مفكرة القرية كنّاس الطبيعة
براءة فرانشيسكو أتشيربي من الاتهامات التى وجهت إليه بارتكابه إساءات عنصرية إلى خوان جيسوس مدافع نابولي وفاة الإعلامية والسيناريست المغربية فاطمة الوكيلي في مدينة الدار البيضاء بعد صراع طويل مع المرض إحباط محاولة لاغتيال الرئيس الفنزويلي خلال تجمع حاشد في وسط كراكاس وزارة الدفاع الروسية تُعلن إحباط محاولة أوكرانية لتنفيذ هجوم إرهابي في بيلجورود قوات الاحتلال الإسرائيلي تشن حملة اعتقالات وتقتحم مدينة نابلس ومخيم عسكر في الضفة الغربية وزارة الصحة الفلسطينية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 32 ألفا و333 قتيلاً منذ بدء الحرب زلزال يضرب الأراضي الفلسطينية شعر به سكان الضفة الغربية الاحتلال الإسرائيلي يقصف محيط مستشفى الشفاء بغزة وسط إطلاق نار كثيف من آلياته مقتل ثلاثة أشخاص وتعرض أكثر من 1000 منزل للتدمير جراء زلزال عنيف ضرب بابوا غينيا الجديدة أمس الأحد المدرب الروسي ياروسلاف سودريتسوف عائلته في عداد المفقودين في هجوم "كروكوس"
أخر الأخبار

مفكرة القرية: كنّاس الطبيعة

المغرب اليوم -

مفكرة القرية كنّاس الطبيعة

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

ها هو يطل. لا يخطئ في مواعيده. يكشف عن نفسه قليلاً قليلاً. تتساقط ورقة صفراء ذابلة، وتلحق بها أخرى. ثم تتعرى أشجار البلوط دفعة واحدة. وتهر أوراق العرائش فتحملها الريح، أو تدفعها دفعاً نحو جدران الجلول، حيث تتجمع كومات بائسة تخاف أن تنقلها الرياح إلى أمكنة بعيدة، «كنّاس الطبيعة». هكذا يسمي الفلاحون شهر أكتوبر (تشرين الأول). وبعد قليل، سوف تتحول الريح إلى عواصف، والعواصف إلى زوابع، وتتكاثر السحب الآتية من وراء الجبال، ويملأ الضباب البارد رثاث الأودية، ويبقى الصنوبر وحده شامخاً بخضرته يردد التعاويذ في صوت عالٍ، ومن دون توقف.
يكرر ذلك في هدير عميق كي لا يصيبه ما أصاب شجر الحور من شحوب ووهن. وما بين هدير الصنوبر وحفيف الحور، تختلط الأصوات الخائفة، وتُصاب البلابل بالجزع، وتستعد الطيور للسفر، مودَّعةً صيفها الجميل.
كان اللورد بايرون يسخر من قصائد وودثورنز في الطبيعة. لماذا؟ لأن بيرون الكبير شاعر الحواس والحسيات والمدن، ولا يعرف شيئاً عن جمالات الطبيعة. أحبّ المدن والبندقية. والقرى لا تحب الشعراء الكبار في أي حال. تفضّل عليهم شعراءها البسطاء وقوّالي الزجل. وتأخذ منهم الحِكَم والأمثال، تاركةً لأهل المدن فلسفات شكسبير وخيباته بالبشر، وحذره المرضي من ضعف النفس البشرية.
في قلب هذا المشهد؛ صنوبر صلب، وحور متساقط، وهمس الصمت، وعواء الريح، وذعر الطيور، وانكسار البلوط الحزين، يعلن تشرين حسم الفصول، كأنه ملاكم أسقط خصمه بضربة واحدة. ومع إعلانه الصريح، يبدأ البرد قليلاً، ونسمع صوت المطر يهطل على التلال، مؤذناً بهطوله القريب هنا، وتنشط النسوة في نقل الحبوب إلى الداخل، مؤونة الشتاء، حيث تأوي إلى الداخل كل أشياء الحياة.
وتوضب أمي، على ضوء القنديل، فوق الرفوف الصغيرة التي سوف تقرأ لنا منها هذا الشتاء، وصوتها جميل إذا حكت أو إذا غنّت. وأحياناً تبكي وهي تغني، فأسألها لماذا تبكي وهي تغني؟ فتغمرني، ونبكي معاً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفكرة القرية كنّاس الطبيعة مفكرة القرية كنّاس الطبيعة



GMT 10:18 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

مستعربون مستعربات: فريا ستارك

GMT 10:15 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

(صلة رحم).. فتيل لا يزال مشتعلا!!

GMT 10:07 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

ضمير جوتيريش!

GMT 10:02 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

«الصحوة» والقضية الفلسطينية

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

القضية بين العنتريات والاستراتيجية

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

عمّان - المغرب اليوم

GMT 21:52 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

أفكار مختلفة لأطقم ربيعية تناسب المحجبات
المغرب اليوم - أفكار مختلفة لأطقم ربيعية تناسب المحجبات

GMT 06:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

توقعات الأبراج اليوم الأحد 14 يناير/ كانون الثاني 2024

GMT 10:53 2024 الجمعة ,23 شباط / فبراير

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 23 فبراير / شباط 2024

GMT 09:56 2024 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

توقعات الأبراج اليوم الخميس 18 يناير/ كانون الثاني 2024

GMT 08:26 2023 الخميس ,04 أيار / مايو

شركة تويوتا تكشف عن بوس الرياضية الجديدة

GMT 05:05 2023 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

سعر الذهب في المغرب اليوم الأحد 31 ديسمبر/ كانون الأول 2023

GMT 10:08 2023 الخميس ,21 أيلول / سبتمبر

توقعات الأبراج اليوم الخميس 21 سبتمبر/أيلول 2023
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib