عن العالم ومعركة الأمن الغذائي
قتيلتان فلسطينيتان برصاص الجيش الإسرائيلي وقصف مدفعي وجوي على غزة هزة أرضية بقوة 3.9 درجات تضرب مدينة اللاذقية على الساحل السوري دون تسجيل أضرار محكمة الاستئناف في تونس تؤيد سجن النائبة عبير موسي رئيسة الحزب الحر الدستوري عامين وفاة تاتيانا شلوسبرغ حفيدة الرئيس الأميركي جون إف كينيدي عن عمر 35 عامًا بعد معاناة مع سرطان الدم إرتفاع عدد الشهداء الصحفيين الفلسطينيين إلى 275 منذ بدء العدوان على قطاع غزة إسبانيا تمنح شركة إيرباص إستثناءً لاستخدام التكنولوجيا الإسرائيلية رغم حظر السلاح بسبب حرب غزة الجيش الصومالي يقضي على أوكار حركة الشباب في شبيلي السفلى ويستعيد مواقع إستراتيجية إحتجاجات حاشدة في الصومال رفضاً لاعتراف إسرائيل بصومالي لاند وتصعيد دبلوماسي في مجلس الأمن البرلمان الإيطالي يقر موازنة 2026 ويمنح الضوء الأخضر النهائي لخطة خفض العجز هزة أرضية بلغت قوتها 4.2 درجة على مقياس ريختر تقع عرض البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل السورية
أخر الأخبار

عن العالم ومعركة الأمن الغذائي

المغرب اليوم -

عن العالم ومعركة الأمن الغذائي

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

وكأن عالمنا المعاصر تنقصه المعارك، فتطفو على سطح الأحداث واحدة جديدة تزيد ألم المهانين والمجروحين في إنسانيتهم ولقمة عيشهم، من شمال المسكونة إلى جنوبها، ومن مشارق الشمس إلى مغاربها.
كارثة جديدة تدور رحاها حول الأمن الغذائي العالمي، وقد خيّل للعالم أنه بدأ في التقاط أنفاسه بعد معركته مع جائحة «كوفيد 19» عبر أكثر من عامين، فإذا بالحرب الروسية - الأوكرانية، وحالة التضخم التي ضربت اقتصادات العالم تنشئ هواجس أكبر وأخطر.
عرف العالم طريقه لمصطلح الأمن الغذائي عام 1974، وذلك خلال المؤتمر العالمي للغذاء الذي عقد في ذلك الوقت، والتعبير يعني توافر وتعزيز إمدادات الغذاء الكافي في كل الأوقات، ولكل شعوب الأرض!
هل الأمن الغذائي مصطلح حديث وليد اللحظة؟
بالقطع هو ضارب جذوره في القدم، فقد عرفت الحضارات الإنسانية القديمة كالفرعونية والبابلية والصينية فكرة صوامع تخزين الحبوب، ولا سيما القمح والذرة، لمواجهة أخطار الشح وأزمنة المجاعة.
نهار الأربعاء الماضي كانت الأمم المتحدة تصدر تقريراً مخيفاً عن حالة انعدام الأمن الغذائي التي طالت 40 مليون شخص إضافي في عام 2021، ليصل عدد المهددين في حياتهم الغذائية إلى نحو 200 مليون، من جراء النزاعات والأزمات المناخية والاقتصادية.
وبمزيد من التفصيل، والعهدة على الهيئة الأممية، فقد واجه نحو 193 مليون شخص في 53 دولة حالة من قصور شديد في إمدادات الغذاء، وباتوا في حاجة إلى مساعدة عاجلة للبقاء على قيد الحياة، وربما مع المساعدات سوف يواجهون سوء التغذية، وسيظلون غير قادرين على تلبية الحد الأدنى من احتياجاتهم.
هل يشمل التقرير الأخير الأوضاع الناجمة عن الحرب الروسية - الأوكرانية؟
بالقطع لا، وعلى المرء التفكر في أحوال العالم غذائياً بعد نحو 3 أشهر من انطلاق تلك المواجهات العسكرية وتبعاتها بنوع خاص على سلاسل الواردات الغذائية، ولا سيما الحبوب والأسمدة.
الوضع العالمي جد خطير، ومع غياب طيف أي حل سلمي للصراع بين موسكو وكييف، وبخاصة في ضوء دفع «الناتو» موسكو نحو حافية الهاوية النووية، تضحى الأزمة الغذائية متجاوزة لأي شيء رأيناه منذ الحرب العالمية الثانية. والتعبير هنا لديفيد بيزلي، رئيس برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.
يدرك القاصي والداني أن روسيا وأوكرانيا منتجان رئيسيان للقمح والشعير والذرة، بل إن برنامج الغذاء العالمي نفسه يحصل على 50 في المائة من إمدادات الحبوب منهما، ويواجه الآن زيادات كبيرة في تكلفة جهوده لمكافحة حالات الطوارئ الغذائية في جميع أنحاء العالم.
بيانات البرنامج تدعو إلى خوف حقيقي، ولا سيما أن المشهد الإجمالي العالمي، بحسب البيانات التحليلية، يشير إلى أن أكثر من 800 مليون شخص في قارات الأرض الست يعانون شبح الجوع، وليس نقص الإمدادات أو سوء التغذية، فيما 44 مليون نسمة وقت قراءة هذه السطور مرشحون للسقوط في جبّ المجاعة السحيق.
يتذكر القارئ كيف أن العالم في الأشهر الأولى من تفشي فيروس «كورونا» الشائه، عرف نوعاً من الحظر الذاتي، إذ أغلقت كل دولة على نفسها حدودها ومواردها، وسادت نظرية «أنا ومن بعدي الطوفان»... هل عاد شبح البراغماتية غير المستنيرة من جديد ليتهدد العالم؟
أغلب الظن أن ذلك كذلك، فقد خفضت أوكرانيا، على سبيل المثال، صادراتها من الحبوب، ولا سيما القمح والشوفان والسكر وغيرها من المواد الغذائية الأساسية، لضمان قدرتها على توفير الطعام للمواطنين، خلال الحرب مع روسيا، وما من أحد يلوم الأوكرانيين إن هم وجّهوا مقدراتهم الغذائية لاستنقاذ مواطنيهم أول الأمر وآخره.
روسيا بدورها أوقفت صادرات الحبوب إلى دول الاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي بدأت انسحاباته السلبية تظهر على سطح الحياة في غالبية دول القارة العجوز، وليس أدل على ذلك من توجيهات وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، بمراجعة تدابير الحماية الضرورية تحسباً لأي حالة طارئة لجهة مخزون المواد الغذائية، ويرجح أن تعاني أوروبا من شبح نقص كبير وخطير مع دخول فصل الشتاء المقبل.
الولايات المتحدة تسببت بدورها في حالة كبرى من الارتباك، سواء على صعيد المواد الغذائية أو الطاقية، من خلال قرارها حظر واردات الطاقة الروسية، بما يشمل النفط والغاز، لتعزز من حملة ضغوط على موسكو رداً على اجتياح أوكرانيا. الأمر الذي انعكس على الطبقة الوسطى والفقراء في الداخل الأميركي، أولئك الذين تتزايد أعدادهم يوماً تلو آخر، وكادوا يقتربون من الانفجار الذي تحدث عنه المؤرخ الأميركي الشهير هوارد زن، في موسوعته الكبيرة «التاريخ الشعبي للولايات المتحدة الأميركية»، وهي قصة لنا معها عودة.
مثير إلى حد الحزن حال الإنسانية التي يتقاذف فيها الأقوياء الاتهامات بالحظر، فيما «أقنان الأرض» يعانون من الجوع والفاقة.
في اتصاله الهاتفي الأخير مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يلقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذنوب تهديدات الأمن الغذائي العالمي على عاتق العقوبات الغربية المتعنتة، وقد يكون هذا صحيحاً بالفعل.
فيما الرئيس الأوكراني، زيلينسكي، وفي مقابلة له مع قناة «العربية»، يقطع بأن روسيا هي من يهدد أوضاع الغذاء العالمي، وهي وجهة نظر في كل الأحوال لها مؤيدوها.
وعلى هامش حديث الحرب الروسية - الأوكرانية، وإرهاصات استخدام الأسلحة النووية، كما يهدد الروس ويتوعد «الناتو» بالرد، خرجت دراسات أخيرة تفيد بأن استخدام 1 في المائة فقط من الأسلحة النووية حول العالم، كفيل بأن يتسبب في مجاعة بشرية مهلكة... ماذا حال بلغ الشطط بالبشر للمضي قدماً وراء ما هو أبعد؟
عالمنا مختل غذائياً، والمؤكد عقلياً، إلى حين إشعار آخر أو القارعة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن العالم ومعركة الأمن الغذائي عن العالم ومعركة الأمن الغذائي



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

النجمات يتألقن بلمسة الفرو في الشتاء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:07 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026
المغرب اليوم - رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 08:10 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026
المغرب اليوم - نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026

GMT 23:07 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو
المغرب اليوم - زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو

GMT 13:13 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

الثوم يعزز المناعة ويخفف أعراض الزكام
المغرب اليوم - الثوم يعزز المناعة ويخفف أعراض الزكام

GMT 18:54 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مغربية تجوب قلب أفريقيا بالدراجة الهوائية في أخطر مغامرة
المغرب اليوم - مغربية تجوب قلب أفريقيا بالدراجة الهوائية في أخطر مغامرة

GMT 14:12 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

تظاهرات الطلاب في إيران تمتد إلى 10 جامعات على الأقل
المغرب اليوم - تظاهرات الطلاب في إيران تمتد إلى 10 جامعات على الأقل

GMT 19:02 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 07:57 2019 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

احتفال رسمي بمناسبة عودة أول رائد فضاء إماراتي

GMT 03:00 2019 الأحد ,03 شباط / فبراير

جهاز مبتكر يُجفّف فرو الكلاب في 10 دقائق فقط

GMT 19:24 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل "عودة الروح" يعود من جديد يوميًّا على "ماسبيرو زمان"

GMT 09:03 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود لموسم دراما رمضان 2025 عقب غياب ثلاث سنوات

GMT 06:36 2021 الخميس ,16 كانون الأول / ديسمبر

الحلقة المفقودة في مواجهة «كورونا» ومتحوراته

GMT 13:15 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مؤلف كتاب "الحفار المصري الصغير" يكشف موعدا هاما

GMT 04:25 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فيروس "كورونا" يُحبط أوَّل لقاء بين سواريز ضد برشلونة

GMT 17:11 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib