«إن كنت أقدر أحب تانى أحبك أنت»

«إن كنت أقدر أحب تانى.. أحبك أنت»

المغرب اليوم -

«إن كنت أقدر أحب تانى أحبك أنت»

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

فجر الغد سيعيش عشاق الطرب على موجات محطة الأغانى حالة من النشوة الاستثنائية على مدى 24 ساعة، احتفالًا بذكرى عمى الشاعر الغنائى الكبير مأمون الشناوى، الخريطة فى هذا اليوم تم إعدادها لنستمع إلى عشرات من أغانيه بأصوات كل المطربين والمطربات.

اقتربت منه وأنا دون العشرين، وامتدت صداقتى به عشرين عامًا، منذ أن بدأت خطواتى الأولى فى مجلة «روز اليوسف» وأنا لاأزال طالبًا بالسنة الأولى بكلية الإعلام.. ظل «مأمون الشناوى» هو مصدرى الصحفى الوحيد، عدة شهور!!. درست الصحافة وتعلمت المهنة من أساتذة كبار، كان أهم درس تعلمته من «مأمون الشناوى» أن أكتب دائمًا شيئًا خاصًا بى، ليس مهمًا أن يكون هو الأجمل، فقط أكتب وكأنى أرسم ملامحى ومشاعرى على الورق!!.

يومًا سألت عمى «مأمون»: ما أحب أغانيك إليك؟.. ما هى الأغنية التى تشعر بأن بها الاكتمال الفنى؟، أجابنى «ولا واحدة.. لو كتبتها لتوقفت فورًا عن الكتابة».. ورغم ذلك، وربما بسبب ذلك، استمر عطاء «مأمون الشناوى» فى مجال الأغنية أكثر من نصف قرن، يشعر فى أعماقه بأنه لايزال ينشد الكمال، أغانيه خرجت من قلبه لتسكن قلوبنا ولا تزال!!. أحب «بنت الجيران» وكتب لها أغنياته الأولى واتفق مع الملحن والمطرب «محمد صادق» أن يغنى هذه الأشعار لتبثها الإذاعة المصرية الوليدة عام 1934 وتصبح هذه الأغنيات رسائل غرام علنية موجهة لبنت الجيران.. وتفهم الرسالة وتصبح بنت الجيران هى زوجته السيدة فاطمة محجوب، وبعدها بسنوات قليلة، وتحديدًا عام 1939 يستمع إلى هذه الأغنيات الموسيقار «محمد عبد الوهاب»، ويتصل به ويقدم له موسيقى كان قد كتب عليها كلمات تقول «بامية على ملوخية.. ملوخية على بامية»، وأراد «عبد الوهاب» من «مأمون الشناوى» أن يكتب على الموسيقى كلمات، ولم يكن هذا الأسلوب شائعًا فى تلك السنوات، ولكن «مأمون الشناوى» كتب بدلًا من البامية والملوخية:

أنت وعزولى وزمانى ..حرام عليك دبلت زهور الأمانى..ما بين إيديك تجرحنى ليه.. وأنا كلى جراح

وبدأ مشوار الاحتراف الغنائى، بالإضافة إلى عمله الصحفى، وتعددت لقاءاته مع «محمد عبد الوهاب»، وفى فى واحد من اللقاءات المبكرة - مطلع الأربعينيات - يكتب «إنسى الدنيا» وهى تحمل هذه الصورة الشاعرية:

مين الهنا يبقى قصاده ..وتشغله عنه همومه .. يا عاشق الليل لسواده .. فايت لمين.. عشق نجومه

«مأمون الشناوى» دخل تاريخ الأغنية «بالربيع» التى قال عنها الشاعر «بشارة الخورى» «الأخطل الصغير» إنها من أبدع الأغنيات شعرًا.. لم يتوقف فيها «مأمون الشناوى» عند حدود الأغنية الوصفية، لكنه مزج تغير فصول العام الأربعة مع تغير مشاعر الحب، وتبدلها من صيف وخريف وشتاء وربيع.. ولهذا يطلقون على أغنية «الربيع» فى سوريا ولبنان أغنية «الفصول الأربعة»:

من يوم ما فاتنى وراح ..شدو البلابل نواح والورد لون الجراح

عندما تستمع إلى أغنية «حبيب العمر» بصوت «فريد الأطرش» تتعامل معها على الفور باعتبارها أغنية عاطفية، بل ومغرقة فى عاطفيتها:

حبيب العمر ..حبيتك.. وأخلصت فى هواك عمرى ..لا يوم خنتك.. ولا نسيتك .. ولا ف يوم غبت عن فكرى ..فتحت عينيه من صغرى .. على حبك.. وكان أملى.. سقيتنى كاس هواك بدرى ..أسر فكرى.. وإحساسى

تأمل هذه الكلمات مرة أخرى سوف تجدها وطنية.. بل ومغرقة فى وطنيتها.. فحبيب العمر هو «الوطن»، هكذا كتبها «مأمون الشناوى» عن الوطن الحبيب.. ولكن السياق الدرامى للفيلم الذى حمل نفس الاسم ولعب بطولته «فريد الأطرش» جعلنا نستقبلها فقط كواحدة من أشهر أغنيات «فريد» المغرقة فى إحساسها العاطفى!!.

هذه الكلمات هى محاولة لكتابة مقدمة عما أريد أن أحكيه لكم عن عمى وصديقى «حبيبى» مأمون الشناوى: سنين ومرت زى الثوانى فى حبك أنت وإن كنت أقدر أحب تانى أحبك.. أنت!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«إن كنت أقدر أحب تانى أحبك أنت» «إن كنت أقدر أحب تانى أحبك أنت»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 17:03 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

تصعيد متبادل بين واشنطن وكراكاس ومادورو يسخر من تهديدات ترمب
المغرب اليوم - تصعيد متبادل بين واشنطن وكراكاس ومادورو يسخر من تهديدات ترمب

GMT 04:16 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بوتين يعلق على الانتهاكات الإسرائيلية في سوريا
المغرب اليوم - بوتين يعلق على الانتهاكات الإسرائيلية في سوريا

GMT 12:33 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

ترمب يعلن احتجاز ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 18:01 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 22:57 2021 الأربعاء ,02 حزيران / يونيو

هزة ارضية تضرب البناية الجديدة الابتدائية في طنجة

GMT 01:36 2015 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

فريق مصر المقاصة سيكون مفاجأة عقب نهاية الموسم

GMT 07:52 2016 الأحد ,06 آذار/ مارس

فياريال يخسر أمام لاس بالماس بهدف نظيف

GMT 06:29 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

منفذة هجوم كاليفورنيا تعلمت في مدرسة دينية باكستانية

GMT 04:42 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مواصفات السيارة "مازدا 3" الـ"هاتشباك" و"الـ"سيدان"

GMT 18:04 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

عقوبات صارمة في حق "نهضة بركان" و"مولودية وجدة"

GMT 09:51 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

كريستالينا جورجيفا تتوقع تباطؤ النمو الاقتصادي في 2019
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib