أين اختفى شعب اليسار
قتيلتان فلسطينيتان برصاص الجيش الإسرائيلي وقصف مدفعي وجوي على غزة هزة أرضية بقوة 3.9 درجات تضرب مدينة اللاذقية على الساحل السوري دون تسجيل أضرار محكمة الاستئناف في تونس تؤيد سجن النائبة عبير موسي رئيسة الحزب الحر الدستوري عامين وفاة تاتيانا شلوسبرغ حفيدة الرئيس الأميركي جون إف كينيدي عن عمر 35 عامًا بعد معاناة مع سرطان الدم إرتفاع عدد الشهداء الصحفيين الفلسطينيين إلى 275 منذ بدء العدوان على قطاع غزة إسبانيا تمنح شركة إيرباص إستثناءً لاستخدام التكنولوجيا الإسرائيلية رغم حظر السلاح بسبب حرب غزة الجيش الصومالي يقضي على أوكار حركة الشباب في شبيلي السفلى ويستعيد مواقع إستراتيجية إحتجاجات حاشدة في الصومال رفضاً لاعتراف إسرائيل بصومالي لاند وتصعيد دبلوماسي في مجلس الأمن البرلمان الإيطالي يقر موازنة 2026 ويمنح الضوء الأخضر النهائي لخطة خفض العجز هزة أرضية بلغت قوتها 4.2 درجة على مقياس ريختر تقع عرض البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل السورية
أخر الأخبار

أين اختفى شعب اليسار؟

المغرب اليوم -

أين اختفى شعب اليسار

بقلم - توفيق بو عشرين

بعث حزب اليسار الاشتراكي الموحد، نهاية الأسبوع الماضي، من قاعة مسرح محمد الخامس بالرباط، رسالتين متناقضتين إلى المهتمين بمستقبل اليسار في المغرب؛ الأولى سلبية جدا تقول إن هذا الحزب مكانه الطبيعي هو يسار اليسار، وأنه منغلق على نفسه، ولم يخرج بعد من عيادة الأمراض اليسارية القديمة، وأنه يخاف الانفتاح على طاقات جديدة وأجيال جديدة وخطابات جديدة، لهذا قضى ثلاثة أيام في نقاش لائحة الضيوف، وانتهى إلى إقصاء الحزب الأول في المشهد السياسي (العدالة والتنمية)، والجماعة الأكبر في المجتمع (العدل والإحسان) من لائحة المدعوين إلى حفل الافتتاح، ثم لم يقف هنا، بل أصر أتباع تيار معين على إهانة من حضر من الضيوف إلى المؤتمر بالصراخ والصفير في وجوههم، فقط لأنهم مختلفون معه، وكأن هذا التيار لم يبرح ساحة الجامعة والأجواء المشحونة التي كانت عليها في السبعينات والثمانينات والتسعينات… هذه الرسالة تقول إن الإيديولوجيا عندما تبتلع السياسة تنتج العدمية والتقوقع والراديكالية غير المنتجة لأي فعل إيجابي في المجتمع.
الرسالة الثانية التي بعثها مؤتمر الاشتراكي الموحد كانت إيجابية، خاصة عندما انتصر بفارق كبير لأطروحة «الأفق الجديد» التي كتبها محمد الساسي، وتبنتها نبيلة منيب ومن معها، وهي أطروحة تعد بعرض سياسي جديد، وبأساليب تنظيمية جديدة، وبنفس إصلاحي جديد، وبمشروع سياسي منفتح ومرن، ويفهم حجم التحولات العميقة التي وقعت في المغرب وفي العالم سياسيا واقتصاديا ومعلوماتيا وجيواستراتيجيا… هذا المشروع، الذي لا تستهويه أوراق الأحزاب وكراسات المؤتمرات، هو ما يعبر عنه اليوم الوجه الجديد لليسار، عمر بلافريج، النائب البرلماني الذي يصور «بودكاستر» كل أسبوع، ويبعثه إلى أصدقائه ورفاقه والمتعاطفين معه، حيث لا يثقل على الجمهور بشرح الأسس النظرية للماركسية، ولا تعقيدات الصراع الطبقي، ولا لائحة هجو الإمبريالية، بل يقدم مواقفه من سياسة الحكومة، ومقترحاته القانونية في البرلمان على مشاريع القوانين التي تهم الفئات الشعبية، مثل التعليم والبطالة والصحة وحقوق الإنسان وقضايا الحكامة. وكل هذا بلغة عربية مبسطة، والتزام أخلاقي واضح، وانطلاقا من حساسية اجتماعية وخط سياسي واضح، والباقي متروك للتقدير والمرونة والبحث عن مساحات مشتركة للعمل مع الآخر المختلف، دون استعلاء إيديولوجي، ولا تقوقع سياسي في نموذج «تطهري».
البلاد بحاجة إلى حزب يساري كبير في زمن يطالب فيه الجميع بنموذج اقتصادي جديد، لن يكون إلا نموذجا مختلطا، لا هو رأسمالي اتضحت عيوبه الكبيرة، ولا هو نموذج اشتراكي أو شيوعي عفى عليه الزمن… اليسار مني بخسائر فادحة في 20 سنة الماضية، وترك الساحة فارغة لعرضين لا ثالث لهما؛ عرض الإسلاميين المحافظين الذين لا خبرة لهم في إدارة الدولة، وليس لديهم التزام عميق بالدفاع عن الديمقراطية، وعرض المخزن المتمثل في حزب الجرار الذي لا يملك مصداقية اجتماعية ولا تجذرا في التربة المغربية، بل هو تحالف مصلحي بين قدماء محاربي اليسار وأعيان وتجار الانتخابات… والنتيجة ما نراه اليوم من فقر سياسي وهشاشة في تموقعات الأحزاب، وتمرد الحركة الاجتماعية على أي أطر سياسية.
في 2016 نشرت جريدة الواشنطن بوست استطلاع رأي قام به خبراء جامعة هارفرد بين عينة واسعة من الشباب الأمريكي، بين 18 و20 سنة، حول نظرتهم إلى النظام الرأسمالي الذي يعيشون في ظله، فكانت النتيجة على الشكل التالي: 42% ساندوا النظام الرأسمالي، لكن 51% عبروا عن معارضتهم هذا النظام الذي ولدوا تحت رايته. هذا الاستطلاع كشف خيبة أمل الجيل الجديد في أمريكا من نظام اقتصاد السوق، والسبب هو حجم البطالة الذي يخلقه، وحجم التفاوتات الاجتماعية التي يخلقها. قبل هذا الاستطلاع قام معهد Pew Institute بدراسة أوسع لرأي شباب الغرب في النظام الرأسمالي، فكانت النتيجة 46% كانت لهم نظرة إيجابية عن نمط الاقتصاد الرأسمالي، و47% كانت لهم نظرة سلبية عن هذا النمط. طبعا هذا لا يعني أن النسبة الأخيرة مع النمط الاشتراكي أو الشيوعي. لا، أبدا، النسبة الأخيرة تعبر عما لا يريده الشباب اليوم الأكثر تعلما والأكثر انفتاحا والأكثر اتصالا مع بعضه البعض.
لقد ذابت نظرية «نهاية التاريخ» بعد أقل من 26 سنة من صدورها بمناسبة انهيار الاتحاد السوفياتي سنة 1991… هذه النظرية كانت تقول بالانتصار النهائي للنظام الليبرالي وسط النظام الرأسمالي الغربي على ما دونه.
إذا كان هذا صحيحا في أمريكا وأوروبا، حيث الطبقة الوسطى عريضة، وتمتلك أدوات للضغط على الأغنياء في صناديق الاقتراع وفي البرلمان وفي النقابات، وحيث الدولة هناك تمتلك عدة ميكانيزمات للتدخل في اقتصاد السوق، وللبحث عن آليات للتوازن الطبقي بين الفئات، فما بالك هنا في المغرب، حيث الفئات الهشة بلا سلاح ولا أدوات مقاومة ولا آليات لتحقيق التوازن بين من يملك كل شيء ومن لا يملك أي شيء، في ظل اقتصاد تابع وضعيف وريعي فوق هذا… البلاد بحاجة إلى حزب يساري كبير وحديث ومتجدد، يعبر عن طموحات فئات واسعة، ويحدث التوازن المختل في المشهد، ويهيئ للتناوب الجديد، عله يكون جديا وحقيقيا هذه المرة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين اختفى شعب اليسار أين اختفى شعب اليسار



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

النجمات يتألقن بلمسة الفرو في الشتاء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:07 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026
المغرب اليوم - رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 08:10 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026
المغرب اليوم - نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026

GMT 23:07 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو
المغرب اليوم - زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو

GMT 13:13 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

الثوم يعزز المناعة ويخفف أعراض الزكام
المغرب اليوم - الثوم يعزز المناعة ويخفف أعراض الزكام

GMT 18:54 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مغربية تجوب قلب أفريقيا بالدراجة الهوائية في أخطر مغامرة
المغرب اليوم - مغربية تجوب قلب أفريقيا بالدراجة الهوائية في أخطر مغامرة

GMT 14:12 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

تظاهرات الطلاب في إيران تمتد إلى 10 جامعات على الأقل
المغرب اليوم - تظاهرات الطلاب في إيران تمتد إلى 10 جامعات على الأقل

GMT 19:02 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 07:57 2019 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

احتفال رسمي بمناسبة عودة أول رائد فضاء إماراتي

GMT 03:00 2019 الأحد ,03 شباط / فبراير

جهاز مبتكر يُجفّف فرو الكلاب في 10 دقائق فقط

GMT 19:24 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل "عودة الروح" يعود من جديد يوميًّا على "ماسبيرو زمان"

GMT 09:03 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود لموسم دراما رمضان 2025 عقب غياب ثلاث سنوات

GMT 06:36 2021 الخميس ,16 كانون الأول / ديسمبر

الحلقة المفقودة في مواجهة «كورونا» ومتحوراته

GMT 13:15 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مؤلف كتاب "الحفار المصري الصغير" يكشف موعدا هاما

GMT 04:25 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فيروس "كورونا" يُحبط أوَّل لقاء بين سواريز ضد برشلونة

GMT 17:11 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib