اختبار صلاح منتصر

اختبار صلاح منتصر!

المغرب اليوم -

اختبار صلاح منتصر

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

سافرت مع الأستاذ صلاح منتصر داخل مصر وخارجها، فوجدته كريمًا على عكس ما يُقال عن حرص الدمياطى، ثم وجدته يعيش الصحافة ٢٤ ساعة فى اليوم!.سافرت معه إلى تونس فرأيت معه فيها ما لم يتيسر لى فى مرات سابقة، وشربت معه فنجانًا من الشاى على مقهى فى شارع الحبيب بورقيبة الذى يقارب شارع الشانزليزيه فى باريس، وروى لى فى ذلك اليوم حكايات وحكايات من سيرته ومسيرته فى الحياة وفى المهنة.. وكان قد نشر جانبًا من السيرة والمسيرة فى عموده بالأهرام، وأظن أن ما نشره كان ممتعًا بقدر ما كان مفيدًا لقارئ الصحيفة!.

وسافرت معه إلى دبى يوم أن ذهب يتسلم جائزة الصحافة العربية، وكان فرحًا بها كما يفرح الطفل إذا وجد لعبته المفضلة بين يديه!.. ورأيته هناك يتنقل بين أرجاء المكان باحثًا عن فكرة جديدة، ومسارعًا كعادته إلى تدوينها فى مفكرة صغيرة كان يحملها فى جيبه ولا تفارقه!.. وهى عادة لازمت عددًا من الكبار فى الصحافة، وكان فى المقدمة منهم الكبيران محمد التابعى ومكرم محمد أحمد!.

وفى الإسكندرية جلسنا على مقهى فى محطة الرمل، وهناك راح يروى ما كان قد فاته أن يرويه على مقهى شارع الحبيب!.

وكان فى المرات الثلاث يمارس العمل الصحفى بشغف لم يكن يتخلى عنه مهما كان حجم ما حققه فى مهنته، وقد كان يفعل ذلك عن تصور كان يعتقده ويراه بالنسبة له ككاتب يومى، وبالنسبة لكل كاتب يطالعه القارئ فى كل صباح!.

كان تصوره يقوم على أساس فكرة واضحة للغاية لديه، وكانت هذه الفكرة أن الكاتب فى مثل حالته يشبه الطالب الذى يذهب إلى اختبار يحدد مستواه فى مدرسته أو فى جامعته.. ولكن هناك فارقًا يظل هو الأهم بين اختبار الطالب واختبار الكاتب.. هذا الفارق هو أن الطالب إذا كان عليه أن يدخل اختبارًا كل سنة، فكاتب العمود الصحفى يدخل ٣٦٥ اختبارًا فى السنة، وليس أمامه سوى أن يجتازها جميعًا وبامتياز!.

عاش صلاح منتصر من أجل الصحافة، ومات وهو يتشبث بها إلى آخر لحظة، وعندما تكلم مؤخرًا عن تفكيره فى اعتزالها كان يعرف أنه يغالب فى نفسه ما لا يستطيع أن يغلبه.. وكيف يغلب الرغبة ليس فقط فى دخول الاختبار اليومى، ولكن أيضًا فى التفوق فيه؟!.. كان يدرك أنه يكتب فى نفس مكان البديع أنيس منصور على الصفحة الأخيرة من الأهرام، وكان يشعر بأن الكتابة فى هذا المكان يجب ألا تكون كأى كتابة، وهذا ما عاش يرحمه الله يفعله بإصرار، ثم يحاول من جديد مع كل نهار!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اختبار صلاح منتصر اختبار صلاح منتصر



GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

GMT 02:12 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

من مونيكا إلى ستورمي

GMT 02:08 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي يتحدى إيمانويل كانط

GMT 02:04 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

زوجة واحدة لا تكفي!

GMT 02:01 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

تدليل أمريكي جديد لإسرائيل

GMT 18:42 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

الأميرة للا مريم تترأس اجتماعا بالرباط
المغرب اليوم - الأميرة للا مريم تترأس اجتماعا بالرباط
المغرب اليوم - جراحون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 17:53 2024 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

محمد صلاح يضيف لرصيده 3 أرقام قياسية جديدة

GMT 13:50 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 21:44 2021 الأحد ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أشهر الوجهات السياحية المشمسة في الشتاء

GMT 00:48 2021 الإثنين ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إسبانيول يفاجئ ريال مدريد بخسارة مؤلمة

GMT 00:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة "قناة رقمية" تثير تساؤلات في جامعة أكادير

GMT 21:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 22:47 2012 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

إشتقت إلى الرقص الشرقي وسعيدة بـ"30 فبراير"

GMT 11:34 2024 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

بايرن ميونخ يرفض رحيل توماس توخيل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib