا “عدم إنجاز أي منشآت ثقافية ببعض المقاطعات، أو إغلاق أخرى لمدة طويلة بسبب الإصلاحات التقنية”.وسجل المهدي ليمينة بدوره “غياب الجانب الثقافي في العاصمة الاقتصادية للمملكة، بسبب الاهتمام الكلي بعالم المال والاستثمارات؛ بينما لا تولى الأهمية الكبرى للسياسات الثقافية”، خاتما بأن “الثقافة تلعب دورا كبيرا في معالجة المشاكل الاجتماعية”.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

مدينة الدار البيضاء تحتضن فعاليات المنتدى الدولي للطاقات الصناعية

أمن عين الشق في مدينة الدار البيضاء يوقف عصابة الفدية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحديات عديدة تواجه المجلس الجماعي الجديد في مدينة الدار البيضاء تحديات عديدة تواجه المجلس الجماعي الجديد في مدينة الدار البيضاء



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يعادل رقماً تاريخياً في الدوري الإنكليزي

GMT 23:21 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

أفضل فنادق شهر العسل في سويسرا 2021

GMT 01:18 2021 السبت ,24 تموز / يوليو

صارع دبا لمدة أسبوع وصدفة أنقذت حياته

GMT 04:34 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

سلاف فواخرجي تنعي المخرج شوقي الماجري عبر "إنستغرام"

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

الآثار المصرية تنقل 4 قطع ضخمة إلى "المتحف الكبير"

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 15:11 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 19:42 2014 الثلاثاء ,26 آب / أغسطس

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها الذكي LG G3

GMT 04:38 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مارغريت ريدلمان تُشير إلى أسباب الصداع الجنسي

GMT 15:33 2022 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق لإضفاء المساحة على غرفة الطعام وجعلها أكبر

GMT 15:10 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة وراقية للنجمة هند صبري

GMT 11:44 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مذهلة لزينة طاولات زفاف من وحي الطبيعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib