استعادة استقرار ليبيا خطوة طارئة

استعادة استقرار ليبيا خطوة طارئة

المغرب اليوم -

استعادة استقرار ليبيا خطوة طارئة

جبريل العبيدي
بقلم : د. جبريل العبيدي

«الشعب الليبي يستحق مستقبلاً خالياً من التدخل الأجنبي، ومن الصراع والفساد، ومن الاضطرابات»، هي كلمات للنائب تيد دوتيش رئيس لجنة الشرق الأوسط في مجلس النواب، عقب موافقة مجلس النواب الأميركي على قانون يمكن الرئيس الأميركي جو بايدن من دعم الاستقرار في ليبيا.
استقرار ليبيا أصبح ضرورة ملحة إقليمياً وعالمياً، فليبيا تتربع على مساحة وموقع جغرافي في وسط شمال أفريقيا، وتعد بوابة أفريقيا، لكونها تحاط بست دول أفريقية، وعمقها ضارب في الصحراء الكبرى، بوابة أفريقيا، وتعد رأس حربة في تجمع دول الساحل والصحراء، وتمتلك ساحلاً فسيحاً وطويلاً قبالة السواحل الجنوبية لأوروبا، وجميع هذه النقاط جعلت من ليبيا حجر زاوية مهماً في استقرار المنطقة، فلا يمكن مثلاً السيطرة على الهجرة غير القانونية، من دون أن تكون ليبيا طرفاً رئيسياً في العملية، ولا يمكن التحصن من تسلل الإرهابيين إلى الجنوب الأوروبي إلا بضمان الاستقرار في ليبيا، التي لا تبعد عن سواحل أوروبا كثيراً ويمكن الوصول إليها عبر قوارب صغيرة.
هذه البلاد التي كانت تعاني ولا تزال من حالة عدم الاستقرار لمسببات كثيرة وعديدة، منها داخلي وأغلبها خارجي، منذ سقوط الدولة الليبية في فبراير (شباط) 2011 وليس فقط سقوط نظام القذافي، أصبحت مرتعاً للجماعات الإرهابية العابرة للحدود، التي لها أجندات مختلفة، وبعضها بنادق مستأجرة اتخذت من الأراضي الليبية موطأ قدم لها، بل ومكنتها جماعات الإسلام السياسي من إقامة معسكرات تدريب وتمويل بالسلاح والمال لتصدير الإرهاب في مناطق عدة من العالم.
عدم استقرار ليبيا يعدُّ مشكلاً إقليمياً وعالمياً وليس فقط محلياً، فليبيا التي أسقط حلف الأطلسي (الناتو) الدولة فيها بحجة إسقاط نظام القذافي قبل عشر سنوات، تركها الأطلسي غارقة في الفوضى، من دون أن يشارك في جمع السلاح بعد أن فتح أبواب المخازن، وترك ترسانة أسلحة اشتراها القذافي بعشرات المليارات غنيمة لمن أطلق عليهم في حينها «الثوار»، وهو مصطلح فضفاض لا يمكن التحقق من شخصية حامله، ولا حتى جنسيته، حتى إنَّ تنظيم داعش استغل هذا أيضاً.
«تحقيق الاستقرار في ليبيا» من بين الجهود الدولية، فقد وافق مجلس النواب الأميركي على مشروع قانون ينص على منح الرئيس الأميركي إمكانية معاقبة الجهات الأجنبية التي تدعم الفصائل والجماعات الإرهابية في ليبيا؛ قانون وافق عليه 386 نائباً ورفضه 35 فقط.
فالولايات المتحدة تراجعت عن القيادة في الملف الليبي بعد قيادة ضربات حلف الأطلسي التي أسقطت الدولة الليبية في انطلاقة «الربيع العربي»، وتركت الدور الأبرز للمتنافسين الأوروبيين، بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، التي لم تتفق على سياسة موحدة في ليبيا طيلة عشر سنوات، مما أدى للتشظي والانقسام في الداخل الليبي، وأضعف الحرب على الإرهاب بسبب صراع التحالفات التي كانت تلعبه الدول الأوروبية الثلاث التي اختلفت مصالحها في ليبيا، ولم تفلح ألمانيا (المحايد) في الأزمة الليبية في إيجاد أرضية تقارب بين الفرقاء، بل تمكنت تركيا وروسيا من نقل صراعهما في سوريا إلى ليبيا أيضاً.
تركيا وجدت في دعم الإسلام السياسي وجماعة «الإخوان» أقصر الطرق لحماية «مصالحها» في ليبيا، ومكنتها حكومة «الوفاق» غير الدستورية من «اتفاقية» غير قانونية لم تعتمد من البرلمان الليبي من إيجاد موطئ قدم عسكري لها، مكنها من جلب مقاتلين أجانب وقوات ومعدات عسكرية بحجة «الاتفاقية».
التوافق الدولي بين المتدخلين في الشأن الليبي سوف يدعم استقرار ليبيا الذي الآن أصبح أولوية أميركية، وأصبح هناك قانون أقره الكونغرس بأغلبية في هذا الشأن، وبالتالي أصبحنا أمام خطوات جادة ستتعقب المعارضين والمعرقلين لعملية الاستقرار في ليبيا، التي تبدأ من سحب وإخراج المقاتلين الأجانب مهما كانت مسمياتهم، سواء مرتزقة أو قوات أجنبية، لتحقيق الاستحقاق الانتخابي في 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استعادة استقرار ليبيا خطوة طارئة استعادة استقرار ليبيا خطوة طارئة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 11:51 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

فحص جديد يكشف سرطان المثانة بدقة عالية
المغرب اليوم - فحص جديد يكشف سرطان المثانة بدقة عالية

GMT 12:46 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعاون جديد بين محمد سعد وغادة عادل بعد 25 عاما
المغرب اليوم - تعاون جديد بين محمد سعد وغادة عادل بعد 25 عاما

GMT 16:54 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
المغرب اليوم - تقرير يكشف أن

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:03 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 18:18 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 01:36 2016 الجمعة ,03 حزيران / يونيو

سميرة شاهبندر المرأة التي رأت صدام حسين باكيا

GMT 03:52 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

الإعلامي ريكاردو كرم يُطلق مبادرة لدعم أطفال لبنان

GMT 15:23 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

كاف ترفض مقترح الوداد بدوري أبطال أفريقيا

GMT 07:05 2012 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

تغريم مطعم لبناني بسبب لافتة خادشة للحياء

GMT 11:31 2015 الجمعة ,27 شباط / فبراير

المُـثـقـفـون والاصـلاح الـديـنـي

GMT 00:31 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

التحقيق في شيكات أموات تتجول بالأسواق المغربية

GMT 17:12 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

راضي يؤكد أن رؤية السيسي في مكافحة الإرهاب تحظى بتقدير الغرب

GMT 18:07 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كوكب عطارد يمر أمام الشمس في ظاهرة فلكية نادرة

GMT 03:06 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

إليزابيث هيرلي تظهر بإطلالة جذَّابة

GMT 19:21 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

موعد طرح فيلم شاروخان الجديد "زيرو" في دور العرض المصرية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib