ضد مجهول

ضد مجهول

المغرب اليوم -

ضد مجهول

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

سألت موظف المكتبة إذا ما كانت قد وصلت إليه نسخة من كتاب الطاهر بن جلّون عن قصة الكاتب الفرنسي جان جينه ومحمد شكري خلال إقامة الأول في طنجة. بعد بحث على الكومبيوتر أمامه أجاب بأن الكتاب لم يصل بعد، ولكن لديه نسخة واحدة من مؤلفات محمد شكري هي «ضد مقتول». بدا العنوان فوراً غريباً عن محمد شكري الذي أعرف، وعن مؤلفاته، وعن طريقة كتابته للعناوين. ومع ذلك قلت في نفسي ربما كان «الضد مقتول» هذا، مؤلفاً لم أسمع به من قبل. وسلمّني الموظف الكتاب، فتأملت غلافه فإذا به رسم لدماء تسيل فوق جثة راكعة على الأرض. فقلت في نفسي يستحيل أن يكون محمد شكري صاحب هذا الكتاب هو نفس محمد شكري أحد أساطير طنجة الأدبية في القرن الماضي، ومع ذلك توكلت واشتريت.
في المنزل، وقبل الشروع بالقراءة، رحت أدقق من جديد في الغلاف ووجدت أن المؤلف هو حقاً محمد شكري، وأن الناشر هو «دار اكتب»، وأن المصنف هو رواية، وأن عنوان دار النشر هو 10 شارع عبد الهادي الطحّان، المتفرع من الشارع الشيخ منصور، المرج الغربية، القاهرة.
بدأت بقراءة «الضد مقتول» هذه فإذا محمد شكري يهدي الكتاب إلى والده ووالدته، في حين أن محمد شكري الذي أعرفه كتب الكثير في تصوير والده على أنه كان متوحش العلاقة مع أمه. ما علينا، اقرأ يا ولد، فلا بد أن تعثر على صاحب «الخبز الحافي» في مكان ما، ما دام اسمه على صدر الغلاف. غير أن الخيبات تتابعت، فالنص مكتوب بالعامية المصرية، ويصوّر عالماً لا علاقة له على الإطلاق بعالم محمد شكري الذي صوّره بدقة درامية متفردة عن مهرّبي تطوان وفقراء سباسب السجائر في مقابر طنجة. وبما أنني لا أقرأ في العادة كتباً من نوع «ضد مقتول» أو معه، فقد اكتفيت من الرواية المذكورة ببضعة اسطر تأكد لي منها أن الناشر والكاتب لم يُظهرا أي احترام لعقلي على الإطلاق. فمحمد شكري الذي أعرفه، ويعرفه ألوف القرّاء والأدباء، كان يستحق على الأقل إشارة صغيرة إلى كونه غير هذا الأستاذ. وذلك مثلاً، بأن يضيف اسم أبيه، بذلك يضع اسمه الثلاثي. وهكذا يكون قد احترم عقول الجميع ولم يبدُ شراء الكتاب مثلاً فخاً غير لائق استُخدم فيه اسم شكري المغربي، وأُلصق على محمد شكري غير مغربي.
يكفي أن يكون صاحب الرقم حقيقياً. وفي عام 2010 ، اتصل العديد من المشاهير نمتلك في حاجة ماسة إلى قطاع جدارة والامتياز التجاري. خطأ من الخطأ أن محمد شكري الأصيل قد غاب منذ سنوات. المتنبي منذ ألف عام لا يعني أن في المتنبي المتنبي. وتكون جامعًا في الأسماء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضد مجهول ضد مجهول



GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

GMT 02:12 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

من مونيكا إلى ستورمي

GMT 02:08 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي يتحدى إيمانويل كانط

GMT 02:04 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

زوجة واحدة لا تكفي!

GMT 02:01 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

تدليل أمريكي جديد لإسرائيل
المغرب اليوم - جراحون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي

GMT 11:44 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 5.3 ريختر يضرب شرق إندونيسيا

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:42 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

الأولمبياد أولى أزمات ريال مدريد مع مبابي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib