«قناة العربية» في عيدها العشرين
وفاة الفنان كاري هيرويوكي تاجاوا ساحر مورتال كومبات عن عمر 75 عاما الفيضانات والانهيارات الأرضية في إندونيسيا تودي بحياة 846 شخصاً والبحث مستمر عن 547 مفقوداً واتساب يتحول إلى ثغرة أمنية خطيرة داخل الجيش الإسرائيلي مع تسريب معلومات حساسة وتزايد التحذيرات من استغلالها من قبل الأعداء الأمن الفيدرالي الروسي يعتقل ثمانية عناصر من خلية إرهابية تروج للخلافة العالمية في باشكورتوستان زلزال بقوة 3.2 درجة على مقياس ريختر يضرب محافظة كوماموتو اليابانية رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح ميتا تبدأ حظر من هم دون سن 16 عامًا من منصاتها فى أستراليا ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني روبيو يؤكد أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات حاسمة رداً على الانتهاكات التي يتعرض لها المسيحـيون في نيجيريا ودول أخرى
أخر الأخبار

«قناة العربية» في عيدها العشرين

المغرب اليوم -

«قناة العربية» في عيدها العشرين

عبدالله بن بجاد العتيبي
بقلم : عبدالله بن بجاد العتيبي

في عيدها العشرين، احتفلت «قناة العربية» بنفسها وتاريخها ومشاهديها، احتفلت بالمنجز وتنجز في الحاضر وتطمح للمستقبل، كأي مؤسسة ناجحة وتسعى لمزيد من التميز، وهي بكل موضوعية كانت علامة فارقة في تاريخ الإعلام العربي.
خلفيات الاحتفال والاحتفاء بالعربية مهمة للمتابع، وقصة الإعلام العربي طويلة ومتشعبة، ولكن يمكن إيجاز شيء من ذلك في أن الإعلام العربي في بداياته بمصر، كان شبه رسمي مع طابع تنويري، ولكنه بعد بداية الخمسينات بدأ الإعلام العربي في مصر والشام وبقية البلدان رحلة التحول الكبير نحو الآيديولوجيات المغلقة، من قومية عربية تحت اسم «الناصرية» أو «البعثية» إلى «الشيوعية»، وقد كان للإعلام «الأصولي» المتشدد دينياً حضورٌ قبل ذلك منذ الثلاثينات مع «جماعة الإخوان المسلمين».
هناك تجارب مختلفة بين مصر والشام والعراق، ولكن حتى لا نتشعب، فقد خفت الإعلام «الأصولي» الإسلاموي مقابل انتشار الإعلام «الآيديولوجي» الشعاراتي المؤدلج بأمثلته الصارخة من «أحمد سعيد» مصر إلى «صحّاف» العراق، وكان الأصوليون مشتتين بين السجون والمنافي في الخمسينات والستينات.
في السبعينات، حدث أمران مهمان، رجعت الأصولية للظهور مجدداً على المشهد في جماعات وحركات وتنظيمات لم تلبث أن عبرت عن نفسها اجتماعياً وثقافياً وأمنياً وإعلامياً، وبدأت رحلة الإعلام «البان عرب» أو الإعلام العربي الخاص الموجه لكل العرب، بتجربة هذه الصحيفة «الشرق الأوسط» وانطلاقها من العاصمة البريطانية (لندن).
مع خفوت الإعلام القومي المؤدلج والموجه بشكل فجٍ في الثمانينات، بدأ الإعلام الأصولي يعبر عن نفسه بشتى السبل، مستفيداً من الأحداث السياسية الكبرى في العالم والمنطقة، من حرب أفغانستان لثورة الخميني لحركة «جهيمان»، ومع مطلع التسعينات، بدأ الإعلام المؤدلج بتجميع صفوفه مجدداً بعد احتلال صدام حسين للكويت، وأخذ الإعلام الأصولي يتوسع، وجاءت محطة «إم بي سي» من لندن، لتعلن عهداً جديداً لإعلام «البان عرب» بقناة خاصةٍ موجهة لكل العرب وبمواد متنوعةٍ من ضمنها الأخبار.
في منتصف التسعينات، جاءت النقطة الفاصلة، والتقى الإعلام القومي المؤدلج بالإعلام الأصولي، وتجلى ذلك في إطلاق بعض القنوات التي حملت كلا النوعين المؤدلج والأصولي في بوتقة واحدةٍ، فالتقى الخطابان على قدرٍ وإن إلى حينٍ، رافعة سقف الحرية الإعلامية من دون شكٍ، ولكن بآيديولوجيات متناقضة، ولم تلبث بهذه القنوات بحكم تطوّر الأحداث السياسية والاجتماعية أن تخلت عن الإعلام المؤدلج وانحازت بشكل شبه كامل للإعلام الأصولي.
كان الخطاب الإعلامي «تعبوياً» و«أصولياً» وصل إلى حدّ الترويج لتنظيم «القاعدة»، خطاباً وقياداتٍ ورموزاً بشكل غير مسبوقٍ، في أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) وما تلاها، والانحراف الذي مثلته خلق تياراً تفجر إعلامياً في قنواتٍ وصحف ومجلات، وتفجر إلكترونياً في مواقع ومنتديات، وكان يجب للإعلام الرصين المعتدل والتنويري أن يعود، فعادت «إم بي سي» وأطلقت «قناة العربية» في 3/3/2003.
بعد عامٍ من انطلاقتها، شكلت «قناة العربية» مصدراً خبرياً موثوقاً للنخب وللناس، وركزت على «الأخبار» وليس على «الآراء»، على زيادة معرفة المشاهد، وليس على تهييجه أو حشده ضد الأنظمة السياسية أو المجتمعات أو التيارات الفكرية غير الإسلاموية، وفي لحظة «الإرهاب» وتفجر «الأصولية» المدعومة إعلامياً بشكل مثير، كانت «العربية» داعم «الاستقرار» السياسي والاجتماعي، ومصدر «الخبر الصحيح» و«العقلانية» في التناول والتحليل.
في «حرب العراق» 2003 وتفشي «الإرهاب» سنياً وشيعياً، وحرب حزب الله اللبناني 2006 وترهات «حماس» 2008 و2009، أصرت «العربية» على خطها العقلاني بعيداً عن كل زخم المزايدات والانحيازات، وأصرت على مهنيتها ومصداقيتها، ولم تتحوّل لما يطلبه المستمعون أو المشاهدون، وتلك كانت مرحلة اشتد فيها عودها وأثبتت نفسها في معادلات الإعلام، وأن الرهان على «الخبر» وعلى «المعلومة» الصحيحة مكسبٌ يؤكد المصداقية ويعزز الثقة لدى المتلقي.
مطلع العقد الجديد، وفي 2011 ومع «الربيع الأصولي» وربيع الظلام والتخريب والدمار، كان التحدي أصعب والانحراف الإعلامي يتعزَّز في أكثر من عقدٍ ونصفٍ العقد من الزمان، حتى انفجر في تلك اللحظة وسقطت المهنية، وانتشر الكذب والتزييف والتزوير وصناعة الأخبار بشكل فجٍ، ولم تعد التغطيات معنية بالتجمّل الإعلامي، بل تحوَّلت إلى إعلام حربيٍ أصولي صريحٍ، وكان يجب على «العربية» أن تجدد دماءها، لتستمر وتواكب الأحداث ولا تنجرف خلف المنجرفين، وهكذا كان.
توسَّعت «العربية» وموقعها الإلكتروني «العربية نت»، وأخرجت «قناة الحدث» ودخلت في «السوشيال ميديا»، وسجلت أرقاماً مهمةً وغير مسبوقةٍ، وهي برسم التطوير الدائم والمراجعة المستمرة، وهي تقف على تلٍ من النجاحات اليوم في عيدها العشرين، تطمح قياداتها وموظفوها كباراً وصغاراً لمزيد من التألق والنجاح والتأثير.
تعاقب على إدارة العربية سعوديون أكفاء، في رؤيتهم وقدراتهم ونجاحاتهم، عبد الرحمن الراشد وعادل الطريفي وتركي الدخيل وممدوح المهيني، ومع رؤية «السعودية 2030»، أصبح لزاماً على «قناة العربية» مثلها مثل غيرها من وسائل الإعلام والمؤسسات الكبرى أن تواكب هذه الرؤية، وأن تسير وفق خطواتها المتسارعة نحو آفاقٍ غير مسبوقةٍ وتأثيرٍ يتجاوز ما سبق كثيراً، وأن تجد طريقها للموازنة بين «مهنيتها» و«عقلانيتها» و«خطابها»، و«الانتشار» و«التوسع» و«التأثير»، وأن تصنع معادلتها الجديدة كما كانت تصنع على الدوام.
في احتفالية «العربية» بعقدها الثاني، كان لافتاً حضور البعد الإنساني، استحضاراً لمن فقدتهم من طواقهما واحتفاء بمن دفعوا ثمناً باهظاً لإخلاصهم لمهنتهم، وما زالوا يعملون فيها، وتواصلاً بمن كانت لهم فرصٌ أخرى في أماكن مختلفة من عناصرها السابقين، وهي لفتةٌ مهمةٌ تضفي على العمل المؤسسي السريع لمسة إنسانية ومهنية ترسل رسالة للأجيال الجديدة أن المؤسسات الكبرى لا تتخلى عن أبنائها، مهما اختلفت الظروف وتباينت الفرص.
عشرون عاماً شهد الإعلام العربي مرحلةً من «العبث» الذي ورث مرحلة أطول من «الدجل»، لكن رهان «العقلانية» و«التنوير» يكسب دائماً، وحين تبرد الأحداث ويبدأ التاريخ في تسجيل حكمته يذهب المؤدلجون، وينفضح الأصوليون وتتجلَّى الحقيقة وتتراكم المعرفة، ويعرف الناس من أسهم في نشر «الخديعة» وتسويق «الوهم»، وحشد الناس خلف مشاريع دولية وإقليمية معادية للعرب دولاً ومجتمعاتٍ، ومن وقف مراهناً على مستقبل أفضل وغايات أسمى.
أخيراً، فرحلة الزيف في تشويه الوعي العربي طويلة ومتشعبة، والإعلام جزء من تلك الرحلة، ويكفي هنا من القلادة ما أحاط بالعنق.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«قناة العربية» في عيدها العشرين «قناة العربية» في عيدها العشرين



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 02:31 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

دراسة جديدة تكشف العلاقة بين الحب والسمنة
المغرب اليوم - دراسة جديدة تكشف العلاقة بين الحب والسمنة

GMT 06:16 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الذهب في المغرب اليوم الإثنين 03 نوفمبر/تشرين الثاني 2025

GMT 21:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 16:06 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 18:33 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 20:18 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

وفاة خالة الشقيقتين المغربيتين صفاء وهناء

GMT 14:36 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

الرئيس اللبناني ميشال عون يلتقي وفدًا أميركيًا

GMT 12:29 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

مجلس الحكومة يعيد تنظيم مسرح محمد الخامس

GMT 05:01 2019 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

دافنشي كان يكتب بيديه الاثنتين بكفاءة

GMT 23:51 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

رامز جلال يسخر من غادة عبد الرازق والأخيرة تتوعد له

GMT 12:50 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

22لاعبًا في لائحة فارس النخيل استعدادًا إلى مواجهة الوداد

GMT 07:54 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

ملك إسبانيا يخفض راتبه بنسبة 7.1%

GMT 04:51 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

مصر تتصدر العرب فى الحرب على الفتنة.. المصنعة!

GMT 15:08 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هيمنة المتشددين على المجتمع الطلابي في جامعة وستمنستر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib