حوار نادر بين علال الفاسي والعروي
قتيلتان فلسطينيتان برصاص الجيش الإسرائيلي وقصف مدفعي وجوي على غزة هزة أرضية بقوة 3.9 درجات تضرب مدينة اللاذقية على الساحل السوري دون تسجيل أضرار محكمة الاستئناف في تونس تؤيد سجن النائبة عبير موسي رئيسة الحزب الحر الدستوري عامين وفاة تاتيانا شلوسبرغ حفيدة الرئيس الأميركي جون إف كينيدي عن عمر 35 عامًا بعد معاناة مع سرطان الدم إرتفاع عدد الشهداء الصحفيين الفلسطينيين إلى 275 منذ بدء العدوان على قطاع غزة إسبانيا تمنح شركة إيرباص إستثناءً لاستخدام التكنولوجيا الإسرائيلية رغم حظر السلاح بسبب حرب غزة الجيش الصومالي يقضي على أوكار حركة الشباب في شبيلي السفلى ويستعيد مواقع إستراتيجية إحتجاجات حاشدة في الصومال رفضاً لاعتراف إسرائيل بصومالي لاند وتصعيد دبلوماسي في مجلس الأمن البرلمان الإيطالي يقر موازنة 2026 ويمنح الضوء الأخضر النهائي لخطة خفض العجز هزة أرضية بلغت قوتها 4.2 درجة على مقياس ريختر تقع عرض البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل السورية
أخر الأخبار

حوار نادر بين علال الفاسي والعروي

المغرب اليوم -

حوار نادر بين علال الفاسي والعروي

بقلم - توفيق بو عشرين

في حفل تكريمه الأخير بجامعة محمد الخامس بالرباط، تناول المؤرخ والفيلسوف، عبد الله العروي، الكلمة، وقال جملا قليلة حول مشروعه «التحديثي»، وأهم كتبه، وما يقال أو يفهم أو يؤول من إنتاجه العلمي، وختم بالدعوة إلى مراجعة الفهم والتعامل مع مسألة الإرث، بعد تحريرها من المعتقد، والدخول بها إلى المنفعة، مع تحريض الدولة على تنظيم الإرث بالقانون، حتى تساعد المواطنين على تنظيم شؤونهم بما يخدم المصلحة العامة، واقترح العروي حلا «برغماتيا»، في محاولة «للتوفيق» بين العقيدة والمصلحة، وذلك بتدخل الدولة لإجبار كل ذي تركة بكتابة وصية في حياته حول مآل إرثه، وهنا ستحل إشكالات عديدة اقتصادية واجتماعية وقانونية، وحتى فقهية، حسب العروي، الذي مازال مهموما بقضية تحديث بلده رغم تراكم الخيبات.

مازال شيخ المؤرخين المغاربة عبد الله العروي (85 سنة) متشبثا بأطروحة دور الدولة المركزي في تحديث المجتمع، أو بتعبير رمزي أن دفع الأمير إلى الإصلاح أسهل من إقناع المجتمع بفكرة الإصلاح.

للأسف، لا الذين راهنوا على تحديث المجتمع نجحوا في إقناع «كتلته الحرجة» بمشروعهم، ولا الذين راهنوا على إقناع عقل الدولة بالإصلاح أفلحوا في مسعاهم. بقي مجتمعنا عالقا بين قاعدة محافظة ومتناقضة الاختيارات، وقمة تقليدانية تتغذى على محافظة المجتمع، وتحرسها كل يوم، مكتفية بالتحديث الشكلي والتقليد العميق الذي يوسع حجم سلطتها على الرعية. هذا هو المبتدأ والخبر في مشروع الدولة، والباقي متروك للتدبير لا للتفكير.

جل أفراد النخبة السياسية والثقافية والاقتصادية والإدارية في المغرب استقالوا من مهامهم طوعا أو كرها. جلهم استسلم للواقع نهارا وللحلم ليلا.

مع الإحباط والانكسار والغمة المتراكمة فوق ظهر المغربي، انفصل الفكر تماما عن السياسة، وبات الأول محصورا في كتب لا يقرؤها أحد، ومحاضرات لا ينتفع بها أحد، أو جامعات مفصولة تماما عن واقعها ومحيطها، فيما السياسة تدبر اليومي، وتلعب في الزمن القصير للمناورات، وتكتيك بلا استراتيجية ولا رؤية ولا مشروع… من هو الزعيم السياسي اليوم الذي يمكن أن يقرأ كتابا للعروي، أو أن يقدم قراءة في أحد مؤلفاته، كما كان يفعل الزعيم علال الفاسي، أو عبد الله إبراهيم، أو بلحسن الوزاني، أو المهدي بنبركة، أو عبد الرحيم بوعبيد، أو غيرهم من زعماء الماضي؟

عدت إلى بعض ما دونت من لقاءات كانت منتظمة مع المفكر المغربي الكبير، بمناسبة أعداد كتاب لم يكتب له أن يرى النور بأسلوب «سين جيم»، فوجدت العروي يحكي عن سجال جمعه من الزعيم علال الفاسي حول فكرة الإصلاح في الستينات. يقول صاحب «الإيديولوجيا العربية المعاصرة»: «كان علال الفاسي، رحمه الله، يميل إلى محاورة المخالفين له في الرأي، وتقريبهم منه، أكثر مما كان يفعل مع أنصاره أو أتباعه. كان يحرص على محاورة الشباب والاستماع إليهم. كان علال الفاسي يحاورني باستمرار، ويقرأ ما أكتبه ولو كان بالفرنسية. كان يقول لي: ‘‘أقبل منك كل أفكار التحديث والعصرنة والتجديد لكن باسم الإسلام، وليس خارج المرجعية الدينية’’، وكنت أقول له: ‘‘ومن يضمن لي أن يأتي بعدك من يردنا إلى الوراء باسم الدين، ويهدم كل ما حاولنا بناءه من فكر تجديدي بدعوى دينية ميتة؟ لا شيء يضمن ذلك، إذن، ليبقَ كل واحد منا يناضل على جبهته، أنا مع القطيعة مع الميت من التراث، ومع الانخراط في الحداثة كمكسب أنساني عام، لا فرق عندي وبين الغرب أو الشرق، وأنت على جبهة الإصلاح الديني’’». يتذكر العروي هذا الحوار له مع زعيم التحرير علال الفاسي في الستينات، ويعلق: «وإن كان ظني أن أصحاب الدعوة السلفية لن يفعلوا أبدع أو أحسن مما فعله الأفغاني وعبده، وانتهت جهودهما إلى الفشل». ومع الاختلاف الفكري والسياسي بين الرجلين، فإن العروي يعترف بمرارة بأن الزمن المغربي لم ينصف سيدي علال فيقول (أنقل من مذكراتي وليس من ذاكرتي): «إنه لمن دواعي الإحباط، وعدم الاعتراف بعبقرية الرجل الذي أعطى الشيء الكثير لهذا البلد. علال رجع هو وبورقيبة من القاهرة، الأول أصبح وزيرا من الدرجة الثالثة (وزير الشؤون الإسلامية)، وفي ظرف خاص ولمدة وجيزة، والثاني (بورقيبة) رئيس دولة… إنها مفارقة وتعبير عن التخلف المغربي».

إذا كان الزمن المغربي الماضي لم ينصف عمالقته، فإن الزمن المغربي الحالي كان رحيما بأقزامه.

المصدر : اليوم 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوار نادر بين علال الفاسي والعروي حوار نادر بين علال الفاسي والعروي



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

النجمات يتألقن بلمسة الفرو في الشتاء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:07 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026
المغرب اليوم - رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 08:10 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026
المغرب اليوم - نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026

GMT 23:07 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو
المغرب اليوم - زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو

GMT 13:13 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

الثوم يعزز المناعة ويخفف أعراض الزكام
المغرب اليوم - الثوم يعزز المناعة ويخفف أعراض الزكام

GMT 18:54 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مغربية تجوب قلب أفريقيا بالدراجة الهوائية في أخطر مغامرة
المغرب اليوم - مغربية تجوب قلب أفريقيا بالدراجة الهوائية في أخطر مغامرة

GMT 14:12 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

تظاهرات الطلاب في إيران تمتد إلى 10 جامعات على الأقل
المغرب اليوم - تظاهرات الطلاب في إيران تمتد إلى 10 جامعات على الأقل

GMT 19:02 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 07:57 2019 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

احتفال رسمي بمناسبة عودة أول رائد فضاء إماراتي

GMT 03:00 2019 الأحد ,03 شباط / فبراير

جهاز مبتكر يُجفّف فرو الكلاب في 10 دقائق فقط

GMT 19:24 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل "عودة الروح" يعود من جديد يوميًّا على "ماسبيرو زمان"

GMT 09:03 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود لموسم دراما رمضان 2025 عقب غياب ثلاث سنوات

GMT 06:36 2021 الخميس ,16 كانون الأول / ديسمبر

الحلقة المفقودة في مواجهة «كورونا» ومتحوراته

GMT 13:15 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مؤلف كتاب "الحفار المصري الصغير" يكشف موعدا هاما

GMT 04:25 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فيروس "كورونا" يُحبط أوَّل لقاء بين سواريز ضد برشلونة

GMT 17:11 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib