مجلس الأمن هل يصلح العطار ما أفسده الدهر

مجلس الأمن.. هل يصلح العطار ما أفسده الدهر؟

المغرب اليوم -

مجلس الأمن هل يصلح العطار ما أفسده الدهر

عثمان ميرغني
بقلم - عثمان ميرغني

أصبح مجلس الأمن الدولي ، مفتوحًا ، أصبح المجلس مفتوحًا في جميع أنحاء العالم. لخمس دول فقط من تمتعها بحق النقض (الفيتو).

بايدن ربما طرح هذا الأمر الآن في سياق التحركات الأميركية لمواجهة النفوذ الصيني المتزايد، والتحدي الذي باتت بكين تشكّله للولايات المتحدة اقتصادياً وعسكرياً. فإضافة دولة أخرى من منطقة المحيط الهادئ مثل اليابان لمجلس الأمن ومنحها عضويته الدائمة، يمكن أن يوفّرَ ثقلاً موازناً للصين في وقت تتزايد فيه التوترات في تلك المنطقة، ويحتدم صراع النفوذ الدولي، ويعود العالم إلى صقيع الحرب الباردة. وكانَ لافتاً أنَّه وتزامناً مع تصريحه بشأن دعم عضوية اليابان في مجلس الأمن، أطلق بايدن تصريحات أخرى مثيرة للانتباه والجدل قال فيها إنَّ الولايات المتحدة ستتدخل عسكرياً لحماية تايوان إذا تعرضت لهجوم صيني، مشبهاً أي غزو صيني للجزيرة بالاجتياح الروسي لأوكرانيا.
بغض النظر عن دوافع بايدن في اختياره هذا التوقيت لإعلان دعمه لطلب اليابان العضوية الدائمة في مجلس الأمن، فالحقيقة أنَّ النقاش حول إصلاح هذا المجلس قديم قدم الأمم المتحدة ذاتها، وظلَّ يتعثّر بسبب تضارب المصالح والرؤى، وكانت العقدة الأكبر هي حق النقض، الذي يعد في تقديري كعبَ آخيل في عملية الإصلاح المطلوبة، ما دام هناك دول تمارس من خلاله هيمنة تخل بمفهوم العدالة والمساواة في الأمم المتحدة.
فمنذ تأسيس الأمم المتحدة قبل 77 عاماً كرَّست الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، وتحديداً أميركا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين هيمنتها على المنظمة الدولية، من خلال منح نفسها ميزة وقوة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، مما يتيح لها حماية مصالحها ويمكنها من عرقلة أي قرار يتضارب مع هذه المصالح. صحيح أن المجلس يتكون من 15 دولة حالياً لكن مركز الثقل فيه يبقى في الأعضاء الخمسة الدائمين الذين يملكون وحدهم حق النقض. لذلك كانت هناك دائماً أصواتٌ تدعو إلى إلغاء هذا الحق الذي يخل بمبدأ العدالة والمساواة في المنظومة الدولية، بل ويعرقل قراراتها أحياناً. فما فائدة أي إصلاحات إذا بقي حق الفيتو في يد دولٍ تستخدمه متى شاءت لعرقلة أي إجراء أو قرار، بما يعني شل إرادة الأغلبية؟
 

بعض الدول مثل بريطانيا وفرنسا تقول إنَّها لم تستخدم حق النقض منذ عام 1989، وترى أنَّ الخلاف حول هذا الأمر لا ينبغي أن يعوق أو يعطل عملية الإصلاح في كل المجالات المتاحة. لكن هذا الموقف لا يحل الإشكالية المتمثلة في وجود حق النقض أصلاً، لا سيما أنَّ دولاً أخرى مثل أميركا وروسيا استخدمته مراراً وتَكراراَ. المفارقة أنَّ أيّاً من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن يستطيع إذا أراد عرقلة عملية الإصلاح في المنظمة الدولية التي ينادي بها كثيرون، ويعولون عليها من أجل إعادة التوازن لمنظمة أسهمت بلا شك في السلم العالمي، من خلال نزع فتيل كثير من المنازعات، سواء بالقرارات أو بإرسال قوات حفظ السلام، ويمكن أن تقوم بدور أكبر في وقت يشهد فيه العالم توترات متزايدة ويعود إلى عصر الحرب الباردة.
عملية إصلاح مجلس الأمن وتوسيعه في فئتي الأعضاء الدائمين وغير الدائمين تلقى تأييداً واسعاً، لكنَّها على الرغم من ذلك ظلت تصطدم بالخلافات وتراوح مكانها منذ تسعينات القرن الماضي. فتغيير تكوين مجلس الأمن لا يتم إلا بتعديل ميثاق الأمم المتحدة الذي يحدد في المادة 108 أن التعديل يمكن بقرار من الجمعية العامة يوافق عليه ثلثا أعضاء الجمعية، ويصدق عليه ثلثا الأعضاء، من بينهم الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن. وقد حدثت هذه العملية مرة واحدة فقط عندما تم رفع عدد أعضاء مجلس الأمن إلى 15 عضواً وهو العدد الحالي، وذلك بزيادة عدد الأعضاء غير الدائمين من ستة إلى عشرة.
حتى الآن هناك ما يشبه التوافق على توسيع المجلس إلى 24 عضواً وربما أكثر قليلاً. وهناك عدد من الاقتراحات المقدمة من بينها اقتراح من الفريق التابع للأمين العام للأمم المتحدة، بإضافة تسعة مقاعد منها ستة مقاعد دائمة، لكنَّها لا تتمتع بحق النقض، وثلاثة مقاعد بالانتخاب كل عامين. وفي حال لم يؤخذ بهذا الاقتراح يكون البديل فئة جديدة من ثمانية مقاعد قابلة للتجديد كل أربع سنوات، ومقعد جديد غير قابل للتجديد لمدة عامين.
ووفقاً لميثاق الأمم المتحدة فإن مجلس الأمن «يقنن المبادئ الرئيسية للعلاقات الدولية، من المساواة في السيادة بين الدول إلى حظر استخدام القوة في العلاقات الدولية»، لكنَّه بالتأكيد ووفقاً لوقائع التاريخ وشواهده، كثيراً ما فشل في هذين الأمرين. فليس هناك مساواة حقيقية بين الدول في ظل تمتع خمس دول في مجلس الأمن بحق الذي كثيراً ما استخدم لحماية المصالح الخاصة لهذه الدول، حتى لو تضاربت مع مواقف ومصالح ورغبات غالبية الدول الأعضاء في الجمعية العامة.
أما بالنسبة لمسألة حظر استخدام القوة في العلاقات الدولية فحدّث ولا حرج، لأنَّ الدول الكبرى التي تتمتَّع بالعضوية الدائمة في مجلس الأمن وبوجه خاص أميركا وروسيا كثيراً ما خرقت هذا الأمر واستخدمت القوة، أو سكتت عن استخدام بعض حلفائها للقوة، أو دعمتهم باستخدام حق النقض.
وفي حين أنَّه يمكن لمجلس الأمن أن يلجأ إلى فرض عقوبات، أو حتى السماح باستخدام القوة للحفاظ على السلم والأمن الدوليين أو استعادتهما، كما حدث في عدد من الحالات، فإنَّ هذا الأمر لا يمكن تطبيقه على الدول الخمس دائمة العضوية، لأنَّ أياً منها يمكن أن يمنع التنفيذ أو حتى صدور القرار باستخدام حق النقض.
إصلاح مجلس الأمن سيبقى في حلقة مفرغة ، إذا تم إلغاء إلغاء النقض. ، لأنَّه يُعد بمبدأ العدالة والمساواة ، ويعطي أفضلية ؛ تجعلك تتحول إلى إجراءات تمهيدية لاستخدامها في التعليم ، يجعل مجلس الأمن يجعلك تبدو وكأنها تؤدي إلى بدء تشغيل الصورة ، وأكثر عدالة ، تمثيلاً للعالم من دون فرز أو هيمنة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجلس الأمن هل يصلح العطار ما أفسده الدهر مجلس الأمن هل يصلح العطار ما أفسده الدهر



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 16:10 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
المغرب اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 13:03 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 26-9-2020

GMT 08:13 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 17:35 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

المغرب الفاسي ينتصر وديًا على وداد صفرو

GMT 08:22 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

النفط يتدفق مجددًا بخط مأرب في اليمن

GMT 14:32 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

البولندية سواتيك تبلغ نهائي بطولة فرنسا المفتوحة للتنس

GMT 12:34 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رئيس الوداد يحاصر مدرب الفريق بالأسئلة بعد صدمة الديربي

GMT 06:31 2019 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هذه توقعات "الأرصاد الجوية" لطقس المملكة المغربية الأحد

GMT 09:09 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

سيدة تعثر على عظام بشرية داخل جوارب متجر شهير في بريطانيا

GMT 08:30 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

7 لاعبين يغيبون عن أولمبيك خريبكة أمام مولودية وجدة

GMT 11:35 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

الجزائر تطلق بوابة إلكترونية للترويج للسياحة

GMT 23:21 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

"جورجيا" وجهة سياحية مثالية للاستمتاع بالثلوج
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib