العقوبة بمن يستغل الاطفال في يوميات مشاهير السوشال ميديا
أخر الأخبار

العقوبة بمن يستغل الاطفال في يوميات مشاهير السوشال ميديا

المغرب اليوم -

العقوبة بمن يستغل الاطفال في يوميات مشاهير السوشال ميديا

سارة طالب السهيل
بقلم : سارة طالب السهيل

عرفت المؤسسة الاسرية بوصفها المحضن الذي ينشأ فيه الفرد مظللا برعايتها وحمايتها من أية مخاطر خارجية محتملة، فقد كانت الاسرة سياجا يحمي أبنائها من الافكار الهدامة او الاختلاط غير المحسوب والمراقب اجتماعيا وسلوكيا.
أما الأسرة في عالم اليوم المنفتحة بحكم العصر على ثقافات الشرق والغرب والمندمجة مع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، فقد حطمت السياج الحامي لأبنائها، بل ووضعتهم في مهب رياح التغيرات والافكار الغير سليمة والهدامة، المهم ان يكون الطفل عصري ومواكب لمعطيات عصره، دون حساب المخاطر المحتملة بل والمؤكدة التي قد تعرض له وتؤثر سلبا على سلامته النفسية والعاطفية مستقبلا.
فمع ظهور السوشال ميديا ونجاح بعض الشخصيات في تحقيق شهرة واسعة النطاق على صفحات  التواصل الاجتماعي، فان البعض لجأ الي توظيف براءة الاطفال وعفويتهم في تحقيق مزيد من الشهرة لهم، وبالطبع تحقيق المزيد من جمع المال، على حساب روح الطفولة وحقوقها وأمانها الاجتماعي والنفسي.
والأدهى من ذلك ان يكون الأبوان هما أنفسهما اللذان يسخدمان طفلهما أو طفلتهما في برامج أو مشاهد كوميدية أو غنائية أو تمثيلية أيا كان التوظيف الفني فيها، ولاقت بعض هذه التجارب نجاحات كبيرة خاصة اذا قدمت بشكل فكاهي وكوميدي.
لكن الابوين غفلا عن حقيقة تعرض طفلهما للعديد من المخاطر مثلما حدث مع الطفل العراقي الذي كان أهله يصورونه وهو يأكل كثيرا فتعرض للحسد ومات. وهناك الكثير من الأسر التي تعرض حياتها اليومية مع اطفالهم بما لا يناسب أعمارهم من ناحية، ومن ناحية أخرى، فان هذا الطفل ينشأ اجتماعيا دون تشرب قيمة الخصوصية واحترام قيمة حياته الخاصة والمحافظة على اسراراه أو أسرار محيطه الاجتماعي.
ولا يخفي على متابعي مثل المشاهد أنها في معظمها تعمل على ترويج التفاهه و الأمور الشخصية مما يجعل المتلقي منغمس بحياة الافراد وخصوصياتهم و هذه سمات التافه الغبي لان الحكيم و المثقف يهتم بالاحداث و ليس الأشخاص، و ليس أي أحداث و انما الأحداث الهامه المؤثرة.
فلماذا يقتحمون بيوتنا بممارسات غير مفيدة و تافهه؟ والطامة الكبرى أننا قد نجد بعض سيدات الصالونات الاجتماعية يتسألن  أسئلة تافهة، مثل -> عرفتي شو صار مع رندى وشفتي ريم كانت لابسه ايه مبارح؟، أسالهم بتعجب من رندى اختك جارتك صديقتك؟ تجيبني لا انها من أحد مشاهير السوشال ميديا. فاسالها مشهورة بماذا؟ تصفن صفنه طويلة وتقول لي رندى تعمل دعايات مكياج و ريم تعرض لنا حياة أسرتها اليومية !!!
وعندما بحثت في الأمر، عرفت أنها كيم كارديشيان التي عمري ما تابعتها الا عندما قررت أعمل هذا المقال لأعرف اساس المشكلة، واكتشفت انه حياة بعيدة عن المنطق دخلت بيوت الكبار والمراهقين من سنوات عديدة، و بدأ الجميع يحذو حذوها ليحظوا بنفس شهرتها الوهمية.
في حين يوجد الكثيرون ممن يعرضون مضمونا مفيدا ثقافيا أو سياحيا، أو أدبيًا أو سياسيا، وحتى فكاهي مقبول، ومع ذلك لم يصبحوا من المشاهير  فهل هذا زمن السفهاء !!!
فما بالنا بالأطفال والخطورة التي يمكن يتعرضون لها عندما يشاهدون او يشاركون في مثل هذه الاعمال؟ فوفقا للدراسات التي أجراها المتخصصون في مجال الصحة النفسية والتربية، فان الاطفال الذين يتواصلون مع السوشال  ميديا يتعرضون لمخاطر محتوى لايناسب مرحلتهم العمرية، خاصة عندما يقارن الطفل نفسه بغيره عن طريق استكشاف آخرين عبر فيسبوك وانستجرام وتيك توك، فانهم  قد يواجهون مشكلات التنمر والتحرش الإلكتروني.

فهناك أكثر من 1.2 مليون حساب لمشاهير أطفال أقل من 13 عام على منصات التواصل الاجتماعي،وبعضهم تستغله العلامات التجارية للدعايات والاعلانات و الربح

السؤال هنا هل تندرج هذه الممارسات تحت بند عمالة الأطفال و لو بطريقة غير مباشرة ؟

لا انكر انني اعجبت من بين هؤلاء المشاهير بطفلة صغيرة تدعى بريدجت امريكية لانها الوحيدة التي تمثل سنها و تظهر حياة بريئة بين احضان الطبيعة و الحيوانات و رغم اعجابي بطفولتها البريئة غلب خوفي عليها و على غيرها بالحكم على ابعاد الاطفال جميعا عن المخاطر

حيث أظهرت عدة دراسات أن واحد من كل عشرين طفل يتعرض لمشكلات نفسية كالقلق والتوتر والاكتئاب نتيجة استخدام السوشال ميديا بشكل مستمر مما يتطلب الاشراف العائلي على مايشاهده الطفل.
فاذا كانت الاسرة نفسها هي التي تعرض طفلها للخطر، كما شاهدنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الفيديوهات يظهر فيها أطفال يتعرضون لمواقف اجتماعية مثيرة تحت إشراف الأبوين بهدف لرصد ردة أفعالهم الطفولية، أو تصويرهم أمام موقف عاطفي يؤلفه الأبوان، لحصد المتابعين وتحقيق الشهرة ومن ثم العائد المادي الكبير.
ولاشك ان استخدام الطفل في تصوير مقاطع لنشرها وكسب المتابعات يضر بصحة الطفل، ويعرضه للسهر والتعامل مع الكاميرا ومع المصورين ومع عالم غريب على براءته، خاصة عندما يتم اجبار الطفل على تجسيد تعابير وكلمات لا يفهم معناها والتلفظ بكلمات لا تتناسب عقل الطفل وادراكه  أو بألفاظ نابية، خاصة عندما يجسد شخصية رجلا كبير أو امرأة.
كل هذه الاعمال تتنافى مع حقوق الطفل الخاصة بالحفاظ على صحته الجسدية والعقلية والنفسية والاخلاقية، و تحصيله الدراسي

كما ان الطفل ذاته مازال صغيرا لا يستطيع ان يقرر ماذا يريد فربما عندما ينضج فكره يأخذ قراره بالرفض فلماذا يتم اقحام الاطفال بأعمال ربما لا تناسبهم او رغما عنهم او ربما عندما يصبح بالغا يرفض ما كان اهله يستدرجونه اليه

هذه الممارسات تسرق الطفولة و البراءة من حياة الاطفال مبكرا فالفتيات الصغيرات يقلدن السيدات بملابسهم و مكياجهم و طريقة كلامهم انه امر مخيف خاصة انه هناك متربص خلف الشاشة ربما مريض نفسي من الممكن ان يستدرج هؤلاء الاطفال

اذا علينا دعوة المنظمات الحقوقية والقانونية لوضع لوائح تنظيمية تقنن ظهور الأطفال بمواقع التواصل الاجتماعي، وفرض عقوبات جنائية وغرامات مالية على الأسر التي تستغل صغارها في وسائل التواصل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العقوبة بمن يستغل الاطفال في يوميات مشاهير السوشال ميديا العقوبة بمن يستغل الاطفال في يوميات مشاهير السوشال ميديا



GMT 09:36 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيهما الأهم القيادة أم القائد ؟

GMT 22:54 2023 الجمعة ,18 آب / أغسطس

هل للطفل مطلق الحرية ؟

GMT 09:43 2023 الأحد ,05 شباط / فبراير

المدخل الجانبي

GMT 09:35 2023 الأحد ,05 شباط / فبراير

وما أدراك ما أشباه الرجال!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 02:55 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

زيلينسكي يؤكد قرب تحقيق نتيجة حقيقية في مفاوضات إنهاء الحرب
المغرب اليوم - زيلينسكي يؤكد قرب تحقيق نتيجة حقيقية في مفاوضات إنهاء الحرب

GMT 03:11 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

التوصل لتهدئة بين الجيش السوري وقسد في حلب
المغرب اليوم - التوصل لتهدئة بين الجيش السوري وقسد في حلب

GMT 08:38 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

إهمال صحة اللثة قد يُزيد خطر أمراض القلب والسكتات الدماغية
المغرب اليوم - إهمال صحة اللثة قد يُزيد خطر أمراض القلب والسكتات الدماغية
المغرب اليوم - تسلا تواجه انتقادات بعد وفيات ناجمة عن أعطال أبواب السيارات

GMT 15:22 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

نانسي بيلوسي تعتبر خطاب ترمب دليلا على عدم أهليته العقلية
المغرب اليوم - نانسي بيلوسي تعتبر خطاب ترمب دليلا على عدم أهليته العقلية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 12:54 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب السبت 26-9-2020

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 02:31 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

وفاء الجريري تؤكد أن الأطفال في حاجه للاهتمام الفني

GMT 15:48 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتسرّع في خوض مغامرة مهنية قبل أن تتأكد من دقة معلوماتك

GMT 05:18 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

ولي العهد يعزي حاكم عجمان في وفاة الشيخة نيلا النعيمي

GMT 06:03 2018 الجمعة ,08 حزيران / يونيو

أحدث موديلات النظارات الشمسية لصيف 2018 للرجال

GMT 05:46 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

الإيفواري بكاري كوني يزور بعثة الوداد البيضاوي

GMT 10:26 2022 الأربعاء ,02 آذار/ مارس

تركيا تدخل سوق صناعة السيارات في المغرب

GMT 12:01 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

محمد دياب يهنئ مصطفى شعبان بعيد ميلاده

GMT 13:54 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

المدرب مراد فلاح يعلن ارتياحه لنتائج فريق بني ملال

GMT 16:59 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

امحمد فاخر يؤكد أن رحيله كان في صالح نادي الجيش الملكي

GMT 22:09 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الهولندي مارك ووت يستدعي خابا إلى المنتخب الأولمبي

GMT 17:29 2018 الخميس ,06 أيلول / سبتمبر

فارس كرم يجتاز 55 مليونا بـ بدنا نولعها
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib