جنية الفيزازي وعفريت حنان
قتيلتان فلسطينيتان برصاص الجيش الإسرائيلي وقصف مدفعي وجوي على غزة هزة أرضية بقوة 3.9 درجات تضرب مدينة اللاذقية على الساحل السوري دون تسجيل أضرار محكمة الاستئناف في تونس تؤيد سجن النائبة عبير موسي رئيسة الحزب الحر الدستوري عامين وفاة تاتيانا شلوسبرغ حفيدة الرئيس الأميركي جون إف كينيدي عن عمر 35 عامًا بعد معاناة مع سرطان الدم إرتفاع عدد الشهداء الصحفيين الفلسطينيين إلى 275 منذ بدء العدوان على قطاع غزة إسبانيا تمنح شركة إيرباص إستثناءً لاستخدام التكنولوجيا الإسرائيلية رغم حظر السلاح بسبب حرب غزة الجيش الصومالي يقضي على أوكار حركة الشباب في شبيلي السفلى ويستعيد مواقع إستراتيجية إحتجاجات حاشدة في الصومال رفضاً لاعتراف إسرائيل بصومالي لاند وتصعيد دبلوماسي في مجلس الأمن البرلمان الإيطالي يقر موازنة 2026 ويمنح الضوء الأخضر النهائي لخطة خفض العجز هزة أرضية بلغت قوتها 4.2 درجة على مقياس ريختر تقع عرض البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل السورية
أخر الأخبار

جنية الفيزازي وعفريت حنان

المغرب اليوم -

جنية الفيزازي وعفريت حنان

بقلم ـ توفيق بو عشرين

ذهب الشيخ الفيزازي إلى سبت كزولة، ليخرج جنيا يهوديا من جسد حنان، فتحولت هذه الشابة المثيرة إلى أكبر كابوس في حياة الشيخ السلفي… ليس في نيتي أن أدخل إلى الجانب الفضائحي في هذه القصة التي تثير لعاب الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي، بسبب اجتماع الدين والجنس والجريمة في قلبها، لكن يهمني أن أقف على قضية دينية وثقافية واجتماعية في هذه القصة ولو كانت هذه الجوانب لا تثير الرأي العام، الذي يبدو متحمسا جدا لمتابعة مسلسل عودة الشيخ إلى صباه، خاصة وأن بطلي القصة من المغرمين باقتسام تفاصيل حياتهما الشخصية مع الجمهور على الفايسبوك، وهو ما يزيد النار اشتعالا كل يوم…
قال الفيزازي، الذي يحمل لقب شيخ سلفي، إنه تعرف على الشابة حنان ابنة 18 ربيعا عندما قصدته من أجل الرقية الشرعية، ومن أجل طرد جني يهودي كان يسكنها، وكل ذلك بعد أن لم ينفع رقاة آخرون سبقوه إلى حنان التي تعاني من تلبس الجني بها… مرت هذه الكلمات دون أن تثير جدلا بين هواة تتبع مغامرات الشيخ الكثيرة مع النساء تارة، ومع السلطة في رحلة رد الدين الذي في عنقه عن ماض متطرف وسيرة متنطعة مازالت تلاحقه إلى اليوم، تارة أخرى…

ملف القضية الأخلاقية بين يدي الشرطة تحقق فيه، لكن ملف انتحال صفة وممارسة مهنة منظمة اسمها الطب لن يبحث فيها أحد، لأن قطاعات واسعة من المجتمع تعترف بها وتتعاطاها الأوساط الشعبية لأسباب مادية وثقافية.

يحكي لي طبيب نفسي، أن امرأة قصدت عيادته تشكو من مرض نفسي، فعثر على آثار ضرب وحرق على جسمها، فلما سألها هل تعرضت للعنف أو التعذيب من قبل أحد أقربائك؟ قالت لا، هذه مجرد آثار استخراج الجن من جسمي على يد (فقيه)، كان يقرأ القرآن ويحاور الجن ويضربه ليخرجه من جسدي لأنه كان يعيش داخلي ويمارس الجنس معي ويحول حياتي إلى جحيم، وكلما اقترب شاب مني إلا وطرده الجني وأفسد مشاريع زواجي، فرد عليها الطبيب بأن كل ما تحكيه خرافات، وأن الجني لا يدخل جسد الإنسان، وأن ما تعرضت له من ضرب وحرق هو تعذيب يجرمه القانون، ويجب أن تخرجي من عيادتي مباشرة إلى قسم الشرطة لوضع شكاية بالفقيه (مصارع الجن)، لكن السيدة استغربت لكلام الطبيب، ولم تقتنع بتاتا أنها ضحية ممارسات متخلفة لا أصل لها في دين ولا عقل ولا منطق…

كل واحد منا يحتفظ بقصص عن حكايات تهم فقهاء ينازلون الجن في أجساد الفقراء والنساء، خاصة من قبل إسلاميين سلفيين استوردوا هذا (الفن) من الشرق، وخاصة من السعودية حيث طور الوهابيون فنون (الطب النبوي) وتوسعوا فيه وأصبحوا دكاترة يعالجون أمراضا نفسية كثيرة ومعقدة وبأساليب بدائية وخرافية، تصل إلى الضرب والحرق وإلحاق الضرر بالأجساد الممددة أمامهم. أجساد في الغالب هدها الفقر والجهل وقلة الحيلة، فسلمت نفسها لفقهاء الظلام الذين يفهمون في كل شيء، ويتعاطون لكل المهن، بدعوى أن الإسلام دين ودنيا، وأن الله تعالى قال في محكم تنزيله “وما فرطنا في الكتاب من شيء”، فأخرجوا القرآن من كونه كتاب هداية للعالمين، إلى كونه دليلا علميا في الطب والفيزياء والعلوم الطبيعية والفلاحة والنجارة، وحتى علوم البحار والفضاء، فيما سمي إعجازا علميا، وهو في الحقيقة خيال غير علمي…

تحكي النكتة التي تسخر من وجود علاقة مادية بين الجن والإنس أن رجلا حك مصباحا سحريا فخرج له عفريت ضخم يقول: “شبيك لبيك أنا بين يديك اطلب ما شئت، فأنا هنا لخدمتك”، فقال المسكين الذي يسكن براكة من قش وطين، أريد منزلا فخما ينقذني من حر الصيف وبرد الشتاء، فضحك العفريت حتى استلقى على قفاه وقال: هل تسخر مني؟ أنا نفسي لم أجد منزلا أسكن فيه، وها انت تراني أسكن في مصباح ضيق مظلم…

رغم وجود هذا الرأي في المجتمع المغربي الذي يأخذ مسافة معقولة مع كل تفكير خرافي، ينصب جسورا مادية بين عالم الإنس والجن، فإن جل طبقات المجتمع المغربي تؤمن للأسف بوجود أثر للجن في حياتهم، وفِي زواجهم، وفِي تجارتهم، وفيما يلحقهم من خير وشر، وهذا التفكير ناتج عن ضعف التعليم وانتشار الخرافة مع وسائل الاتصال الحديثة، وعبر الإعلام الديني الذي تغذيه القوى الميتة في العالم العربي…

جل العلماء الذين أوتوا نصيبا من الفقه والحكمة يقولون باستحالة دخول الجن إلى جسم الإنسان، وإن كل آيات القرآن التي تتحدث عن عالم الجن والشياطين مفتاحها هو قوله تعالى: “وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ”، وقال تعالى في كتابه الحكيم: “هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ” (سورة الشعراء).

مشكلة المغاربة اليوم مع شياطين الإنس وليس مع شياطين الجن، وعلى وزارة الأوقاف ووزارة التعليم والنيابة العامة أن يتصدوا لجيوش (فقهاء الجن)، الذين يصطادون المغفلين والفقراء والجهلة، وجلهم للأسف من النساء اللواتي ضاقت بهن الأرض بما رحبت، فصرن يطلبن الشفاء على يد شيوخ لا يطاردون الجن، بل يلهثون خلف الحسن والطراوة وللقصة بقية…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جنية الفيزازي وعفريت حنان جنية الفيزازي وعفريت حنان



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

النجمات يتألقن بلمسة الفرو في الشتاء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:07 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026
المغرب اليوم - رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 08:10 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026
المغرب اليوم - نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026

GMT 23:07 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو
المغرب اليوم - زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو

GMT 17:55 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يحذر من عرقلة المساعدات الإنسانية إلى غزة
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يحذر من عرقلة المساعدات الإنسانية إلى غزة

GMT 13:13 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

الثوم يعزز المناعة ويخفف أعراض الزكام
المغرب اليوم - الثوم يعزز المناعة ويخفف أعراض الزكام

GMT 18:54 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مغربية تجوب قلب أفريقيا بالدراجة الهوائية في أخطر مغامرة
المغرب اليوم - مغربية تجوب قلب أفريقيا بالدراجة الهوائية في أخطر مغامرة

GMT 14:12 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

تظاهرات الطلاب في إيران تمتد إلى 10 جامعات على الأقل
المغرب اليوم - تظاهرات الطلاب في إيران تمتد إلى 10 جامعات على الأقل

GMT 19:02 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 07:57 2019 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

احتفال رسمي بمناسبة عودة أول رائد فضاء إماراتي

GMT 03:00 2019 الأحد ,03 شباط / فبراير

جهاز مبتكر يُجفّف فرو الكلاب في 10 دقائق فقط

GMT 19:24 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل "عودة الروح" يعود من جديد يوميًّا على "ماسبيرو زمان"

GMT 09:03 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود لموسم دراما رمضان 2025 عقب غياب ثلاث سنوات

GMT 06:36 2021 الخميس ,16 كانون الأول / ديسمبر

الحلقة المفقودة في مواجهة «كورونا» ومتحوراته

GMT 13:15 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مؤلف كتاب "الحفار المصري الصغير" يكشف موعدا هاما

GMT 04:25 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فيروس "كورونا" يُحبط أوَّل لقاء بين سواريز ضد برشلونة

GMT 17:11 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib