تغيير الـ«career»

تغيير الـ«career»

المغرب اليوم -

تغيير الـ«career»

خالد منتصر
بقلم : خالد منتصر

حكى لى صديقى عن ابنه الذى يعمل مهندساً فى شركة «أبل»، وفجأة يريد الآن أن يغيّر مساره المهنى ومستقبله الوظيفى ويبدأ فى دراسة الطب! وحكى لى صديق آخر أن ابنه بعد أن قطع شوطاً طويلاً فى دراسة الطب يريد أن يلتحق بمعهد التمثيل!

قصص كثيرة نستقبلها نحن فى مصر بكل مقاومة واستنكار وأحياناً عنف، هناك قصة أغرب دائماً أحكيها للأصدقاء الحائرين المهمومين من هذا «الشيفت» أو التغيير أو ما نسميه نحن الانقلاب أو الكارثة المستقبلية التى نلطم معها ونقول وضاع العمر يا ولدى.

حكاية ابن صديقتى د. دلال أكبر جرّاحة متخصصة فى حول squint العيون بالإسكندرية ومصر، اسمه المهندس أحمد جاب الله، الأب أيضاً طبيب روماتيزم شهير، قصة المهندس أحمد جاب الله الذى بدأ فى «جوجل» والآن هو «حانوتى مودرن»، كما يصف نفسه!!

رحلة طويلة ومثيرة ومليئة بالانقلابات بل بالثورات، البداية رغبة الوالدين فى دخول الابن كلية الطب. دخل وحصل على الكارنيه ثم ترك الكلية والتحق بالجامعة الأمريكية هندسة كمبيوتر، ثم سافر إلى أمريكا حيث وادى السيليكون. قابل زميلة له تعمل فى «جوجل»، فتمنى العمل فى «جوجل» وتعرض لاختبارات عنيفة وتعثر فى البداية حتى تم تعيينه فيها. حقق نجاحات وأسهم فى «السيرش» على المحتوى العربى وحقق فيه قفزات هائلة، ثم استقال ليلتحق بشركة أدوبى التى ظل فيها أربع سنوات ونصف السنة، ثم تركها ليلتحق بفيس بوك ويحقق نجاحات فى نشر الفيس بوك فى اليابان ثم المنطقة العربية، ثم يترك كل هذا البريق والنجاح ليعود مؤسساً لشركة sokna فى مصر!! وهى شركة لتنظيم الجنازات بشكل حضارى وهادئ مستفيداً من تجارب الغرب.

كانت تجربته فى مصر عندما حضر جنازة، تجربة مريرة، حيث توجد فوضى وعشوائية وإرهاق بأسلوب لا آدمى. قرر أن يخوض التجربة بفريق كانت نواته مهندسين مثله، ونجح مشروعه برغم كل ثقافة التشاؤم من كلمة «حانوتى» التى لعبت عليها السينما والدراما المصرية كثيراً من خلال السخرية والكوميديا واختزال «الحانوتى» فى مجرد كائن يثير التشاؤم والنحس!!

ثقافة تغيير المستقبل المهنى أو «الكارير» فى الخارج مسألة سهلة جداً ومقبولة وغير مستهجنة، ولكنى أنبه إلى نقطة مهمة لكى يستوعبها شبابنا أن كل القصص الناجحة لهؤلاء الشباب حفروا فى الصخر بأظافرهم غير معتمدين على فلوس أب أو أم، لذلك لهم الحق فى تغيير الكارير والوظيفة من اليمين إلى اليسار، لكنّ يوجد شباب كثير فى مصر مفيش فى جيبه مليم ومعتمد تماماً على الأسرة وتطق فى دماغه عايز يغير أو يعمل «شيفت كارير»، يغنى مثلاً وهو أجش الصوت، أو يعزف موسيقى وهو لا يعرف الدو من الرى ولا يفرق بين السلم الموسيقى وسلم الخدامين!!!

إذن، اكسب قوتك وأكل عيشك فى البداية لتستقل وبعدها اعمل اللى انت عايزه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تغيير الـ«career» تغيير الـ«career»



GMT 15:12 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

غزو برّيّ إسرائيليّ أم طوفان أقصى لبنانيّ؟

GMT 15:09 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

العدوُّ الأول

GMT 15:07 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أميركا والهرب من السؤال الإيراني الصعب…

GMT 15:05 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أدبُ الحجّ وحولَ الحجّ

GMT 15:02 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«أولاد رزق... القاضية»... عندما تتحدث الأرقام

بلقيس تتألق في صيحة الجمبسوت وتخطف الأنظار

أبوظبي - المغرب اليوم

GMT 12:37 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

نصائح لتنسيق إكسسوارات عيد الأضحى بكل أناقة
المغرب اليوم - نصائح لتنسيق إكسسوارات عيد الأضحى بكل أناقة
المغرب اليوم - نصائح ضرورية لتجنب تلوث وفساد اللحوم في عيد الأضحى

GMT 08:57 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

منصة "إكس" تمنح المشتركين ميزة التحليلات المتقدمة
المغرب اليوم - منصة

GMT 23:39 2024 الأربعاء ,05 حزيران / يونيو

فابريزيو رومانو يٌوضح رقم قميص مبابي في ريال مدريد

GMT 13:52 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

"آبل" تكشف عن سعر إصلاح شاشة هاتف "آي فون 10"

GMT 02:07 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الصورة الأولى لنجل كريم بنزيمة على "إنستغرام"

GMT 23:33 2014 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

القيادي محمد يتيم يشغل زوار صفحته بـ"جلابته الصوفية"

GMT 09:01 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قطع مجوهرات لوي فيتون الراقية تستغرق من أجل صناعتها عامًا

GMT 20:32 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حيوانات الرنة مهددة بالانقراض بسبب تغير المناخ
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib