اقتصاد ترامب يفيد الأثرياء

اقتصاد ترامب يفيد الأثرياء

المغرب اليوم -

اقتصاد ترامب يفيد الأثرياء

بقلم - جهاد الخازن

قبل أيام اقترح دونالد ترامب إطاراً للضرائب يخفض ما تحصِّل الحكومة منها بحوالى 1.6 تريليون دولار في السنة. هو استشهد برونالد ريغان وجورج بوش الابن، لكن لم يقل إنهما خفضا الضرائب والبلاد تمر بتراجع اقتصادي هائل، وإنه يريد خفض الضرائب في فترة ازدهار اقتصادي مستمرة وغير مسبوقة (ورثها من باراك اوباما).
كل ما أكتب اليوم منقول عن عشرات المقالات والدراسات في الميديا الاميركية ودور البحث، ما يعني ان القارئ يستطيع ان يصدق المعلومات لأنها من خبراء وليست مني.
الخبراء يقولون ان مشروع ترامب للضرائب سيفيد الاثرياء مثله، بإلغاء الضريبة على الممتلكات، الا انه لن يفيد الثلث الأفقر من الأميركيين، أما فوائده للطبقة المتوسطة، وهي عماد الاقتصاد في كل بلد، فقليلة.
ترامب زعم وهو يقدم أفكاره عن الضرائب أن ملايين من اصحاب الشركات الصغيرة والمزارعين سيستفيدون منها. الا ان معلومات رسمية تُظهر ان المستفيدين سنة 2017 لم يتجاوزوا 5,500 من أصل ثلاثة ملايين شركة صغيرة ومزارع.
هناك أرقام تكاد تستعصي على التصديق، إلا انني أقول للقارئ العربي إنها ما قرأتُ لأميركيين من خبراء الضرائب. الدين القومي في الولايات المتحدة الآن بلغ حوالى 20 تريليون دولار، ومكتب الميزانية قدّر العجز في السنوات العشر المقبلة بمبلغ 10.1 تريليون دولار، اي تريليون دولار لكل سنة، وقال ان العجز في سنة 2022 سيبلغ تريليون دولار، مقابل 700 بليون دولار هذه السنة، اي السنة الاولى من إدارة دونالد ترامب.
كيف هذا؟ دونالد ترامب يريد خفض الحد الأعلى للضرائب على الشركات الكبرى من 35 في المئة الى 20 في المئة. اصحاب البلايين من نوع الأخوَين تشارلز وديفيد كوتش يناسبهم هذا، والأخوان طالبا بخفض الضرائب عبر الجناح السياسي لشركاتهما، أي جماعة «أميركيون من أجل الرفاه». أقول إنه رفاه للأثرياء على حساب الطبقة المتوسطة والفقراء الأميركيين.
ماذا قدم ترامب لهؤلاء؟ كانت الضرائب لهم على سبع درجات خفضها ترامب الى ثلاث، فيدفع الأميركي، بحسب دخله، 12 في المئة، أو 25 في المئة أو 35 في المئة ضرائب للدولة.
عندي أرقام تُظهر ان الشركات الكبرى تدفع الآن ضريبة مقدارها 35 في المئة في الولايات المتحدة وبعدها تدريجياً فرنسا وأستراليا وإسبانيا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية. إذا دفعت الشركات الاميركية الكبرى 20 في المئة من دخلها ضريبة للدولة فهي ستظل أعلى من الضرائب على الشركات في بريطانيا ثم ألمانيا وكندا وإرلندا وسويسرا.
اصحاب الشركات الاميركية الكبرى يؤيدون مشروع الضرائب الذي اقترحه دونالد ترامب. وعندهم جماعات لوبي تعمل لإقرار خطة الضرائب الجديدة بشكل يناسبهم. ولكن الطبقتين الوسطى والفقيرة لن تستفيدا كثيراً من خطة ترامب، وربما تضررتا، مع أنهما تشكلان الغالبية العظمى من الناخبين الأميركيين. هناك انتخابات نصفية في الولايات المتحدة السنة المقبلة عندما يختار الأميركيون جميع أعضاء مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ، فهل يدفع دونالد ترامب وحزبه الجمهوري ثمن إهمال هؤلاء الناخبين؟
لن أتكهن بنتائج انتخابات 2018 فليس عندي كرة بلورية، ولكن أقول إن قادة الحزب الجمهوري في مجلسي الكونغرس مشوا مع ترامب في إقرار خفض الضرائب بمبلغ لم أسمع مثله إلا أيام جورج بوش الابن، وهناك فارق واضح لأن ترامب يحاول قتل نجاحات الاقتصاد أيام باراك اوباما. هذا ليس سياسة اقتصادية بل عمى اقتصادي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اقتصاد ترامب يفيد الأثرياء اقتصاد ترامب يفيد الأثرياء



GMT 09:52 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

«لا تشكُ من جرح أنت صاحبه»!

GMT 09:48 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

أصغر من أميركا

GMT 09:44 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

ملحمة وطنية للأبطال الذين أُزهقت أرواحهم!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

شخص واحد متعدد المواصفات

نانسي عجرم بإطلالات خلابة وساحرة تعكس أسلوبها الرقيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:55 2024 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مولود برج الحمل كثير العطاء وفائق الذكاء

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 23:25 2023 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب مواصفات حاسب Lenovo المنتظر

GMT 07:06 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

"العقد" يسيطر من جديد علي عالم الموضة خلال موسم الصيف

GMT 15:52 2018 الجمعة ,14 أيلول / سبتمبر

الفنان خالد النبوي ينعي وفاة والدته عبر "فيسبوك"

GMT 21:47 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

تكرار الولادة الطبيعية هل له أضرار ؟

GMT 08:38 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

قفازات اليد الذهبية موضة رائجة في موسم شتاء 2018

GMT 09:05 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

"Moraissi Fashion" تكشف عن تشكيلة نسائية مميزة لشتاء 2018

GMT 04:01 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

أبرز مزايا ارتداء "الكارديغان" خلال موسم هذا الشتاء

GMT 02:38 2015 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

ملالا يوسفازي تعرب عن طموحها في أن تكون رئيس وزراء

GMT 14:29 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

الفنان محمد عشوب يكشف أسرارا عن الفنانة مريم فخر الدين

GMT 04:41 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

باكستاني مٌلقب بـ"البومة البشرية" يدير رأسه ليرى خلفه
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib