الكويت ودور الإطفائي
قتيلتان فلسطينيتان برصاص الجيش الإسرائيلي وقصف مدفعي وجوي على غزة هزة أرضية بقوة 3.9 درجات تضرب مدينة اللاذقية على الساحل السوري دون تسجيل أضرار محكمة الاستئناف في تونس تؤيد سجن النائبة عبير موسي رئيسة الحزب الحر الدستوري عامين وفاة تاتيانا شلوسبرغ حفيدة الرئيس الأميركي جون إف كينيدي عن عمر 35 عامًا بعد معاناة مع سرطان الدم إرتفاع عدد الشهداء الصحفيين الفلسطينيين إلى 275 منذ بدء العدوان على قطاع غزة إسبانيا تمنح شركة إيرباص إستثناءً لاستخدام التكنولوجيا الإسرائيلية رغم حظر السلاح بسبب حرب غزة الجيش الصومالي يقضي على أوكار حركة الشباب في شبيلي السفلى ويستعيد مواقع إستراتيجية إحتجاجات حاشدة في الصومال رفضاً لاعتراف إسرائيل بصومالي لاند وتصعيد دبلوماسي في مجلس الأمن البرلمان الإيطالي يقر موازنة 2026 ويمنح الضوء الأخضر النهائي لخطة خفض العجز هزة أرضية بلغت قوتها 4.2 درجة على مقياس ريختر تقع عرض البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل السورية
أخر الأخبار

الكويت ودور الإطفائي

المغرب اليوم -

الكويت ودور الإطفائي

بقلم : خير الله خير الله

السياسة الكويتية تختزل في الوقت الراهن الرغبة في توحيد الموقف الخليجي إلى أبعد حدود في ظل ما يمكن أن يحدث بين أميركا وإيران.

محل ترحيب دائم في البيت الأبيض

مرّة أخرى، حمل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد إلى الولايات المتحدة هموم المنطقة برؤية الحريص على حلول عادلة ومتوازنة من جهة وعلى علاقات الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة مع عواصم العالم وفي قلبها واشنطن من جهة أخرى.

التقى الشيخ صباح، الذي يبقى همّه الأوّل حماية الكويت وإبقاءها في منأى عن العواصف الإقليمية، بما في ذلك الحريق العراقي، الرئيس دونالد ترامب. تكمن أهمّية اللقاء في توقيته أوّلا نظرا إلى أن المنطقة كلّها تمرّ في مرحلة انتقالية، خصوصا في ظلّ عوامل ثلاثة. المواجهة الأميركية – الإيرانية المقبلة على مزيد من التصعيد، الحريق العراقي، الوضع السوري.

لم يعد سرّا أن هناك قلقا كويتيا عميقا حيال ما يدور في العراق الذي بات وضعه في مهبّ الريح في ظل تجاذب أميركي – إيراني.

كان طبيعيا سعي الكويت إلى معرفة ما الذي تخبئ إدارة دونالد ترامب للمستقبل. مثل هذه المعرفة تسمح بأن تكون لدى الشيخ صُباح الأحمد القدرة على الانطلاق من معطيات واضحة في التعاطي مع الملفات الإقليمية الساخنة.

ملفات ثقيلة نقلها معه أمير الكويت لكنها لم تثقل كاهليه وهو الذي كرسته الأمم المتحدة “زعيما للإنسانية” نظير جهوده التي تجاوز عمرها النصف قرن في حل النزاعات بالطرق السلمية والقيام بوساطات تنزع فتائل الانفجار هنا وهناك.

القاعة البيضاوية في البيت الأبيض كانت على موعد مع زائر تعرفه جيدا وترتاح إليه. زائر يتقن تقديم ملف العلاقات الكويتية-الأميركية في إطار العلاقات التاريخية والمصالح المشتركة. بل يمكن القول إنه أرسى مرجعا ثابتا لهذه العلاقات تستفيد منه الإدارات المتعاقبة وكأنها تحفظه عن ظهر قلب سواء تعلق الأمر بالتعاون الدفاعي أو التجاري أو التربوي.

أما في ما يتعلق بقضايا المنطقة فأمير الكويت يحمل مواقف أشبه ببنود دستور يحمله شرقا وغربا. تقوم هذه المواقف على أسس لم تعد تخفى على أحد. في مقدّم الأسس التزام الشرعية والقوانين الدولية، حق تقرير المصير، حل النزاعات بالطرق السلمية، احترام الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين.

يضاف إلى ذلك كلّه مبدأ أساسي تلتزمه الكويت في ضوء التجربة المرّة التي مرّت فيها في مثل هذه الأيّام من صيف العام 1990 عندما وقعت تحت الاحتلال العراقي.

يقوم هذا المبدأ على ضرورة احترام كل دولة لسيادة الدول الأخرى وعدم انتهاكها لا مباشرة عبر التصعيد السياسي أو العسكري ولا مداورة عبر التشجيع على إنشاء جيوب وميليشيات لها.

تعرف الكويت تماما معنى استهداف الجيوش الكبيرة، مثل الجيش العراقي في أيّام صدّام حسين لدولة صغيرة مسالمة. وتدرك مخاطر انتشار الميليشيات المذهبية في المنطقة، خصوصا بعد اكتشافها خليّة العبدلي، المرتبطة بإيران و”حزب الله” في آب – أغسطس من العام 2015.

بين الخبرة الطويلة في حقل الدبلوماسية والسياسات الدولية وبين التجارب التي مرّت فيها الكويت، يمكن القول إن صُباح الأحمد كان قادرا على أن يعرض في واشنطن ما تصلح تسميته لغة التهدئة. يسمح اعتماد التهدئة بتوفير متسع من الوقت للتفكير في مخارج لأوضاع وأزمات في غاية التعقيد. هذا هو أسلوب العمل الذي اعتمدته الكويت دائما.

نجحت الكويت في أحيان كثيرة ولم تنجح في بعض المرات. صحيح أنّها لم تنجح كما حدث عندما استضافت مؤتمرا لتسوية الأزمة اليمنية في العام 2016، لكنّ الصحيح أيضا أن مؤتمر المصالحة هذا الذي شاركت فيه كلّ الأطراف اليمنية المعنية بالأزمة وما أسفر عنه من نتائج وما طرح فيه من أفكار وضع أسسا لما يمكن أن يكون عليه الحلّ في اليمن في يوم من الأيّام.

كل ما عملته الكويت في السنوات الأخيرة ترافق مع هاجس دائم هو هاجس الاستقرار الإقليمي. هناك استيعاب للانعكاسات السلبية لأيّ توتر في الإقليم على بلد صغير مثل الكويت. لذلك كانت الكويت حاضرة، منذ سنوات طويلة، في كلّ الأزمات الإقليمية وفي أيّ هيئة أو لجنة مهمتها لعب دور الوسيط بين هذا الطرف أو ذاك، تفاديا للأسوأ

بقي اليمنيون في الكويت أكثر من اللزوم مددوا إقامتهم في البلد طويلا. صبرت الكويت ولم تيأس. يكفي أنّها استطاعت، عبر مؤتمر المصالحة، بلورة أفكار تصلح للوصول إلى مخرج في حال نضجت الظروف واكتشفت إيران أنّ استثمارها في التمرّد الحوثي يضرّها أكثر مما يفيدها.

ترافق كلّ ما عملته الكويت في السنوات الأخيرة، مع هاجس دائم هو هاجس الاستقرار الإقليمي. هناك استيعاب للانعكاسات السلبية لأيّ توتر في الإقليم على بلد صغير مثل الكويت. لذلك كانت الكويت حاضرة، منذ سنوات طويلة، في كلّ الأزمات الإقليمية وفي أيّ هيئة أو لجنة مهمتها لعب دور الوسيط بين هذا الطرف أو ذاك، تفاديا للأسوأ.

كانت حاضرة دائما في اليمن. كانت من بين الدول الخليجية القليلة التي أقامت في سبعينات القرن الماضي وثمانيناته علاقات مع اليمن الجنوبي عندما كان دولة مستقلّة. بقيت بصماتها موجودة في تلك الدولة عبر مشاريع إنمائية ومدارس ومستشفيات. ساعد ذلك في تفادي حرب شاملة بين الشمال والجنوب في العام 1979 عندما وقعت اشتباكات بين قوات من شطري اليمن كان يمكن أن تتوسّع إلى أبعد حدود.

كانت الكويت المكان الذي التقى فيه وفدا الشمال والجنوب في ظلّ الحرب الباردة. كانت الكويت في الواقع المكان الذي أمكن منه تفادي الحرب الشاملة بين بلدين عربيين فقيرين ما لبثا أن أصبحا بلدا واحدا في العام 1990.

لا حاجة إلى العودة إلى الدور الكويتي في أثناء حرب لبنان وجهود الشيخ صباح شخصيا من أجل الخروج بحل من خلال اللجنة الرباعية العربية. فقد كان الأمير الحالي في تلك المرحلة وزيرا للخارجية. ولا حاجة إلى التذكير بأن ثلاثة مؤتمرات من أجل مساعدة الشعب السوري انعقدت في الكويت بإشراف الأمم المتحدة بعد اندلاع الثورة السورية في العام 2011. كانت الكويت في طليعة المانحين الدوليين من أجل مساعدة الشعب السوري والتخفيف قدر الإمكان من معاناته في المؤتمرات الثلاثة.

باختصار شديد، تلعب الكويت دور الإطفائي في المنطقة، هي التي عرفت معنى وصول النار إليها وأهمّية الصداقة التي تربطها بالمجتمع الدولي والولايات المتحدة تحديدا.

من عانى من النار ليس كمن يتفرّج عليها من بعيد. أي كما يفعل الجانب التركي حاليا الذي تحول إلى شاهد زور في سوريا. على الرغم من ذلك كلّه، لم يتردد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في طلب وساطة أمير الكويت مع ترامب. يبدو أردوغان مستعدا لتلبية المطلوب منه أميركيا في مقابل حفظ ماء الوجه.

في كلّ الأحوال، تختزل السياسة الكويتية في الوقت الراهن الرغبة في توحيد الموقف الخليجي إلى أبعد حدود في ظل ما يمكن أن يحدث بين أميركا وإيران.

لعل الكلام الصادر عن مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي (مجلس النواب) تعليقا على زيارة الشيخ صباح لواشنطن ولقائه مع الرئيس ترامب يلخص الكثير. ركّز الغانم على أن وصف الرئيس الأميركي للكويت بأنها “شريك عظيم” لم يأت من “فراغ”. أشار إلى أن كلام ترامب “لم يكن من باب المجاملات البروتوكولية بمقدار ما أنه يعكس اقتناع واشنطن بدور الكويت وبدور الأمير”.

المصدر : جريدة العرب 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكويت ودور الإطفائي الكويت ودور الإطفائي



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

النجمات يتألقن بلمسة الفرو في الشتاء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:07 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026
المغرب اليوم - رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 23:07 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو
المغرب اليوم - زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو

GMT 08:10 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026
المغرب اليوم - نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026

GMT 13:59 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

انستغرام يطلق تطبيق Reels مخصص للتليفزيون لأول مرة

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 15:51 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

التعليم عن بعد في مؤسسة في سطات بسبب انتشار "كورونا"

GMT 00:41 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

Ralph&Russo Coutureِ Fall/Winter 2016-2017

GMT 01:36 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

نورتون يعرض منزله المميّز المكوّن من 6 غرف نوم للبيع

GMT 15:06 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تألق كيني ومغربي في نصف ماراثون العيون

GMT 00:29 2025 الجمعة ,08 آب / أغسطس

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 08 أغسطس/آب 2025
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib