لنعترف اننا قصرنا مع ناهض حتر
براءة فرانشيسكو أتشيربي من الاتهامات التى وجهت إليه بارتكابه إساءات عنصرية إلى خوان جيسوس مدافع نابولي وفاة الإعلامية والسيناريست المغربية فاطمة الوكيلي في مدينة الدار البيضاء بعد صراع طويل مع المرض إحباط محاولة لاغتيال الرئيس الفنزويلي خلال تجمع حاشد في وسط كراكاس وزارة الدفاع الروسية تُعلن إحباط محاولة أوكرانية لتنفيذ هجوم إرهابي في بيلجورود قوات الاحتلال الإسرائيلي تشن حملة اعتقالات وتقتحم مدينة نابلس ومخيم عسكر في الضفة الغربية وزارة الصحة الفلسطينية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 32 ألفا و333 قتيلاً منذ بدء الحرب زلزال يضرب الأراضي الفلسطينية شعر به سكان الضفة الغربية الاحتلال الإسرائيلي يقصف محيط مستشفى الشفاء بغزة وسط إطلاق نار كثيف من آلياته مقتل ثلاثة أشخاص وتعرض أكثر من 1000 منزل للتدمير جراء زلزال عنيف ضرب بابوا غينيا الجديدة أمس الأحد المدرب الروسي ياروسلاف سودريتسوف عائلته في عداد المفقودين في هجوم "كروكوس"
أخر الأخبار

لنعترف اننا قصرنا مع ناهض حتر!

المغرب اليوم -

لنعترف اننا قصرنا مع ناهض حتر

بقلم : أسامة الرنتيسي

لتعترف مؤسسات الفحيص، المدنية والاهلية والشعبية خاصة، كما تعترف مؤسسات الاردن الثقافية والفكرية، الرسمية والشعبية، انهم قصروا مع ناهض حتر.

الفحيص أولا؛ لان ناهض حتر ابن هذه المدينة المختلفة، صحيح انه كان بلقاويا اكثر منه فحيصيا، وكان يمازحني “انت فحيصي أكثر مني”، لكن تبقى الفحيص مسقط الرأس والانتماء.

والاردن ثانيا، لان ناهض حتر من أكثر من كتب واجتهد في اعلاء الوجدان الشعبي الاردني كما كان يراه.

سنتان على اغتيال الشهيد ناهض حتر على باب قصر العدل (25 ايلول / سبتمبر)، لم تسعف هذه المؤسسات فرصة التفكير في تكريم يليق بكاتب وأديب وسياسي من وزن ناهض حتر بعد مقتله البشع، كان يقيم الدنيا ويقعدها في حياته.

سنتان مضت بغفلة منا كأنها ساعات معدودة فلا تزال دماء حتر ساخنة على ادراج قصر العدل ظاهرة للعيان، ولا تزال أسئلة معتصم ناهض حتر في كتابه (تراجيديا ابناء الشهيد) من غير اجابات، ورغم هذا هناك من يرغب في إغلاق  الملف ولا يرغب في اقامة احتفال او تكريم يليق بحتر.

للأسف الشديد، استمرت الخلافات في الرؤى والتفكير والمواقف السياسية التي كانت بين ناهض حتر وخصومة الكثر بعد استشهاده بشكل لا تختلف عنه في حياته، فبقي الكثيرون يحاسبونه على مواقفه المثيرة للجدل، برغم ان الرصاصات الجبانة التي اودت بحياته كان عليها ان تزيل اي خلاف معه او حوله.

شخصيا؛ لم اكن على وفاق مع بعض افكار وطروحات حتر، وكانت حجم الخلافات بيننا اكثر من حجم الاتفاق، مع اننا ابناء مؤسسة واحدة، لكن تسمو الشهادة على كل خلاف، ومن يقدم روحه في مواجهة قوى الظلام، لا يبقى بعد ذلك مساحات للخلاف معه، فالشهادة تَجٌبُ ما قبلها.

ظاهرة عدم تكريم الرموز السياسية والثقافية والفكرية هي سمة السلوك الرسمي والشعبي للأسف، وهناك من لم يجد التكريم في حياته، كما لم يجد التقدير بعد وفاته، وعلى الجهات الرسمية ان تعترف انها مقصرة في تكريم الابداع والمبدعين، وعليها ان لا تعتبر زيارتها إلى بيوت عزاء المثقفين والفنانين والاعلاميين والمبدعين نوعا من التكريم بل واجب اجتماعي ليس أكثر.

سنتان مضت ولا تزال الأحوال على حالها، بل في اتساع لغة الكراهية والحقد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن يتابع التعليقات البائسة حول اي قضية خلافية يكتشف حجم الكراهية في العقول والقلوب، لا تغسلها النصائح والدعوات الطيبة، وإنما تخفف منها قبضة القانون عندما تكون حاسمة وصارمة وحادة.

أكثر ما ينقصنا في منظومة الأخلاق العامة هذه الأيام فقدان معاني التسامح، وغياب ثقافة تعلم الصبر، وهما القيمتان الأساسيتان في الحياة، ومن يتقنهما ويتقن التعامل بهما يعرف جيدا أين يضع قدميه، ويعرف مآلات قراراته.

بعد انتشار ظاهرة العنف والتطرف في معظم مجتمعاتنا العربية، باتت ثقافة التسامح إحدى أهم الضرورات الإنسانية والأخلاقية في الواقع المعاصر، وهي الوحيدة القادرة على تجاوز محن الشعوب من ويلات القتل والتدمير والإرهاب.

إن انتشار لغة العنف يؤدي إلى إلغاء الآخر، أما لغة التسامح فهي تكرس حقيقة الاعتراف بالآخر، كما انّ الشخص المتسامح يكون أكثر انتاجية وأكثر طاقة لأنّه يرفض التصرفات الهوجاء أو التفكير بالانتقام، وإذا كان التسامح يعترف برفض ثقافة العنف فإنّه يفتح المجال لفهم آراء الآخر، لا بل ويؤثر فيها وفق أسس عقلانية.

في الذكرى السنوية الثانية لاغتيال ناهض حتر؛ لنعلي  ثقافة التسامح، وتقبل الآخر، وإن اختلفنا في الكلمة والفكر، علينا أن لا نهرب منهما إلى لغة الرصاص، فالحياة أجمل بكثير من الموت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لنعترف اننا قصرنا مع ناهض حتر لنعترف اننا قصرنا مع ناهض حتر



GMT 07:19 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

شكراً لعدم قتل العالم

GMT 07:17 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين

GMT 07:05 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

محمد السادس «مخزن» الوضوح السياسي

GMT 06:01 2023 الخميس ,09 شباط / فبراير

ليست لغزاً ولا يحزنون

GMT 05:59 2023 الخميس ,09 شباط / فبراير

الزلزال القادم

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمّان - نورما نعمات

GMT 09:44 2023 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الاثنين 24 أبريل / نيسان 2023

GMT 04:35 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

غادة عبد الرازق تستغل مرض عمروسعد في فيلم "الكارما"

GMT 00:58 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

دلال عبد العزيز تؤكّد سعادتها بالمشاركة في فيلم "كارما"

GMT 18:32 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

أنس جابر تبلغ نصف نهائي ويمبلدون

GMT 14:31 2021 الجمعة ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق اللون الأبيض على طريقة الملكة رانيا

GMT 06:12 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الشعر الأبيض لدى الشباب

GMT 18:26 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

صلاح يفوز بجائزة "بي بي سي" لأفضل لاعب أفريقي في 2018

GMT 12:30 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

إدانة شخص بالسجن 15 سنة لممارسته الجنس مع معزة حامل

GMT 00:52 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تُؤكِّد أنّ "ترانيم إبليس" عمل سينمائي مُهمّ
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib