ها هي الثروة وماذا بعد
هزة أرضية بقوة 3.9 درجات تضرب مدينة اللاذقية على الساحل السوري دون تسجيل أضرار محكمة الاستئناف في تونس تؤيد سجن النائبة عبير موسي رئيسة الحزب الحر الدستوري عامين وفاة تاتيانا شلوسبرغ حفيدة الرئيس الأميركي جون إف كينيدي عن عمر 35 عامًا بعد معاناة مع سرطان الدم إرتفاع عدد الشهداء الصحفيين الفلسطينيين إلى 275 منذ بدء العدوان على قطاع غزة إسبانيا تمنح شركة إيرباص إستثناءً لاستخدام التكنولوجيا الإسرائيلية رغم حظر السلاح بسبب حرب غزة الجيش الصومالي يقضي على أوكار حركة الشباب في شبيلي السفلى ويستعيد مواقع إستراتيجية إحتجاجات حاشدة في الصومال رفضاً لاعتراف إسرائيل بصومالي لاند وتصعيد دبلوماسي في مجلس الأمن البرلمان الإيطالي يقر موازنة 2026 ويمنح الضوء الأخضر النهائي لخطة خفض العجز هزة أرضية بلغت قوتها 4.2 درجة على مقياس ريختر تقع عرض البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل السورية فون دير لاين تؤكد إنضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي ضمانة أساسية للأمن والسلام
أخر الأخبار

ها هي الثروة وماذا بعد؟

المغرب اليوم -

ها هي الثروة وماذا بعد

بقلم - توفيق بو عشرين

وأخيرا جاء الجواب عن السؤال اللغز: أين الثروة؟ الخبر السار أن الثروة الموجودة في المغرب تقدر بـ13000 مليار درهم، أي إننا إذا «بعنا» المغرب، بشرا وحجرا وماء وطبيعة وتراثا وتاريخا، غدا لشركة أو دولة أو بنك، فإننا سنضع في جيبنا 13 ألف مليار درهم (حوالي 1300 مليار أورو).. لحسن الحظ أن الأوطان لها قيمة وليس لها ثمن.
الخبر غير السار أن 70% من هذه الثروة غير مادية، والأكثر سوءا أن توزيع هذه الثروة غير عادل تماما، أي أن قلة قليلة تتمتع بخيرات المغرب، والأغلبية المحرومة إما تتفرج، أو تشحذ، أو تنتج خطاب الحقد الطبقي، أو ترفع أكف الدعاء إلى السماء يأسا من الأرض.
هذا ما خلصت إليه آخر دراسة قام بها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي مع بنك المغرب، امتثالا للأمر الملكي الذي طلب من هاتين المؤسستين أن تقوما بالبحث عن الثروة المغربية، وعرضها على عموم المغاربة، الذين يشغلهم هذا السؤال منذ عقود، ويتساءلون، كلما ضاقت بهم السبل، عن مصير ثروات البر والبحر والشمس والسماء والإنسان.
لما أطلق الملك نداء ‘‘أين الثروة’’ قبل ثلاث سنوات، خرجت مئات التعليقات والنكت والقفشات على مواقع التواصل الاجتماعي. كل واحد أجاب بطريقته عن هذا السؤال الذي لم يسبق لملك أن طرحه على شعبه؟
الآن نحن أمام جواب يخبر للمغاربة بقيمة بلدهم المادية والرمزية، وينبههم إلى ثلاث حقائق على الأقل:
أولا: أن هذه الثروة ازدادت في عهد محمد السادس (من 1999 إلى 2013) بحوالي الضعفين، فقد ورث الملك الحالي عن والده مغربا بقيمة 5904 ملايير درهم، وهو الآن يساوي أكثر من 13000 مليار درهم، بمعدل زيادة 5% سنويا (لا يعطينا التقرير أرقام بلدان في مستوانا تمكننا من المقارنة والاستنتاج)، لكن يبقى هذا التقدم معتبرا بالنظر إلى المجهودات التي قام بها الملك ونخبة من مساعديه وبعض الوزراء الأكفاء في الحكومات المتعاقبة، حتى وإن جرى هذا التقدم دون اعتبار لقواعد الحكامة الجيدة، ودون مشاركة المؤسسات المنتخبة، وهو ما استنكره الملك نفسه عندما هدد بالزلزال السياسي.
ثانيا: يقول لنا تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي وبنك المغرب إن 73% من هذه الثروة التي توجد في المغرب هي عبارة عن ثروة غير مادية، وإن 27% فقط من هذه الثروة هي المادية، التي يمكن لمسها بالأصابع، وإن الباقي هو تقييم نسبي للرأسمال البشري والاجتماعي والمؤسساتي والثقافي والرمزي، وهو وإن كان له ثمن، فإن قيمته لا ثمن لها، لكن الأكثر مدعاة للحزن أن هذه الثروة غير المادية، في مجملها، غير مستغلة على الوجه المطلوب، وهي معرضة للانخفاض وحتى الزوال، وهنا تقدم الدراسة، على سبيل المثال، إشكالية تثمين الموارد البشرية في بلاد تعليمها معطوب يخرج أفواجا شبه أمية تلتحق بمقاعد البطالة أو بقوارب الهجرة السرية والعلنية إلى الخارج.
ثالثا: تقول لنا الدراسة إن توزيع هذه الثروة، التي ازدادت بحوالي الضعف منذ أن توفي الحسن الثاني إلى تاريخ الشروع في هذه الدراسة (2013)، يعرف اختلالات كبيرة، وإن 10% من الأغنياء يستهلكون أكثر من 33% من خيرات المغرب، أي أن هناك وفرة نسبية في إنتاج الثروة، وفقرا مدقعا في التوزيع، والحاصل أن ثمار هذا النمو لا تصل إلى كل بيوت المغاربة، بل إن الغني يزداد غنى والفقير يزداد فقرا، بحساب تطور مستوى العيش ومستوى حاجيات الأفراد ومستوى الوعي بالحقوق، خاصة في المدن المتوسطة والكبرى.
الدراسة ورغم أنها صادرة عن مؤسستين عموميتين محكومتين بسقف سياسي لا يمكن تجاوزه، فإن بها أرقاما مهمة، وحقائق صادمة، وتوصيات مفيدة، تفسر العطب المغربي، وعلى رأسها فشل السياسات العمومية في قيادة البلد نحو الخروج من خانة الدول الفقيرة إلى الدول الصاعدة، والتنبيه إلى معضلة الفساد الذي لم تجرؤ أي حكومة، منذ الاستقلال إلى اليوم، على التصدي له فعلا، لا قولا، وكذا فشل منظومة التعليم الذي تحول إلى حجر ثقيل في رجل مملكة المغرب… مهم أن ندخل الأرقام والإحصائيات إلى ساحة النقاش العمومي، وأن نسائل حصيلة كل عهد بالأرقام التي لا تكذب، في الغالب، إلا إذا حولنا الأكاذيب إلى أرقام، لكن، لا بد من التنبيه إلى أن تقييم السياسات العمومية وحصيلة المشاريع الكبرى، وشكل الحاضر وملامح المستقبل، لا يتم بعيدا عن تقييم الاختيارات السياسية ونمط الحكم، ومدى التقيد بالمعايير الدولية في الإدارة والسياسة والاقتصاد والاجتماع. إن القراءة «التقنوقراطية» للأزمة تبقى ناقصة دون قراءة سياسية وتاريخية وسوسيولوجية لمشاكل البلاد الحقيقية بشجاعة وتجرد ونزاهة فكرية… لكن، مع كل التحفظات التي يمكن للباحث الموضوعي أن يضعها على هذه الدراسة ومثيلاتها، فإنها تبقى مفيدة، وتحرض على فتح العقول على نقاش أبعاد العطب المغربي قديما وحديثا.
يقول المثل الفرنسي: «حتى الأرقام الخاطئة تعطيك مؤشرات دقيقة عن الوضع الذي توجد فيه».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ها هي الثروة وماذا بعد ها هي الثروة وماذا بعد



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

النجمات يتألقن بلمسة الفرو في الشتاء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:07 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026
المغرب اليوم - رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 08:10 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026
المغرب اليوم - نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026

GMT 23:07 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو
المغرب اليوم - زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو

GMT 13:13 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

الثوم يعزز المناعة ويخفف أعراض الزكام
المغرب اليوم - الثوم يعزز المناعة ويخفف أعراض الزكام

GMT 13:59 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

انستغرام يطلق تطبيق Reels مخصص للتليفزيون لأول مرة

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 15:51 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

التعليم عن بعد في مؤسسة في سطات بسبب انتشار "كورونا"

GMT 00:41 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

Ralph&Russo Coutureِ Fall/Winter 2016-2017

GMT 01:36 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

نورتون يعرض منزله المميّز المكوّن من 6 غرف نوم للبيع

GMT 15:06 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تألق كيني ومغربي في نصف ماراثون العيون

GMT 00:29 2025 الجمعة ,08 آب / أغسطس

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 08 أغسطس/آب 2025

GMT 18:23 2022 الإثنين ,24 كانون الثاني / يناير

شقيق محمد الريفي يفجرها"هذا الشخص وراء تدهور صحة أخي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib