نظّفوا بيتكم

نظّفوا بيتكم

المغرب اليوم -

نظّفوا بيتكم

بقلم - المهدي الحداد

لم يتقبل أحد أن يُقصى الوداد البيضاوي من ثلاث مسابقات في ظرف شهر ونصف، وأن يصبح قزما في الميدان بعدما كان بطلا في منصة التتويج، ويعلن الإستسلام الطوعي بطريقة مستفزة للجماهير الودادية، وفي ظرفية كانت تتطلب تدبيرا وتسييرا آخر غير ذلك الذي حصل.

المدرب الحسين عموتا والذي أهدى الوداد لقب عصبة الأبطال الإفريقية العام الماضي، وفي تحليله بقناة «بين سبور» لنهائي هذه السنة وتتويج الترجي التونسي على حساب الأهلي المصري، إستحضر الوداد وقال عنه بنبرة حسرة وألم: «لقد كان بإمكانه أن يدافع عن لقبه أو يصل على الأقل للمباراة النهائية، لم تكن الطريق عسيرة أو شاقة، جزء كبير من الفريق المتوج بقي مجتمعا، وبالتالي فالوداد هو من جنى على نفسه بإهدار تتويج آخر كان في المتناول».

تصريح لخّص فيه كل شيء وزاد به من ندم الجمهور الودادي على ضياع النجمة الثالثة، في ظل المستوى الذي شهده المربع الذهبي والنهائي، بتواضع الأهلي المصري وحتى الترجي التونسي البطل الجديد والذي تلقى هدية الموسم من التحكيم في نصف النهاية ضد أغوسطو الأنغولي، وينضاف إليهما وفاق سطيف الجزائري المحدود والذي حقق إنجاز العام بسرقة تذكرة العبور من مركب محمد الخامس..

الوداد هو من أقصى نفسه بالعصبة ولم يقصيه أحد، وهو من عاد بعدها ليجني على نفسه ويضيع التأهل لنهائي كأس العرش وتفويت حيازة اللقب العاشر والمفقود منذ أزيد من عقد ونصف، وهو من إنتحر وقطع شرايينه بسكين تونسي ناعم في مسابقة عربية كانت ستحمل له المجد القومي وملايين الدولارات، وكل هذه الإخفاقات والطعنات القاسية والمتتالية جاءت بسبب سوء التدبير الإداري وقلة الحماس الكروي وفقر النهج التكتيكي.

الرئيس تمادى في التسيير الأوحادي والترفع عن سماع نبض الشارع والمستشارين، واللاعبون أصاب الكثير منهم الغرور والإشباع المالي فأثر ذلك على مردودهم، فيما البعض غُلب على أمره لكبره في السن أو إنكشاف عيوبه، إضافة إلى إنكسار قيود الإنضباط وتسيب لاعبين دوليين طغوا منذ رحيل فوزي البنزرتي.

مصعد الوداد شرع في النزول بعد مغادرة عموتا، وهبط للطابق تحت الأرضي بعد الإنفصال الإضطراري عن المدرب التونسي، وتعطل وتوقف رسميا عقب قدوم الفرنسي روني جيرار، المسكين الذي تصادف إلتحاقه مع سلسلة من المواعيد الحاسمة في مختلف المسابقات، وهو الفاقد للزاد والخبرة المغاربية والإفريقية، والجاهل للعقلية الهاوية لدى اللاعبين المحليين الذين يطيرون لوقت وزمن محدود كفقاعات بُعيْد أي تتويج.

المحترفون ينشغلون دائما بالبقاء في القمة وتحسين الأداء، بينما الهواة لا يفكرون سوى في بلوغها وتذوق حلاوتها دون وضع إستراتيجية الإستمرار فيها، والضحية الجمهور الذي يشتري الوهم ويصدق الوعود، ويتفاءل كالأعمى بألقاب متتالية ستأتي.

للأسف في إفريقيا توجد ثلاثة أندية فقط تملك عقلية التتويج كل سنة وتراها دائما في المباريات النهائيات وتتبادل الوقوف في منصات الكؤوس، وهي الأهلي والترجي ومازيمبي، فيما البقية تظهر وتختفي وتتخبط في غياب الإستراتيجية الإدارية والتقنية، وخصوصا الفكر الإحترافي الذي يجلب المجد والمال والسمعة.

ولاية سعيد الناصيري الأولى مرت حلوة وسعيدة وبعدة غنائم، لكن الثانية قد تكون مُرة وتعيسة وبعدة خسائر، إن هو لم يتدارك الموقف عاجلا ولم يشرع في تحضير مخطط كبير وشامل برؤى واضحة وقرارات تشاركية وتفاعلية، فقصة النجاحات تبدأ بأفكار فعمل وأدوات، ومستقبل الوداد ورهانات جمهوره تتوقف على وجوب خضوع البيت الأحمر لحملة تنظيف دقيقة وواسعة، وما سيُعاد بناؤه بداية من اليوم مع مدرب كفء جديد وتركيبة بشرية متجددة، وإعادة زرع بذور القتالية مع لاعبين شبان «عطّاشا» وما أكثرهم..


عن صحيفة المنتخب المغربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظّفوا بيتكم نظّفوا بيتكم



GMT 09:20 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

ما تحتاجه كرتنا

GMT 08:50 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأسطورة يوعري ثـرات رجاوي

GMT 08:36 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء..موعد مع التاريخ..

GMT 08:04 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

رحلة التتويج

GMT 10:09 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد اليوم: تعادل منطقي

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:18 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

بنسعيد يبحث ملف الزليج المغربي بجنيف
المغرب اليوم - بنسعيد يبحث ملف الزليج المغربي بجنيف

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
المغرب اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 10:02 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
المغرب اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء

GMT 12:26 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 11:20 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

نجم تشيلسي أندي تاونسند يعتقد أن صلاح فقد الشغف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib