عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»
قتيلتان فلسطينيتان برصاص الجيش الإسرائيلي وقصف مدفعي وجوي على غزة هزة أرضية بقوة 3.9 درجات تضرب مدينة اللاذقية على الساحل السوري دون تسجيل أضرار محكمة الاستئناف في تونس تؤيد سجن النائبة عبير موسي رئيسة الحزب الحر الدستوري عامين وفاة تاتيانا شلوسبرغ حفيدة الرئيس الأميركي جون إف كينيدي عن عمر 35 عامًا بعد معاناة مع سرطان الدم إرتفاع عدد الشهداء الصحفيين الفلسطينيين إلى 275 منذ بدء العدوان على قطاع غزة إسبانيا تمنح شركة إيرباص إستثناءً لاستخدام التكنولوجيا الإسرائيلية رغم حظر السلاح بسبب حرب غزة الجيش الصومالي يقضي على أوكار حركة الشباب في شبيلي السفلى ويستعيد مواقع إستراتيجية إحتجاجات حاشدة في الصومال رفضاً لاعتراف إسرائيل بصومالي لاند وتصعيد دبلوماسي في مجلس الأمن البرلمان الإيطالي يقر موازنة 2026 ويمنح الضوء الأخضر النهائي لخطة خفض العجز هزة أرضية بلغت قوتها 4.2 درجة على مقياس ريختر تقع عرض البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل السورية
أخر الأخبار

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

المغرب اليوم -

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

ارتدى رئيس مهرجان وهران السينمائى عبد القادر جريو (الكوفية) الفلسطينية، ألقى كلمة الافتتاح ووجه التحية للشعبين الفلسطينى واللبنانى، ولم يلغ مثلًا الفرقة الموسيقية ولا الغناء وقبلهما السجادة الحمراء، لم يشعرنا أننا نقوم بفعل شائن، عندما نحضر مهرجانًا سينمائيًا أو غنائيًا فهذا لا يعنى أننا نسينا أو تناسينا، أو كما يحلو للبعض أن يردد (وطى شوية صوت الراديو حتى لا يسمعك الجيران) كان ينبغى أن يقام مهرجان (وهران) للسينما العربية فى موعده، عدد من الأصوات فى عالمنا العربى، ومنذ العام الماضى كان يعلو صوتهم بالرفض.

ولهذا أطفأنا العديد من المصابيح التى هى المعادل الموضوعى للمهرجانات، فى مهرجان وهران تم تكريم نجمين كبيرين، المخرج اليونانى (كوستا جافراس) 91 عامًا وزوجته المنتجة التى تصغره بسنوات قليلة (ميشيل راى) ومن الجزائر محمد الأخضر حامينا 94 عامًا المخرج العربى الوحيد الحاصل على سعفة (كان) الذهبية، والنجم المصرى محمود حميدة الذى أتم قبل أشهر قليلة السبعين ولا يزال فى الملعب محافظًا على لياقته الإبداعية وحصلوا جميعًا على جائزة (المهر الذهبى التذكارية) عن حصيلة مشوار العمر.

بعد ٧ أكتوبر، بداية من مهرجان (الموسيقى العربية)، ثم (القاهرة السينمائى)، وفى تونس (قرطاج) وفى الجزائر (عنابة) وغيرها، توقفت تقريبًا كل المهرجانات، أفلت مهرجان (الجونة) من هذا القرار، لأنه يتمتع بمرونة فى الحركة، وبالتالى حرية اتخاذ القرار، حيث إنه لا يحصل على دعم مادى من الدولة، ولا أتصور مثلًا أن حسين فهمى، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى، كان مقتنعًا بقرار إلغاء المهرجان الدورة الماضية، ولكن كان لزامًا عليه أن يلتزم برأى الدولة.

قرر الأخوان ساويرس (نجيب وسميح) ومعهما الرئيس التنفيذى للمهرجان عمرو منسى إقامة الدورة بعد تأجيلها أكثر من مرة، إلا أنهم أيضًا وضعوا العديد من الممنوعات والمحاذير.

يومها طلبت أن نتذكر فقط ما الذى فعلته أم كلثوم بعد هزيمة 67، عندما جابت المحافظات المصرية، ثم الدول العربية وانتقلت إلى فرنسا وغنت الكثير من رصيدها العاطفى ووجهت الحصيلة للمجهود الحربى، وهو نفس ما فعله أيضًا عبدالحليم.

السلطة السياسية ممثلة فى الرئيس جمال عبدالناصر أعطت توجيهاتها للإذاعة المصرية وكانت وقتها فى عز قوتها وسطوتها أن تقدم للجمهور الضحك لمجرد الضحك، وهكذا استمع المصريون فى رمضان بعد الهزيمة بأشهر قليلة إلى مسلسل (شنبو فى المصيدة) بطولة شويكار وفؤاد المهندس ويوسف وهبى، وغنوا فى المقدمة (شنبو يا شنبو/ والله ووقعت يا شنبو) على طريقة (البارودى) الساخرة التى تعنى الوجه الآخر.

الأصل أنها أغنية وطنية (بلدى يا بلدى، بلد الأحرار يا بلدى)، كلمات مرسى جميل عزيز وتلحين كمال الطويل، كتب عليها الشاعر فتحى قورة الكلمات الساخرة بنفس لحن الطويل الذى أشرف بنفسه على تسجيل الأغنية بأصوات فؤاد وشويكار ويوسف بك وهبى، ولم نر اعتراضًا من أحد، رغم أن الهزيمة كانت أعمق جرح عاشته مصر والعرب، أدرك عبدالناصر أن المطلوب هو ألا نستغرق أو بالأحرى نستسلم للأحزان.

حكى لى الإذاعى الكبير أحمد سعيد أنه بمجرد أن حل يوم 9 يونيو وباتت الهزيمة معلنة فى كل أنحاء العالم، كانت تقريبًا كل القيادات فى مبنى ماسبيرو ترى أن تنضم كل موجات الإذاعة والتليفزيون ولا تقدم عبر موجاتها سوى القرآن الكريم.

أصغر عضو فى تلك اللجنة الإذاعية نادية توفيق المتخصصة فى البرامج الغنائية والموسيقية، قالت لهم إن الموسيقار محمد فوزى سجل قبل رحيله بأشهر قليلة بصوته أغنية (بلدى أحببتك يا بلدى)، وكلها حب فى الوطن بلا دموع أو آهات وصارت هى الأغنية المعتمدة قبل أن يقدم بليغ حمدى والأبنودى وعبدالحليم (عدى النهار).

فى هذا العام كان عدد من الأصوات مع اختلاف أهدافها كانت ترى أن الصمت هو الحل، وعلينا أن نعلنها صراحة لا وقت للسينما بينما الدماء العربية تنزف فى غزة وجنوب لبنان، ليس أمامنا سوى إقامة سرادق عزاء ثم انتصر صوت العقل، السينما أحد أسلحة المقاومة، وفى غزة لم تتوقف الكاميرا عن رصد ما يجرى وأقيم مهرجان فى (غزة) ليوثق الوحشية الإسرائيلية، المقاومة أيضًا بالكاميرا.

فى العام الماضى كنت أحد الأصوات القليلة بل النادرة التى رفضت أن نتشح جميعًا باللون الأسود ونطفئ كل الأنوار، وسلمنا أنفسنا للحزن باعتباره سلاح المقاومة الوحيد.

مهرجان وهران يعود بعد توقف دام ست سنوات للساحة العربية وهو متخصص فى السينما العربية، السؤال: هل نحتفى فى الشارع العربى بالسينما العربية؟ المهرجانات العربية تمنح لها مساحات مثل (وهران) فى الجزائر، (أبو ظبى) و(دبى) فى دولة الإمارات العربية، التى ظلت طوال سنوات إقامتها تضع السينما العربية فى مقدمة المشهد، و(العين) الذى يولى اهتمامه بالدرجة الأولى بالسينما الإماراتية أولًا إلا أنه لا يغفل أبدًا توجهه العربى.

(قرطاج) بتونس مهرجان عربى إفريقى، (القاهرة) يقيم مسابقة عربية (آفاق) بجوائز خاصة ومتنوعة و(الجونة) و(جدة) وغيرها تمنح السينما العربية مساحات معتبرة من الجوائز، ورغم ذلك لا تزال السينما العربية تعيش فى مأزق، وتواجدها أو حتى اقتناصها للجوائز فى المهرجانات الكبرى لا يعبر عما تستحقه حقيقة من قيمة، من الممكن مثلًا أن تقارن السينما الإيرانية بالسينما العربية لتكتشف أن إيران نالت عددًا أكبر من الجوائز فى المهرجانات الكبرى بالقياس بكل دول العالم العربى.

إلا أننا بعيدًا عن المهرجانات، لن نجد حضورًا واضحًا للسينما العربية فى الشارع العربى، إلا فى القليل النادر، حيث تُعرض أحيانًا أفلام مصرية أو لبنانية بدول الخليج العربى، بينما نلاحظ خفوت هذا الحضور فى أغلب البلدان العربية.

السينما العراقية مثلًا نادرًا ما نجدها فى دور العرض، رغم أنها واحدة من أعرق السينمات الراسخة عربيًا، كان للعراق مؤسسة سينمائية لها بعدها القومى، وليس فقط الوطنى، وأنتجت لأكثر من سينمائى عربى بحجم صلاح أبوسيف (القادسية)، وتوفيق صالح (الليالى الطويلة) وغيرهما، تقلص كل شىء مع الزمن وندرت السينما التى تدعمها الدولة، خاصة بعد أن واجه العراق العديد من المعضلات الأمنية والسياسية والاقتصادية، إلا أن السينمائى عادة لديه أسلحة للبقاء، وفيلم (شارع حيفا) للكاتب والمخرج مهند حيال الذى يعرض هذا العام فى وهران ضمن أفلام عراقية أخرى، حيث إن هذا العام مخصص للسينما العراقية- دليل موثق على ذلك، ونكمل غدًا رحلتنا من (وهران)!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة» عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»



GMT 00:42 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

الخطاب وإرادة الإصلاح (3)

GMT 00:36 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

مفكرة السنة الفارطة

GMT 00:32 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

هل هناك صندوق أسود للتاريخ؟

GMT 00:29 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو أمامَ محكمة الرُّبع الأول

GMT 00:26 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

«بيت من الديناميت» ووهم الأمن الأميركي

GMT 00:23 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

مسلة فرعونية مقابل ساعة ميكانيكية!

GMT 00:20 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت باردو.. «وخلق الله المرأة»!

GMT 00:17 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

صُباع الزمّار في لندن

النجمات يتألقن بلمسة الفرو في الشتاء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:07 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026
المغرب اليوم - رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 08:10 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026
المغرب اليوم - نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026

GMT 23:07 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو
المغرب اليوم - زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو

GMT 17:55 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يحذر من عرقلة المساعدات الإنسانية إلى غزة
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يحذر من عرقلة المساعدات الإنسانية إلى غزة

GMT 13:13 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

الثوم يعزز المناعة ويخفف أعراض الزكام
المغرب اليوم - الثوم يعزز المناعة ويخفف أعراض الزكام

GMT 18:54 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مغربية تجوب قلب أفريقيا بالدراجة الهوائية في أخطر مغامرة
المغرب اليوم - مغربية تجوب قلب أفريقيا بالدراجة الهوائية في أخطر مغامرة

GMT 14:12 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

تظاهرات الطلاب في إيران تمتد إلى 10 جامعات على الأقل
المغرب اليوم - تظاهرات الطلاب في إيران تمتد إلى 10 جامعات على الأقل

GMT 19:02 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 07:57 2019 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

احتفال رسمي بمناسبة عودة أول رائد فضاء إماراتي

GMT 03:00 2019 الأحد ,03 شباط / فبراير

جهاز مبتكر يُجفّف فرو الكلاب في 10 دقائق فقط

GMT 19:24 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل "عودة الروح" يعود من جديد يوميًّا على "ماسبيرو زمان"

GMT 09:03 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود لموسم دراما رمضان 2025 عقب غياب ثلاث سنوات

GMT 06:36 2021 الخميس ,16 كانون الأول / ديسمبر

الحلقة المفقودة في مواجهة «كورونا» ومتحوراته

GMT 13:15 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مؤلف كتاب "الحفار المصري الصغير" يكشف موعدا هاما

GMT 04:25 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فيروس "كورونا" يُحبط أوَّل لقاء بين سواريز ضد برشلونة

GMT 17:11 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib