أتحدى البدور في إنجاز قانون المساءلة الطبية

أتحدى البدور في إنجاز قانون المساءلة الطبية

المغرب اليوم -

أتحدى البدور في إنجاز قانون المساءلة الطبية

بقلم - أسامة الرنتيسي

أتحدى رئيس لجنة الصحة النيابية النائب إبراهيم البدور أن يستمر في فتح ملف مشروع قانون المساءلة الطبية، فوراء هذا القانون “رصد” – على رأي السحرة – لا يستطيع أحد أن يفك رموزه.

الدكتور النائب البدور متفائل، وأعلن أن اللجنة المشتركة من لجنتي الصحة والقانونية النيابيتين لم تقره حتى اللحظة وستلقتي النقابات وتطلعهم على ما تم الأخذ به من ما قدموا من مقترحات على مشروع القانون، وأضيف أنا أنها لن تقره مستقبلا.

ليس مفهوما بالمطلق الأسباب التي تمنع إقرار قانون المساءلة الطبية في الأردن، ولا أُصدّق أن القائمين على نقابة الأطباء عبر السنين- ومهما تبدل على رأس قيادتها – يُشكلّون “لوبيًا صحيًا” يَمنع إقرار هذا القانون.

قد يكون مفهوما عمل مؤسسات طبية على وأد قانون المساءلة الطبية طوال السنوات الماضية، لكن من غير المفهوم أن يبقى هذا القانون مُعلقًا في الهواء، وتستمر الأخطاء الطبية من دون محاسبة، ليس بهدف معاقبة المخطئ فقط، بل من أجل حماية سمعة المؤسسات الطبية والأطباء الأردنيين، وفي المجمل؛ العملية الصحيّة بالكامل.

كل وزير صحة جاء على رأس الوزارة قام فورا بتحريك قانون المساءلة الطبية، لكن ما أن يتم الحديث عن هذا القانون، إلاّ وتتحرك اللوبيات المتضررة من هذا القانون لمنع إقراره، لأنه حسب مسؤول في وزارة الصحة، إذا ما وضعت الوزارة قانونًا حقيقيًا وصارمًا لمواجهة الأخطاء الطبية، فإن ذلك سيشكل وبالاً على الكثير من الكوادر الطبّية، وسيتسبب بزج الكثير منهم في السجون، لأن 30 من مئة من كوادر الوزارة ستطالهم المسؤولية عن أخطاء ومضاعفات يتسببون بها للمرضى.

أسوق هذه المقدمة الطويلة لأقول: إن الأخطاء الطبية باتت منتشرة، وهي في ازدياد واضح في الآونة الأخيرة، لدرجة لافتة، وقد يكون مَرَدُّ ذلك ناتجًا- كما يقول وزير الصحة السابق زيد حمزة- عن توسيع ميادين العمل الاختصاصي، حيث ظهرت أخطاء أكثر، كما أن وعي المواطنين تغيّر، وانتقل من التسامح مع الأطباء على مبدأ “هذه إرادة الله” إلى المطالبة بالحقوق.”

قبل نحو سنتين، عِشت شخصيًا مع حادثة إهمال طبِّي تمريضي، أودت بحياة قريب لي عزيز عليَّ، كان قد دخل مدينة الحسين الطبية يعاني من كسر في المفصل، وبعد يومين من شدّ الأعصاب في مركز جراحة الرّجال المزدحم بشكل لا يمكن استيعابه- مهما كان حجم الضغط على المدينة الطبية- وبوساطة أطباء في المدينة تم نقله إلى مركز فرح، لإجراء عملية تركيب مفصل، حيث أُجْرِيَت العملية بزراعة شريحة بلاتينية بدلا من المفصل، لأن الكسر بسيط، لكن لسوء الخدمة التمريضية، وعدم متابعة الأطباء لأكثر من أربع ساعات بعد إجراء العملية، لم يُقَس فيها ضغط المريض، توفي عمّي الطّيِّب عبدالمهدي.

الأنكى من ذلك، أنه بعد احتجاج حضاري لإدارة المركز، ونقل الصورة كاملة لمديره، خاصة عن الإهمال التمريضي، أُبْلِغت عن وجود متابعة في ملفه المَرَضِيّ لم تكن صحيحة على الإطلاق، وإنما تم تسجيلها بعد الاحتجاج، حتى لا تكون مستمسكا عليهم، برغم أن أحد الممرضين اعترف بأن “الشفت الصباحي يتحمل مسؤولية الإهمال”، في وقت وصلت فيه الحالة بممرض آخر أن يقول “اللّي مش عاجبه يروح يشتكي”.

الحوادث كثيرة، وبعض الاعتداءات على الأطباء سببها الاعتقاد بوقوع خطأ طبي، والمقولة الشعبية “أخطاء الأطباء في القبور.. وأخطاء المحامين في السجون” تطلق على ألسن الجميع، ولا محاسبة ولا يحزنون.

الدايم الله…..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أتحدى البدور في إنجاز قانون المساءلة الطبية أتحدى البدور في إنجاز قانون المساءلة الطبية



GMT 07:19 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

شكراً لعدم قتل العالم

GMT 07:17 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين

GMT 07:05 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

محمد السادس «مخزن» الوضوح السياسي

GMT 06:01 2023 الخميس ,09 شباط / فبراير

ليست لغزاً ولا يحزنون

GMT 05:59 2023 الخميس ,09 شباط / فبراير

الزلزال القادم

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

رئيس الوزراء الإسباني يتراجع عن قرار الاستقالة
المغرب اليوم - رئيس الوزراء الإسباني  يتراجع عن قرار الاستقالة

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:05 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 11:44 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 5.3 ريختر يضرب شرق إندونيسيا

GMT 08:17 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

GMT 13:22 2024 الخميس ,11 إبريل / نيسان

إنتر ميلان يحدد سعر بديل مبابي

GMT 16:11 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

ميغان ماركل تطلب من امرأة عدم الوقوف بجانب هاري
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib