رام الله في قائمة «المدن المبدعة»

رام الله في قائمة «المدن المبدعة»

المغرب اليوم -

رام الله في قائمة «المدن المبدعة»

بقلم - حسن البطل

 كيف ستبدو رام الله في منتصف الألفية الثالثة؟ قبل عامين أطلقت بلديتها «خطة استراتيجية» لعام 2050، وفي أحد بنودها أن الثقافة هي العمود الرابع للتنمية المستدامة.
لم أقرأ خطة وُضعت نهاية العام 2017 لأعرف كيف ستبدو رام الله العمرانية في العام 2050، لكنها منذ صارت العاصمة الإدارية للسلطة الوطنية تغيّرت بشكل متسارع عمرانياً عما كانت عليه في العشرية الأخيرة للألفية الثانية.
تبقى السلطة على شعارها وهدفها الوطني من أن القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية المنشودة، لكن خلال ربع قرن من اعتبارها عاصمة إدارية، صارت المدينة عاصمة ثقافية. لم تعد وكالات الأنباء العالمية تتحدث عن «صحافة القدس الشرقية» التي كانت تصدر في شارع صلاح الدين، وصارت تصدر في رام الله. بقي المسرح الوطني في مكانه بالقدس، لكن معظم العروض والنشاطات صارت تجري في مسارح رام الله، بالذات قصر الثقافة الجديد، والمسرح البلدي في حلّته الجديدة، ناهيك عن صالات المعارض الفنية.
نعرف أن منظمة «اليونسكو» لديها قائمة مفتوحة بمواقع التراث الحضاري والإنساني؛ وأن للقدس العتيقة نصيبها في القائمة وليس لرام الله التي انضمت، قبل أيام قليلة، إلى قائمة «اليونسكو» لشبكة «المدن المبدعة» التي تشمل 246 مدينة عالمية.
رام الله التعددية، فكرياً ودينياً وسياسياً، تنمو فيها ثقافة: وطنية، إنسانية، تقدمية، ديمقراطية، منفتحة على الثقافات الأخرى. الموسيقى جزء من ثقافة «المدن المبدعة» العالمية، لذلك خصّها أمين عام «اليونسكو» أودري أزولاي، بالذكر في أسباب تعليله انضمام رام الله إلى شبكة المدن المبدعة العالمية، فاعتبر رئيس بلديتها المنتخب، موسى حديد، أنها إن كانت نجاحاً وإنجازاً للمدينة، فهما كذلك بالنسبة إلى فلسطين عامة.. والشعب الفلسطيني، أيضاً.
قبل سنوات قليلة، انضمت رام الله إلى قائمة «المدن الذكية»، خاصة في مركزها، حيث صارت تعمل شبكة اللاسلكي (واي فاي) للهاتف النقّال.
يتذكر «أبو إلياس» صاحب مقهى «رام الله» الشعبي، زمناً كان في المدينة خط تعمل عليه باصات قليلة، وكانت فيه شوارع المدينة خالية من عجقة السير وأزمات المرور. والآن تبدو أرصفة شوارع المدينة كأنها كاراج مزدحم، وتقاطعات الشوارع ينظم المرور فيها عدد لا حصر له من الإشارات الضوئية، ويكاد لا يخلو شارع رئيسي من محطات حديثة لوقود السيارات.
مع تضاعف عدد السيارات الخاصة، وتكسيات الركاب بنسبة 70% بين عامي 2007 و2018، وما جرّ إليه ذلك من مخاطر تلوث الجو، على الصحة العامة، كانت بلدية رام الله السبّاقة بين مدن الضفة في إقامة محطة وحيدة حتى الآن، لشحن السيارات الكهربائية، بدءاً من شحن بعض سيارات البلدية ذاتها.
إلى جانب السيارات الخاصة، تعمل سيارات التاكسي 4 + 1 وسيارات 7 + 1 على نقل الركاب داخل المدينة وضواحيها، وحتى بين المدن. لكن في خطة البلدية تسيير باصات ركاب كبيرة على بعض الخطوط، وبدأت البلدية في إقامة مظلات وقوف مرتبة تمهيداً لذلك، مع تزويدها بخارطة لشوارع المدينة وأماكنها السياحية، ومستشفياتها، وحتى مطاعمها.
حتى العام 2008 كانت شوارع قلب المدينة، ومعظم شوارعها الفرعية تبدو صلعاء ـ  قرعاء من أشجار على أرصفة الشوارع، والآن تغيّرت الحال تماماً.

مئوية حيدر عبد الشافي
في متحف ياسر عرفات، جرت احتفالية ـ استذكارية بمناسبة قرن على ولادة المرحوم حيدر عبد الشافي، الطبيب والمناضل الوطني والسياسي التقدمي، ورئيس الوفد الفلسطيني في مؤتمر مدريد، والذي قال إن اتفاق مبادئ أوسلو ينقصه بند حول وقف وإنهاء النشاط الاستيطاني، كما حاز أعلى الأصوات في الانتخابات الأولى للمجلس التشريعي الأول.
أهم ما قيل في الاحتفالية إنه رجل كان يفصل بين مصالح شعبه ووطنه وبين شعبيته الشخصية.
على الفصائل الفلسطينية، في أي انتخابات تشريعية ثالثة، أن تفصل بين مصلحة الوطن والشعب ومصالحها الفئوية.

ما الذي يقوّض «حل الدولتين» ؟
«كل النشاط الاستيطاني غير قانوني بموجب القانون الدولي، ويقوّض قابلية «حل الدولتين» للحياة، واحتمالات السلام الدائم.
هذا ورد في آخر بيان للمتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، تعقيباً على موافقة سلطات الاحتلال لبناء 2000 وحدة سكنية في «مستوطنات غير قانونية» في الضفة الغربية. هل هناك استيطان قانوني؟
من قبل صدر بيان مشابه من الاتحاد الأوروبي، أو من أمين عام الأمم المتحدة، أو حتى من منظمات السلام الإسرائيلية، ومقالات في الصحف الإسرائيلية.
نعم، لم يعترف الاتحاد الأوروبي، ولا الأمم المتحدة، ولا معظم دول العالم بما اعترفت به أميركا من ضم إسرائيل للقدس الشرقية.. لكن منذ انسحاب أميركا من «حل الدولتين» هذا، اشتد السُعار الإسرائيلي التهويدي في المصادرات الجديدة، وأيضاً لا يخلو يوم من هدم المنازل بذريعة أنها غير مرخّصة.
بدلاً من بيانات على غرار: إنهاء جميع الأنشطة الاستيطانية التي تقوّض «حل الدولتين»، على الاتحاد الأوروبي حماية ما تبقّى من هذا الحل، بالاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، كما أوصت بذلك برلمانات دول الاتحاد.
حتى الآن، تخلط بعض حكومات الاتحاد الأوروبي بين معاداة الاحتلال ومعاداة اللاسامية، وتتردد في تشريع وسم منتوجات المستوطنات؟
حسن البطل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رام الله في قائمة «المدن المبدعة» رام الله في قائمة «المدن المبدعة»



أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:05 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
المغرب اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 14:23 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
المغرب اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 15:03 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 12:05 2023 الخميس ,20 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الخميس 20 أبريل/ نيسان 2023

GMT 07:56 2018 الجمعة ,02 آذار/ مارس

أبي حقًا

GMT 21:30 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات كبيرة في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 11:15 2023 الأحد ,02 إبريل / نيسان

موديلات ساعات فاخّرة لهذا العام

GMT 15:40 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

الإعلامية المغربية مريم العوفير تطل على القناة الأولى

GMT 09:54 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أفريقيا تلهم إيلي صعب ELIE SAAB تصاميم أنيقة

GMT 19:46 2022 الأحد ,28 آب / أغسطس

ديكورات مميّزة للكوشة في حفلات الزفاف

GMT 20:29 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

"أرض الإله" في المرتبة الثانية لمبيعات "ديوان"

GMT 08:07 2020 الأربعاء ,27 أيار / مايو

وفاة أشهر كومبارس كوميدي في السينما المصرية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib