ليسوا طوائفولا “التعايش المشترك”
دموع الفرح بعد تسجيل السودان أول فوز لهم في كأس الأمم الأفريقية منذ عام 2012! وفاة مدرب فريق سيدات فالنسيا وأطفاله في حادث قارب بإندونيسيا كارولين ليفيت تصبح أول متحدثة باسم البيت الأبيض تعلن حملها أثناء تولي المنصب وفاة الممثلة الفرنسية الشهيرة بريجيت باردو مؤسسة أشهر منظمات الرفق بالحيوان الاتحاد الأوروبي يدعو لاحترام وحدة وسيادة جمهورية الصومال بعد إعلان إسرائيل الاعتراف بإقليم أرض الصومال ئيس الوزراء الصومالي يدين إعلان رئيس والزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعتراف بأرض الصومال كدولة مستقلة تفاقُم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة مع غرق مئات من خيام النازحين وسط اشتداد تأثير المنخفض الجوي وفاة المخرج والممثل عمر بيومي تاركاً خلفه إرثاً فنياً ممتداً في عالم السينما المصرية مجلس الأمن الدولي يعقد إجتماعاً عاجلاً لمناقشة اعتراف إسرائيل بـ "أرض الصومال" مرسيدس-بنز تدفع 102 مليون يورو لإنهاء نزاع انبعاثات الديزل في أمريكا
أخر الأخبار

ليسوا طوائف..ولا “التعايش المشترك”!

المغرب اليوم -

ليسوا طوائفولا “التعايش المشترك”

أسامة الرنتيسي
أسامة الرنتيسي

بعد أن تعافى الاعلام الرسمي من الاصرار على تسمية رؤساء الكنائس والشخصيات المسيحية، بالطوائف، وشطب إعلام الديوان عن وعي الصيغة السابقة “الملك يستقبل رؤساء الطوائف…” أو الحكومة تهنىء الطوائف المسيحية، يصر بعض الاعلاميين (للأسف) على إستخدام كلمة الطوائف، و المسيحيون في الاردن ليسوا طوائف بل أبناء عشائر غسانية صرفة، أصل جذور هذه البلاد وقراميها.

يستفزني كثيرا إستخدام مصطلحي الطوائف و”التعايش المشترك”، وناضلت كثيرا لشطبهما من قاموس الخطاب الرسمي الاردني، نجحنا بعض الشىء، لكن هناك من لا يزال يجرنا إلى الخلف.

قبل سنوات إعترضنا على إقامة فعالية في الفحيص “العيش المشترك.. الأردن انموذج”، من دون التشكيك بنقاء سريرة القائمين عليها ولا المتحدثين، وإنما الاعتراض جاء لماذا نلقي الضوء على قضية محسومة بالمطلق وبعمر مئات السنين، والاهم، لماذا تم اختيار مدينة الفحيص لاحتضان هذا العمل؟.

قلنا يومها، اذا كان اختيار الفحيص لخصوصيتها، وانها مدينة مسيحية، فهذا الاختيار ليس موفقا، لان أهلها يرفضون صبغ مدينتهم الجميلة والدافئة بصبغة دينية، فهم قبل ان يكونوا مسيحيين، هم قبائل عربية، وابناء عشائر، ينتمون لها بعمق اكثر من انتماءاتهم الطائفية.

حتى مصطلح الطوائف، فهو مرفوض في الفحيص جملة وتفصيلا، والاهم من هذا كله لا توجد مشكلة بين اهالي الفحيص والمدن والعشائر المحيطة بها، لا بل ان حجم العلاقات على سبيل المثال بين الفحيص وماحص والسلط اعمق واكثر تجذرا من العلاقات الداخلية بين عشائر المنطقة، فلماذا اذن لفت الانظار الى قضية العيش المشترك.

النبش في قضية غير موجودة، يفتح الاعين عليها، وقد تكون هذه الاعين لا ترغب بالحالة المثالية التي تعيشها المنطقة، ومن الممكن ان تتسرب افكار متطرفة لايذاء هذا النسيج الاجتماعي الرائع الذي لا يمكن ان تجد له مثيلا في اي مكان عربي آخر.

لا تحتاج الحالة الطبيعية من العيش المشترك في الاردن عموما الى كيل المدائح، لان ابراز اي طابع ديني، والدفاع عن هُويات فرعية، فيه استحضار لحالة غير موجودة، والاخطر ان فيه ضربا بهُوية المواطنة التي هي من المفترض ان تكون هُوية الاردني الاصلية.

اكتب عن الفحيص تحديدا، بحميمية الابن الذي تعمد في الصغر مرتين من دون ان يدري أن هذا طقس مسيحي أم مسلم، وعاش الطفولة كلها في حاراتها وفي منطقة “الربع” تحديدا، من دون ان يلفت نظره احد الى أن جيرانه وجاراته الجميلات يتّبعون دينا آخر، وفي مدارسها التي لم تعرف يوما ان هناك طلابا مختلفين في الديانة والانتماء، وأب لابنة ولدت في دبة العكارشة فحظيت باسم دلع “وسن عكروش”، قبل أن تكنى بأم آدم النعيمات، ورفقة اخوية مع طيف من شبابها من العشائر كلها، هم أقرب الى الروح من ابناء العمومة والخؤولة.

اكتب عن حياة عشتها ناهزت الخمسين عاما، لم اعرف فيها مكانا لمصطلح العيش المشترك، وانما للحياة المشتركة مع شبابها وصباياها، ولا اسمح لأحد بان يأتي لكيل المدائح لهذه الحياة على اعتبار انها قيمة مختلفة عن مناطق اخرى، لانها فعلا حياة مشتركة وليست عيشا مشتركا، او المصطلح الاسوأ “التعايش المشترك”.
الدايم الله….

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليسوا طوائفولا “التعايش المشترك” ليسوا طوائفولا “التعايش المشترك”



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 20:01 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين يكشف تفاصيل مكالمة مثمرة بين ترامب وبوتين
المغرب اليوم - الكرملين يكشف تفاصيل مكالمة مثمرة بين ترامب وبوتين

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 14:51 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

شادية

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 20:26 2016 السبت ,15 تشرين الأول / أكتوبر

هل التقدم في السن يمنع تعلم أشياء جديدة؟

GMT 21:44 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

العطور وتفاعلها مع الزمن

GMT 12:02 2018 الخميس ,24 أيار / مايو

"سواروفسكي" تطرح مجوهرات خاصة بشهر رمضان

GMT 06:08 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

ألماس فريدة من نوعها للمرأة الاستثنائية من "ليفيف"

GMT 16:57 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الكشف عن تفاصيل تعاقد بنشرقي مع الهلال السعودي

GMT 02:18 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

نادين نسيب نجيم تُعلن حقيقة المشاركة في مسلسل "الهيبة"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib