هل يكون الحل للسودان خارجياً
قتيلتان فلسطينيتان برصاص الجيش الإسرائيلي وقصف مدفعي وجوي على غزة هزة أرضية بقوة 3.9 درجات تضرب مدينة اللاذقية على الساحل السوري دون تسجيل أضرار محكمة الاستئناف في تونس تؤيد سجن النائبة عبير موسي رئيسة الحزب الحر الدستوري عامين وفاة تاتيانا شلوسبرغ حفيدة الرئيس الأميركي جون إف كينيدي عن عمر 35 عامًا بعد معاناة مع سرطان الدم إرتفاع عدد الشهداء الصحفيين الفلسطينيين إلى 275 منذ بدء العدوان على قطاع غزة إسبانيا تمنح شركة إيرباص إستثناءً لاستخدام التكنولوجيا الإسرائيلية رغم حظر السلاح بسبب حرب غزة الجيش الصومالي يقضي على أوكار حركة الشباب في شبيلي السفلى ويستعيد مواقع إستراتيجية إحتجاجات حاشدة في الصومال رفضاً لاعتراف إسرائيل بصومالي لاند وتصعيد دبلوماسي في مجلس الأمن البرلمان الإيطالي يقر موازنة 2026 ويمنح الضوء الأخضر النهائي لخطة خفض العجز هزة أرضية بلغت قوتها 4.2 درجة على مقياس ريختر تقع عرض البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل السورية
أخر الأخبار

هل يكون الحل للسودان خارجياً؟

المغرب اليوم -

هل يكون الحل للسودان خارجياً

عثمان ميرغني
بقلم : عثمان ميرغني
 

اليوم تكون الحرب السودانية أكملت شهرها الثاني وبدأت شهرها الثالث. على الصعيد العسكري حدثت متغيرات لصالح الجيش وسط مؤشرات على تقلص كبير في قوات الدعم السريع، بينما بقيت الأمور متعثرة على صعيد التحركات الدبلوماسية والسياسية. وإذا أخذنا بالتصريحات الصادرة من واشنطن خلال اليومين الماضيين فإن هناك تحركات ومشاورات تقوم بها الإدارة الأميركية «لجلب المزيد من اللاعبين الإقليميين لدعم المحادثات»، على حد تعبير أحد المسؤولين، وهي عملية وصفت بأنها «نهج جديد» لدفع جهود وقف الحرب.

شخصياً، لست مقتنعاً بأن توسيع دائرة الوسطاء سيساعد جهود الحل إن لم يعقدها، باعتبار وجود مصالح وأجندة متضاربة. أكثر من ذلك، فإن البحث عن حلول خارجية للأزمة السياسية في السودان لن يجدي ولن يفضي إلى حلول حقيقية مستدامة، وقد جُرب هذا الأمر على مدى السنوات الثلاث الماضية من دون تحقيق النجاح المنشود، بل استمرت التعقيدات وزادت حتى انتهينا إلى ما نحن فيه الآن. فإلى جانب وجود المبعوث الأممي فولكر بيرتس وفريقه في الخرطوم للانخراط في المساعي الدولية منذ بداية عام 2021، كانت هناك جهود دول «الترويكا» الغربية والاتحاد الأوروبي، ومجموعة الرباعية و«الترويكا»، والآلية الأفريقية ومجموعة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيقاد)، وعقدت تحت هذه المظلات الكثير من الاجتماعات والمفاوضات، لكنها على الرغم من التقدم الذي تحقق أحياناً، فإنها لم تفلح في تحقيق الاختراق الكبير المأمول.

لعل أكبر شاهد على التعقيدات هو التوتر الشديد الذي حدث بين المجلس العسكري وبعض القوى المدنية من جهة، والمبعوث الأممي فولكر بيرتس من جهة أخرى، وانتهى بإعلان «حكومة» رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، أن بيرتس بات شخصاً غير مرغوب فيه ولن يكون هناك تعامل معه. وعلى الرغم من أن الأمم المتحدة رفضت القرار السوداني واعتبرت أنه لا يسري على المبعوث الدولي المعين بقرار من مجلس الأمن، فإن هذا لا يلغي حقيقة أن مهمته باتت تواجه معضلة حقيقية في ظل رفض طرف مؤثر التعامل معه.

الحقيقة أنه حتى لو قبلت الأمم المتحدة استبدال مبعوثها، وعيّنت مبعوثاً آخر، وثالثاً ورابعاً، أشك أنه سينجح. فالمشكلة ليست في الأمم المتحدة ولا في مبعوثها، بل في السودانيين أنفسهم، ولكي نكون أكثر دقة وتحديداً، هي في المكونين العسكري والمدني، وفشلهما المتواصل في إيجاد أرضية مشتركة تعبر بالبلد إلى بر الأمان وتخرجه من الحال الذي تردى إليه. المناورات والمماحكات السياسية هي التي عقدت الأمور ووترت الأجواء بحيث قادت التراكمات في نهاية المطاف إلى هذه الحرب. هذه هي الحقيقة المريرة، ولا يبدو أن الأطراف المعنية قد تغيرت بشكل جدي وجذري، أو أنها مستعدة لذلك. السجال الذي أوصل البلد إلى هذا الحال لا يزال مستمراً، والخطاب السياسي لم يتغير، والتمترس في المواقف على حاله وكل طرف يُجرم الآخر بل ويخونه أحياناً.

في ظل هذا الوضع، فإن توسيع مظلة الوسطاء سينتهي إلى مزيد من التعقيدات، لا سيما أن بعض الأطراف المحلية ستحاول الاستقواء بهذا الطرف أو ذاك، وسينظر إلى علاقاتها مع أحد الأطراف الإقليميين نظرة شك من الطرف الآخر. للتدليل على ذلك يمكن النظر إلى التحفظات التي أبدتها «الخارجية» السودانية هذا الأسبوع على بعض بنود مبادرة دول «إيقاد» بعد قمتها الأخيرة في جيبوتي. ومن أبرز هذه التحفظات اعتراض «الخارجية» السودانية على ترؤس كينيا للجنة الرباعية التي كُلفت بمتابعة مساعي التوصل إلى حل للحرب. فهناك من ينظر إلى الرئيس الكيني باعتبار أن هناك علاقة خاصة ربطته مع قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بل إن الشكوك في المواقف تمتد إلى أطراف أخرى في هذه اللجنة، في ظل تضارب المصالح الظاهر والخفي، ومساندة بعض الأطراف للحرب ودعمها لـ«الدعم السريع» لإضعاف السودان لتحقيق مطامع بعضها معلوم.

بسبب تعقيدات المشهد السوداني وتداخل وتضارب المصالح المحيطة به، فإن توسيع المفاوضات وإشراك القوى السياسية والمدنية، في هذه المرحلة، سوف يعقدها، بل قد يكون سبباً في إطالة أمد الحرب. وربما يكون من الأفضل أن تبقى مفاوضات جدة مركزة في هذه المرحلة على الجانبين العسكري والإنساني، وموضوع الهدن، والبحث عما يمكن أن يحقق وقف النار. هذا لا يعني أن تبقى القوى المدنية بعيدة عن جهود حلحلة الأزمة، وهي بالتأكيد طرف أساسي. فهذه القوى يمكن أن تنخرط في مفاوضات موازية ومباشرة مع المكون العسكري، والمقصود هنا الجيش، لرسم خريطة طريق للمرحلة المقبلة، والتوافق على تشكيل حكومة طوارئ مستقلة تماماً، أي من تكنوقراط مهمتهم التعامل مع موضوع تسيير الدولة واستعادة حياة شبه طبيعية بشكل سريع، والانخراط في مهمة إعادة الإعمار وتشكيل لجان متخصصة تشرف كل واحدة منها على مجال محدد مثل لجنة للقطاع الصحي، وأخرى للقطاع الصناعي الذي تعرض لتدمير ممنهج، ولجنة للقطاع المصرفي بعد النهب الواسع للبنوك، وهذه اللجنة من مهامها أيضاً النظر في موضوع إصدار عملة جديدة كعلاج لقضية المال المنهوب وإنقاذ الجنيه. هناك حاجة أيضاً إلى لجنة لمعالجة مشاكل القطاع الزراعي الذي يفترض أن يطور ليكون عماد الاقتصاد السوداني، ولجنة لقطاع الطاقة، وأخرى لاستقطاب استثمارات المغتربين، وهكذا. وإذا كان من دور خارجي مطلوب فهو تيسير هذه المفاوضات بين المكونين المدني والعسكري ثم تركها للسودانيين أنفسهم من دون تأثير أو تدخلات.

القوى المدنية لو أرادت الاستفادة من دروس الحروب، واستغلال الزمن بدلاً من انتظار جلاء غبار الحرب، فإن عليها السعي بهمة وجدية للتوافق على ما فشلت فيه طوال السنوات الأربع الماضية، وهو بلورة رؤية سياسية واضحة، لا لتقاسم السلطة وتوزيع المناصب، بل لوضع لبنات توافقية لمشروع تأسيسي لإعادة بناء الدولة السودانية، ورسم خريطة طريق عملية لاستكمال الفترة الانتقالية، ووضع حلول جذرية لأزمة السلطة، وإصلاح المؤسسة العسكرية ببناء جيش مهني وقومي قوي يتفرغ لمهامه الأساسية في حماية البلاد من المهددات الخارجية ويغادر معترك السياسة الذي صرفه عن هذه المهام وأضعف قدراته وأفقده الكثير من رصيده الشعبي.

من دون ذلك سنبقى ندور في ذات الحلقة المفرغة من الصراعات وعدم الاستقرار، ولن تكون الحرب الراهنة سوى فصل من فصول تاريخ حافل بالإخفاقات أكثر من الإنجازات، وبالحروب والانقلابات أكثر من الاستقرار والنماء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يكون الحل للسودان خارجياً هل يكون الحل للسودان خارجياً



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

النجمات يتألقن بلمسة الفرو في الشتاء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:07 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026
المغرب اليوم - رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 23:07 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو
المغرب اليوم - زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو

GMT 08:10 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026
المغرب اليوم - نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026

GMT 13:13 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

الثوم يعزز المناعة ويخفف أعراض الزكام
المغرب اليوم - الثوم يعزز المناعة ويخفف أعراض الزكام

GMT 13:59 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

انستغرام يطلق تطبيق Reels مخصص للتليفزيون لأول مرة

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 15:51 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

التعليم عن بعد في مؤسسة في سطات بسبب انتشار "كورونا"

GMT 00:41 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

Ralph&Russo Coutureِ Fall/Winter 2016-2017

GMT 01:36 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

نورتون يعرض منزله المميّز المكوّن من 6 غرف نوم للبيع

GMT 15:06 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تألق كيني ومغربي في نصف ماراثون العيون

GMT 00:29 2025 الجمعة ,08 آب / أغسطس

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 08 أغسطس/آب 2025

GMT 18:23 2022 الإثنين ,24 كانون الثاني / يناير

شقيق محمد الريفي يفجرها"هذا الشخص وراء تدهور صحة أخي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib