في أي بطن كبر هذا الوحش
تحديد موقع تحطم طائرة رئيسي "بدقة" واجتماع أزمة طارئ للمسؤولين نور نيوز عن الهلال الأحمر الإيراني أنه لم يتم العثور على طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حتى الأن هيئة الطوارىء التركية تعلن أنها أرسلت إلى ايران طاقما للإنقاذ مؤلفا من ٦ مركبات و٣٢ خبيرا في البحث وزارة الداخلية الإيرانية تعلن أنه تم تحديد سقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في دائرة قطرها كليومترين الرئيس الأميركي جو بايدن يقطع إجازته ويعود للبيت الأبيض لإحاطة عاجلة بعد حادث طائرة الرئيس الإيراني رئيس الحكومة العراقية يوجه بتوفير جميع الإمكانيات لمساعدة إيران في عمليات البحث عن مروحية رئيس إيران الهلال الأحمر الإيراني يعلن فقدان ثلاثة من عمال الإنقاذ في أثناء البحث عن طائرة الرئيس الإيراني وسائل إعلام أجنبية تؤكد أن وفاة رئيس إيران ووزير خارجيته سيتم في أي لحظة أعلن وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي إن "فرق إنقاذ مختلفة" لا تزال تبحث عن المروحي المرشد الإيراني يدعو الشعب إلى عدم القلق ويؤكد أن تسيير شؤون البلاد لن يتأثر
أخر الأخبار

في أي بطن كبر هذا الوحش؟

المغرب اليوم -

في أي بطن كبر هذا الوحش

توفيق بو عشرين

عندما وضعوا حبل المشنقة حول عنق الرئيس العراقي المخلوع، صدام حسين، رفض أن يضع رأسه في كيس أسود، وفضل مواجهة الموت بشجاعة ووجه مكشوف.. اقترب منه شاب عراقي من أتباع مقتدى الصدر يحمل هاتفا بكاميرا وقال له: «إلى الجحيم يا صدام»، فرد حاكم العراق، الذي كان الشعب يخافه أكثر مما يخاف الله، ببرودة أعصاب غريبة وقال للشاب: «الجحيم هو الذي سأترككم فيه بعد موتي».

صدقت نبوءة صدام، وانزلق العراق نحو الحرب الأهلية، ومنها إلى الحرب على الهوية، وها هو الآن في مرحلة انهيار الدولة بعد أن سيطر تنظيم داعش على ثلث مساحة البلاد، وصار يحكم مساحة في العراق وسوريا أكبر من مساحة الدولة البريطانية، ويتوفر على جيش فيه أكثر من 35 جنسية حول العالم، ووسطه آلاف الشبان المستعدين للقيام بعمليات انتحارية بدون تردد، وفوق هذا دخل داعش أرقام غينيس كأغنى تنظيم إرهابي يبيع النفط في السوق السوداء، ويجبي الضرائب، ويوزع الإعانات ومعها السبايا على «المجاهدين».

ما الذي يدفع فئات من الشباب العربي والأوروبي والأمريكي والآسيوي إلى الالتحاق بتنظيم متطرف بربري لا يؤمن سوى بالقتل والخنق والإعدامات الجماعية والسبي والذبح لغة للتعامل مع القريب والبعيد؟

لا أحد لديه الجواب القطعي عن هذا السؤال. هناك فرضيات فقط، وهناك أسباب عديدة تفسر هذه الظاهرة المعقدة، لكن قبل السؤال عن أسباب التحاق الشباب بداعش.. من أين جاء هذا التنظيم؟ ومن أي رحم خرج؟

أبناء داعش هم أبناء العراق الذين كبروا في زمن الحروب والحصار الخانق على بغداد لمدة 12 سنة من 1992 إلى 2002. بعد انهزام صدام في الحرب بعد غزوه الكويت سنة 1991، فرضت أمريكا وأوروبا على العراق شروط المنتصر ضد المهزوم. ولأن صدام وحزب البعث فضلا البقاء في السلطة بعد هزيمة العراق في الكويت، فإن الانتقام كان شديدا والحصار خانقا. أغنى بلد عربي، نفطا وزراعة وحضارة وثقافة، وجد نفسه بلا أكل ولا شرب ولا دواء ولا كهرباء. أصبح الأطفال يموتون في العراق من نقص الغذاء والدواء.. هذا لم يحدث حتى في القرون الوسطى. في هذا الجو كبر البغدادي ورفاقه؟ في هذا المناخ تفتح وعيهم السياسي والعسكري، ثم جاء الاجتياح الأمريكي للعراق بعد أحداث 11 شتنبر وإسقاط النظام واحتلال البلاد وإذلالها، وتسليم الحكم للمليشيات الشيعية التي كانت مستقرة في إيران لعقود طويلة، ولما جاءت إلى السلطة على ظهر دبابة الأمريكي، لم يكن في جعبتها سوى الانتقام من سنة العراق بدعوى موالاتهم لديكتاتور بغداد صدام حسين، الذي أعدمه معارضوه يوم عيد الأضحى، ثم اكتملت الوصفة لقيادة البلاد نحو جهنم.. بلد محتل فقير مقسم منهك في الحروب، وتحته حرب طائفية بين سنة وشيعة تطبخ على أعلى درجات حرارة التوتر. هنا وجد تنظيم القاعدة مبرر وجوده على يد أبي مصعب الزرقاوي، ومنه إلى داعش. ولأن القاعدة، على تطرفها وعنفها، لم تكن قادرة على استيعاب الكراهية والحقد والرغبة في الانتقام التي كانت موجودة لدى جزء من سنة العراق، الذين أصبحوا يفضلون المعتقل الأمريكي على معتقلات المالكي الذي صب الزيت على النار، وقاد العراق إلى حروب طائفية لا تبقي ولا تذر.. هنا ولد مشروع داعش.

بعد عشر سنوات من الحصار الاقتصادي، وعشر سنوات أخرى من الاحتلال العسكري، غادرت أمريكا العراق معترفة بفشلها في إقامة دولة ديمقراطية حديثة في بلاد الرافدين. ولأن الدولة كانت قد انهارت تماما، ولأن الجيش تحول إلى ميلشيات مسلحة، وكل فرقة فيه لها ولاء لحزب أو جماعة، فإن البغدادي، وبتحالف مع بقايا الجيش العراقي الذي حله الحاكم العسكري الأمريكي بريمر، استطاع أن يهزم مليشيات المالكي في ظرف أيام، وأن يستولي على شمال العراق وعلى جل المناطق السنية، وأن يقيم دولة. ولأن داعش تعرف أنها لا تواجه جيشا له عقيدة قتالية، ولا تنظيما حديثا، فقد عمدت إلى ترسيخ وحشيتها كآلة للقتل لا ترحم، والهدف هو إشاعة الخوف في نفوس الطرف الآخر، وهزمه معنويا قبل أي قتال أو حرب، لهذا عمدت داعش إلى تسويق البربرية والوحشية وحفلات الإعدامات الجماعية على اليوتيوب.

هذه باختصار هي قصة ولادة داعش، أما أسباب التحاق الشباب العربي والمغربي (لنا حوالي 1500 شاب هناك جلهم سافروا من المغرب إلى سوريا عبر تركيا)، فهناك عدة أسباب؛ أولها إغراء الدعاية الداعشية لشباب بلا أمل في حياة كريمة. داعش تقترح على الشباب وظيفة «مجاهد»، وراتبا يتراوح بين 400 و1000 دولار، وزوجة أو أكثر، ومنزلا، وفرصة الظهور على اليوتيوب كفارس من فرسان الرب يحمل كلاشينكوف أو «آر بي جي»، أو يقود دبابة أو مركبة عسكرية حتى إن كان ذاهبا إلى حتفه، فهو لا يرى بديلا أفضل أمامه. داعش تستغل المشاكل الاجتماعية للشباب، وضعف اندماجهم في المجتمعات الأوروبية، لاستقطابهم إلى المحرقة السوداء انتقاما من المجتمعات التي ولدوا فيها وتعلموا في مدارسها. داعش أيضا تستغل الفوضى الدولية وسيادة قانون الغاب وجرائم الأسد، وقبله المالكي، لتحريض الشباب على حمل السلاح والقتال تحت راية الإسلام، مادامت الأمم المتحدة والضمير الغربي مات أو يكاد، ولم تعد دماء الأطفال والنساء والشيوخ تحركه. داعش تستغل تراث الحرب الطائفية بين السنة والشيعة لإعادة النفخ فيه من جديد، وذلك لمجابهة إيران ونفوذها في المنطقة. داعش تستغل الثورات المضادة ضد الربيع العربي لتقترح على الشباب السلاح والأحزمة المفخخة كجواب عن سوء الأوضاع في العالم العربي. الفوضى غير الخلاقة المحيطة بالعالم العربي اليوم هي المسؤولة عن داعش وغير داعش، وإذا لم يرتب البيت العربي على يد الإصلاح الديمقراطي وخطط التنمية والحكامة الجيدة وبعث الأمل في النفوس، فسنشهد في المستقبل أفظع من داعش، والسوء لا قاع له، والوحشية لا خط أحمر أمامها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في أي بطن كبر هذا الوحش في أي بطن كبر هذا الوحش



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

GMT 11:41 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

فرنسا العظمى «سابقاً»

GMT 11:19 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

التصعيد والتبريد في حرب غزة!

GMT 11:16 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

خروج بني إسرائيل من مصر!

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

أبوظبي ـ المغرب اليوم

GMT 19:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 16:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 04:27 2016 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

زيت الزيتون لعلاج خشونة الركبة

GMT 06:41 2015 السبت ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الخمائر تسهم في الوقاية من أمراض سرطان الأمعاء

GMT 01:09 2021 الجمعة ,17 أيلول / سبتمبر

شعبية بايدن تتراجع إلى أدنى مستوى في رئاسته

GMT 22:28 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

Valve تعلن رسميًا عن لعبة الواقع الافتراضي Half-Life: Alyx

GMT 21:19 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء غير حماسية خلال هذا الشهر

GMT 21:03 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أشهر وأهم المطاعم في ماليزيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib