لا مجال للإستخفاف بالمسؤولية
إسبانيا تمنح شركة إيرباص إستثناءً لاستخدام التكنولوجيا الإسرائيلية رغم حظر السلاح بسبب حرب غزة الجيش الصومالي يقضي على أوكار حركة الشباب في شبيلي السفلى ويستعيد مواقع إستراتيجية إحتجاجات حاشدة في الصومال رفضاً لاعتراف إسرائيل بصومالي لاند وتصعيد دبلوماسي في مجلس الأمن البرلمان الإيطالي يقر موازنة 2026 ويمنح الضوء الأخضر النهائي لخطة خفض العجز هزة أرضية بلغت قوتها 4.2 درجة على مقياس ريختر تقع عرض البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل السورية فون دير لاين تؤكد إنضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي ضمانة أساسية للأمن والسلام إعتقالات واسعة في اللاذقية وطرطوس تطال رموزًا أمنية من نظام الأسد بعد أعمال عنف وتحريض طائفي الولايات المتحدة تفرض عقوبات على كيانات في إيران وفنزويلا بسبب الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية تفاؤل بانتعاشة قوية للدولار الكندي في 2026 بدعم تحسن الاقتصاد وتغير مسار الفائدة سرقة 30 مليون يورو في عملية إحترافية تستهدف خزانة أحد البنوك في مدينة جيلسنكيرشن غرب ألمانيا
أخر الأخبار

لا مجال للإستخفاف بالمسؤولية

المغرب اليوم -

لا مجال للإستخفاف بالمسؤولية

بقلم عبد الله الفردوس

كــم كان المشهــد مرعبًا ومخيفًا ومحزنًا.. فالـذي حــدث في ملعب محمد الخامس، يوم السبت الماضي، كان بالفعــل فظيــعا وبشعًا، وعبثا فــي عبث.
ما حــدث كان أشبه بمــؤامرة ضـد الرياضة.. ضــد التربيــة.. ضــد الفرجـــة.. ضــد منطــق العـقل الســوي والبــراءة والحــياة.
ما حــدث كان أشبه مــا يكــون باستهــداف لــفريق رياضي كبيــر، ومدرسة كــروية عــريقـــة طـالما خــدمتها ورعتــها شخصيات وطنية مرموقة، وطالما أعطت الكثيـر والكثيـر للممارســة الرياضيــة فـي هــذا البلـد، وصنعـت الزمـن الجميـل لمؤسســة فريق الرجـاء البيضاوي. بل إن ما حصل تزامن مع احتفالات فريق الرجاء بذكرى تأسيسه، فتحول الاحتفال إلى مأساة، وبالتالي إلى مآتم.
فـأن تتحـــول فرصـة الفـرجة والتنافس الرياضـي إلى إزهاق الأرواح وإسقاط الضحـايا، وأن يتطـور الشغب إلى إرهاب وترهيب في مدرجــات الملاعب، فــذاك ما يستــوجب القيــام حينها بالمتعيـن وعــلى كــافة الأصعدة والمستويات.
نعــم، اليـوم  وبعــد حصــول الفاجعــة المـؤلمة، لا منــاص  من قــراءة  عميقــة وجــريئة أيضا لكــل عـناصر المشهــد  ومن كـــل جوانبـه التنظيميـة والأمنية والتدبيــرية، سيمـا وأن الكــارثة الأخيرة ليست الأولى مــن نوعهـا، وأن ظــاهرة “الشغـب” أو“الهوليغــانز” أخذت في التحــول إلى أفعال إجرامية وتخريبــية بعيدة كــل البعــد عن الريـاضـة وأخلاقياتها.
ولابـد من ملاحــظة أن هــذا التحــول جـرى ويجـري في سيــاق صــارت فيــه “الظاهــرة الكرويــة” تخــضع لشتــى أشكال الاستغـلال والتوظيف المتنافـي وقيـــم الرياضة وأهدافها التربـوية، ســـواء عن طريق الترويج التجاري للمباريات “الوطنية والأجنبية”، أو مــن خلال “ريــع” احتــلال المواقـع داخل بعــض الأندية وغير ذلك مــن الممـارسات والسلوكيات السلبيــة التي وصلــت إلى أعلى الهــرم الكــروي الدولــي “الفيــفا”.
كمـا كانت لهـذا المنزلق السلبــي تداعيــاته وتأثيراته حتى عــلى جمـهور كـرة القــدم، وخاصة وسـط الشباب والأحداث، فعوض القيـم الرياضية النبيــلة، والتربيــة على روح المســؤولية والتضامن، والتنافس الشريــف، تفشــت، بيــن بعض الفــئات، ظواهــر الانحــراف والعنـــف، وانحـرفت الهــواية الرياضية عن غايتـــها فتحـــولت إلى نقيـــضها.
ومــن عـــواقب ذلــك سقـــوط هـؤلاء الضحــايا، من الموتــى والجرحــى، الذين نتقــدم لعائلاتهــم بتعازينا الصادقــة، وللمصابين بمتمنيــاتنا بالشفــاء العاجــل لهم. وإن كانت الإدارة العــامة للأمن الوطـني قد أعلنت بأن ولايــة أمــن الدار البيــضاء قـد فتحـت “بحثا قضائيا تـحت إشراف النيـابة العامــة المختصة، وذلك لتحــديد ظروف وملابســات أعمال الشغب هـذه”، فـإن هــول المصــاب يستــدعي بالفـعل، ليس فقــط الكشـف عن ظروف ومـلابسات الحادث، ولكــن تحــديد المســؤولية، والقيـــام بكــل الإجراءات اللازمـــة لوضع حـد لكل ما يمكـــن أن يكــون قــد حصل مـن اختلالات أو تقصيــر، وكـذا لمــظاهـر الفــوضى السائــدة داخل الملاعب وخارجها.
بهــذا الخصوص نقلت وسائل الإعلام ما وصفته بإجراءات تأديبية أو عقابيــة صادرة عن الجـامعة الملكية المغربية لكرة القـدم، وتتلخــص في حرمان نادي الرجاء من اللعب أمام الجمهور في ما تبقى من مباريات الإياب، وتغريمه مبلغ 10 ملايين سنتيــم وتعويض جميــع الأضرار التي حصلت بملعب محمد الخامس.
لكـن الذي ينبغي أن يكــون واضحــا هو أن الموضوع أكبـر من جامعة كرة القــدم، ويتجـاوز مهـامها ودورها، فالأمر يتعلــق بأرواح وســلامة المواطنين، وبالمس بالنــظام العام، وبتخــريب المـرافق العامـة والممتلكــات الخاصة.
الموضوع لا يتعلق، بعــد واقعـة “السبت الأسود”، بمخالفة نـظام من أنظمة المنافسـة الرياضيـة، بــل هو امتــداد للفــوضى العارمــة، والتجاوزات المريعــة التي تزحف على الفضاءات العامــة، والتي تعطي الانطــباع بأن “كل شيء جائز” في هذه الفضـاءات وفي شوارعنا وأزقتنا، بــدءً بالترامي على الملك العام إلى تخريب وسائل النقل العمـومي وإلى الاعتــداء على المارة، ومن مخالفـة قوانين السير إلى كل البشاعات التي تحصــل على أرصفة الشارع العام …
ولذلك، فالسلطات الحكوميــة والأمنية، لهـا مسؤوليتها في وضعية التسيب الحاصلة بجـل المـدن والأماكن العامــة. وهي مســاءلة اليـوم عن نتــائج وجـــدوى  الإجراءات  المحــدودة التي سبق أن أعلن عن اتخــاذها مــن مجموعــة من القطاعات الحكوميــة بــعد وقـــوع حـــوادث سابقة.
وهــذه السلطات، وليــس الجامعات والجمعيات الرياضية، هي التي عليــها اليوم مسؤولية  معالجــة المشكــل في كل أبعاده وأسبــابه ومصــادر تغــذيته. ولا مجــال للاستخفــاف أو الاستهــانة بالمسؤولية في هذا المجال – كما في غيره – لأن المجال الرياضي مفــروض فيه أن يكـــون المثــل والنموذج في احترام القــانون، والسلوك المسؤول، والتحلي بروح المواطنـــة.
وبالطبع، فضمن المعالجــة الشاملة، هناك ضرورة إعادة النظـر في مجموعة من مقتضيات تنظيم النشـاط الرياضي “الكــروي” بالخصوص، وتقنيــن كل فعالياته، وإحاطة عمل الجامعة والأندية بالشفافيــة وبمراقبــة تدبيرها المالي، وإعادة الاعتبــار للدور التربوي للرياضة عــوض الخطاب “التخديري” والهستيـري الذي يطبع نقل المباريات والأناشيد والشعارات التحريضية، ليس داخل الملاعب فقط، بل وداخل المستودعات، وذلك للحد من النزوع نحــو توظيــف الرياضـــة في مآرب غيـــر رياضية.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا مجال للإستخفاف بالمسؤولية لا مجال للإستخفاف بالمسؤولية



GMT 14:57 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

ملعب محمد الخامس المعلمة التاريخية

GMT 17:28 2019 الجمعة ,27 أيلول / سبتمبر

البيانات ليست كافية لمحاربة الإجرام الرياضي؟

GMT 08:24 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

ملعب محمد الخامس..مسلسل لا ينتهي!!

GMT 10:55 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

تتويج الرجاء العالمي

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:07 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026
المغرب اليوم - رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 23:07 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو
المغرب اليوم - زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو

GMT 22:02 1970 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق أميركي إسرائيلي يمنح حماس مهلة شهرين لتفكيك سلاحها
المغرب اليوم - اتفاق أميركي إسرائيلي يمنح حماس مهلة شهرين لتفكيك سلاحها

GMT 22:48 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

التحالف يؤكد دخول سفينتين إلى ميناء المكلا دون تصريح رسمي
المغرب اليوم - التحالف يؤكد دخول سفينتين إلى ميناء المكلا دون تصريح رسمي

GMT 13:59 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

انستغرام يطلق تطبيق Reels مخصص للتليفزيون لأول مرة

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 15:51 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

التعليم عن بعد في مؤسسة في سطات بسبب انتشار "كورونا"

GMT 00:41 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

Ralph&Russo Coutureِ Fall/Winter 2016-2017

GMT 01:36 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

نورتون يعرض منزله المميّز المكوّن من 6 غرف نوم للبيع

GMT 15:06 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تألق كيني ومغربي في نصف ماراثون العيون

GMT 00:29 2025 الجمعة ,08 آب / أغسطس

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 08 أغسطس/آب 2025
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib