دروس في القانون
الاحتلال الإسرائيلي يخطر بهدم منشآت سكنية وزراعية جنوب شرق القدس المحتلة استشهاد طفلة فلسطينية بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خارج مناطق انتشاره في مواصي رفح جنوبي قطاع غزة إعصار فونغ وونغ يضرب الفلبين بعنف غير مسبوق قتلى ودمار واسع وملايين المتضررين في أسوأ كارثة تضرب البلاد هذا العام الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر إلغاء جلسة إستجواب نتنياهو بالمحكمة بسبب إجتماع دبلوماسي عاجل والكنيست يستدعيه لنقاش بطلب 40 عضوًا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بئر ومستودع أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان والعثور على قذائف هاون جاهزة للإطلاق انفجار عبوة ناسفة قرب جسر الحرية وسط دمشق دون تسجيل إصابات رجال يرشون رذاذ الفلفل في مطار هيثرو في لندن وإعتقال مشتبه به في الهجوم زلزال بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر اليوم يضرب إقليم مالوكو في إندونيسيا زلزال بقوة 7 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال غرب كندا
أخر الأخبار

دروس في القانون!

المغرب اليوم -

دروس في القانون

بقلم : رشيد مشقاقة

مزقت نسخة من الجريدة الرسمية بين أيدي قاضيين يتشاجران حول من مِنْهُمَا يُطْلِعُ رئيسهما المباشر عليها بالسُّرعةِ القصوى، وقد نتج عن ذلك أن كُتِبَتْ -على سبيل الخطأ- مراجع جريدة رسمية تتعلق بقانون المياه والغابات في منشور يتعلق بقانون الأحوال الشخصية!

وفي نازلة مشابهة، لم أجد في الخزانة العلمية -زمناً- كتابا بدأت في تلخيصه بعنوان «دروس في القانون»، فسلمه لي أمين المكتبة قائلا:

– ‘‘ردّه أحدهم بعدما ظن أنه يتعلق بالموسيقى لا بالقواعد المنظمة لحياة الأفراد داخل الجماعة’’، فلم أتمالك نفسي من الضحك!

في المثالين المذكورين آنفا حديث عن السرعة القياسية في إنجاز القوانين، وإقبالُ من لا اتصال له بها على تفسيرها، فإن كنا قبلنا، على مضض، صياغة قوانين في مختلف فروعها، من أسماها إلى أدناها، بطريقة مفبركة، عقيمة، قاصرة، فالأدهى والأمر أن تخضع هذه البدع ذاتها للتحريف والتزييف، والخروج عن الأهداف أثناء التفسير!

عجزت مدونة الأسرة، في صياغتها الحالية، عن استيعاب العديد من المنازعات الأسرية لقصور في التشريع، فحَادَ العمل القضائي عن قواعد الاجتهاد، وراكم نصوصاً قانونية أخرى لا علاقة لها مطلقا بالنص الأصلي ولا بأهداف المشرع، وأصبح لدينا تشريعان متنافران، أحدهما بيد المشرع وآخر بيد القضاء!

وتناسلت القوانين الجزئية بإفراط لا مثيل له، ففي الوقت الذي يتسع فيه قانون الالتزامات والعقود -وهو الصخرة الصامدة- في مجال المعاملات، لكل التعديلات التي استلزمها تغير حال المجتمع، بإضافة فقرة أو فقرتين إلى النصوص الأم، لجأنا إلى إنتاج التقنينات الفرعية في عملية سهلة تعكس مدى عجز مشرعي اليوم عن فهم مقاصد التشريع، ما أغْرَقَهُمْ في خضم التضخم التشريعي المتلاطم الأمواج!

أما ثالثة الأثافي فهي هذا الإقبال المنقطع النظير على تفسير نصوص القانون من أسماها إلى أدناها للوصول إلى نتائج غير منسجمة تمام الانسجام مع قواعد التفسير المتعارف عليها: نحن خرقنا قاعدة ترتيب المواد، وناضلنا من أجل استقلال أبوابها ضدا على الوحدة الموضوعية والعضوية التي تجعل التقنين كالبنيان المرصوص يشد بَعْضُهُ بعضا!

وتجرأنا حتى على أحكام الدستور، ففسرنا مضامينها خلافاً للمقاصد الكبرى التي رامها المشرع، ما ينذر بنتائج غريبة وشاذة، فمواد القانون كالكلمات المتقاطعة إذا وضعت معلومة غير صائبة في خانة عَجَزْتَ عن إتمام باقي الخانات! ولم تتحقق الغاية!

لم نتقيد في تعاطينا مع القانون بأصول التفسير وقواعده، فاجتهدنا في مورد النصوص، وقدمنا العام على الخاص، ونادينا بتقرير المصير لفصول قانونية مرتبطة أشد الارتباط ببعضها البعض، وجلسنا تنتظر الفرج منها!

إذا كان قَاضِيا الإدارة المركزية –زمنا- قد تبادلا السب والقذفِ، ومزَّقا بَيْنَ أيْدِيهِمَا نسخة من الجريدة الرسمية، كي يَرْضَى رئيسهما المباشر عن الذي جرى بها إليه قبل زميله، تم صاغ دورية في قانون الأسرة بديباجة مرجعية عن قانون المياه والغابات، بسبب السرعة القياسية القصوى التي كانت تطبخ بها نصوص القانون في عهد وزير للعدل يحرص على ضَمَان قِصَر زمن التشريع انسجاما مع شَخْصِهِ! فإن ما أراه اليوم على قنواتنا المرئية والمسموعة والإعلام المكتوب، من مبالغة غير محمودة في تفسير نصوص القانون، بما فيها الدستور وهو قانون أسمى، لنيل الرضى والقبول بطريق غير سليم، وما أعرفه عن أولئك المفسرين الذين سماهم الشارع المصري «ِتَرْزيَةِ القوانين»، الذين يشبهون صاحبي، لَمَّا اعتقد أن كتاب «دروس في القانون» يتحدث عن العود والوتر والدف والمزمار والطبل.. يجعلني أقف مكتوف اليدين، تتملكني نوبة من الضحك المرير، وأتَرَحَّمُ في خاطري على كبار رجال القانون والفقه الدستوري!

المصدر : جريدة اليوم 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دروس في القانون دروس في القانون



GMT 04:53 2017 الأربعاء ,17 أيار / مايو

غَنِّي لِي شْوَيَّ وْخُذْ عينيَّ!

GMT 04:46 2017 الأربعاء ,10 أيار / مايو

السَّمَاوِي!

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

شُفْتِنِي وَأَنَا مَيِّت!

GMT 05:01 2017 الأربعاء ,26 إبريل / نيسان

القاضي الشرفي!

GMT 04:55 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

لاَلَّة بِيضَة!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 20:33 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تواجهك أمور صعبة في العمل

GMT 13:08 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 26-9-2020

GMT 17:33 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

الجمبسوت الفضفاض لإطلالة راقية في خريف 2024

GMT 15:36 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

ضجيج

GMT 14:16 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مجموعة أزياء Givenchy لربيع وصيف 2020 في أسبوع في باريس

GMT 12:23 2022 الإثنين ,20 حزيران / يونيو

نصائح متنوعة خاصة بديكورات العرس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib