ليبيا «عرجون فل» لا يذبل
هزة أرضية بقوة 3.9 درجات تضرب مدينة اللاذقية على الساحل السوري دون تسجيل أضرار محكمة الاستئناف في تونس تؤيد سجن النائبة عبير موسي رئيسة الحزب الحر الدستوري عامين وفاة تاتيانا شلوسبرغ حفيدة الرئيس الأميركي جون إف كينيدي عن عمر 35 عامًا بعد معاناة مع سرطان الدم إرتفاع عدد الشهداء الصحفيين الفلسطينيين إلى 275 منذ بدء العدوان على قطاع غزة إسبانيا تمنح شركة إيرباص إستثناءً لاستخدام التكنولوجيا الإسرائيلية رغم حظر السلاح بسبب حرب غزة الجيش الصومالي يقضي على أوكار حركة الشباب في شبيلي السفلى ويستعيد مواقع إستراتيجية إحتجاجات حاشدة في الصومال رفضاً لاعتراف إسرائيل بصومالي لاند وتصعيد دبلوماسي في مجلس الأمن البرلمان الإيطالي يقر موازنة 2026 ويمنح الضوء الأخضر النهائي لخطة خفض العجز هزة أرضية بلغت قوتها 4.2 درجة على مقياس ريختر تقع عرض البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل السورية فون دير لاين تؤكد إنضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي ضمانة أساسية للأمن والسلام
أخر الأخبار

ليبيا «عرجون فل» لا يذبل

المغرب اليوم -

ليبيا «عرجون فل» لا يذبل

عبد الرحمن شلقم
عبد الرحمن شلقم

عندما يتحول الكيان إلى سؤال، تتحول الكلمات إلى رعشات لها نبرات تسأل عن ماضٍ تهافت مثل حصى تتقاذفها رياح حارقة، يدفعها عصف رياح القبلي الحارة. ليبيا التي تتمدد أقدامها في مياه البحر الأبيض المتوسط الذي تغوص فيه فلسفة الحضارات، وتعبر قوافلها مفازات الصحراء الكبرى تحمل لها الإسلام، وفقه الإمام مالك بن أنس، ويقيم فيها الشيوخ الليبيون ممالك قارعت التنصير و الاستعمار الفرنسي. ليبيا اليوم صفحة تنتظر أن يكتب عليها أولادها شيئاً بحبر عشق الأولين. لكن أين الأقلام وأين الصحف التي يرسم سطورها الحب والعشق ويرش فوقها عطر الحياة.

ليبيا، أغنية غناها أولون، واستمع لها راحلون، وتجمَّدت في زمن دفنته الرمال، كما ترش الرمال ترابها على زمن مات في جوف تيبّس. ليبيا أغنية الزمان الذي أرهق ذاته، ركض بين البر والبحر، بين الفينيقيين والرومان والفتوحات والفاطميين والترك. بين التجارة والقوة والغموض المتفجر. طافت ليبيا في الزمان، لكنه أرهقها بعنف المكان الذي يصنع من الماء والتراب حبالاً وسيوفاً وبرقعاً يخنق العيون ويضع بين الخطى سطوراً هي حبال من ثلج ونار. أغنية جلَّلها لحن فيه من الفرح ما يكفي لأن يجعل الدنيا ترقص بسيقانها على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، وتزفه نهودها تهتف غنجاً وهوى لأهل الضفة الأخرى، أوروبا التي تتمخطر في أبّهة الرفاه وفي تيه القوة والعلو. تكوين قارع الكبار يوماً في عهود كانت القوة فيه دون سن الرشد، ولكن ليبيا أتقنت فنّ النجارة وصنعت أسطول قوة القرصنة التي قارعت قوة ولدت في أقصى الوجود، وحارب القرصان القرهمانلي أسطول أميركا في معركة تغنيها البحرية الأميركية إلى اليوم. ليبيا

أغنية ابتلعت شجنها وهجرت بحرها ورشت على فمها تراباً ليس من وجدان صحرائها. أغاني العلم التي يغزل فيها العاشق البدوي في برقة، نبرات الوله أوبرا القلب إلى محبوبة يراها في ربا الجبل الأخضر، يقول لها، آهات عشق بلغة الجبل التي يرنمها الصدى، في حفلة ذاتية يصفق لها ندمان الصفا في حلقة كشك لها بحور وقوافٍ يبدعها من دقَّ وجدانه إيقاع الوجد الحميم.
ليبيا أرض الصمت والكلام التي كتب منها القسيس مرقص أول إنجيل وهو في كهوف مدينة المرج، وكان الفيلسوف أرستيبوس الذي تعلم من أرسطو، وكان ابنها سبتيموس سيفيروس ابن لبده الطرابلسية إمبراطوراً لروما، ليبيا يسكنها الوجد والوجود بما فيه من طوفان العقل وزلازل التيه الكامن في تلابيب الحياة، دقَّ على أبوابها قلق الزمان فكان الحب عطراً، والدم لثاماً والأقدار مسارب بين الناس والمكان والزمان. هناك آهات يكتبها الشعراء وهم في كهف المكنون الذي يتساكن فيه العقل والقلب، لكنه شهيق ذات الوطن. الشاعر الليبي المبدع والعابر للأحاسيس والوجدان أحمد الحريري، وهو شاعر الحب، كتب أغاني عصر الأيام والقلوب والحياة. احتكر الفنان الكبير سلام قدري تلحين وغناء ما أبدع. في عهد ثورة الفاتح، ضُيّق الخناق عليه، ومنعت أغانيه لأنَّه صُنف بالمضاد للثورة. كتب له الحريري أغنيات فيها آهات عشق للحبيب، لكنها تفيض بحب الوطن المسكون بكل ما هو جميل من الحياة ورداً وعطراً وعشقاً.كتب أحمد الحريري للمطرب سلام قدري أغنية عرجون فل. قال فيها «عرجون حب منين فاح خذاني... خطر عليا حبنا الحقاني... خطر عليا زينك... والليل ساهر وسط ممي عينك... خطر عليا هلال فوق جبينك... ورموش قيَّل تحتهم وجداني». لمن كان يكتب الحريري، ولمن كان يغني سلام قدري؟ الكيان العجيب ليبيا بكل ما فيها، هي أغنية مكتوبة بحبر البر والبحر، وتعبيرات الصحراء التي يمتزج فيها الوجد الصوفي بلفحات المعاناة التي تتماهى مع نفحات الامتداد في فناء الوجود. الشاعر الحكيم الشيخ قنانه الزيداني، أسس لمرحلة عبور زمنية قال: «تركناه حب الوطن ياسر منه... بلا مال لا هو فرض لا هو سنة...» لكنه عاد بقوة العقل إلى ليبيا، وجعل حب الوطن فرض عين، وقارع الفقر والظلم بحكمة الكبار ودهاء الرجال. تحالف الفقر والضعف مع جغرافية الوهن، لكنه حفر أساساً لقوة رفض هيمنة التراب بشعر الحكمة العابرة لقهر المكان الطاغية.

اليوم ليبيا تطوف في تيه ابتلع العقل وانفرط فيه عرجون فل من إبداع شجرة وطن زرعها التاريخ وضمير الحياة الليبية بجذورها العميقة في كيان الزمان والمكان. سائل الصديد، مرض التشوه الذي ينزُّ من مسام العبث الجنوني، لكن عرجون الفلهو الحلم الخالد الذي لا يفارق عنق الوطن الليبي، الذي يقرع ناقوس العشق المقدس الساكن في ضمير الوطن. ليبيا أغنية لها حواس تنبض وستنهض رغم صرخات الجهل المسلح.

«عرجون الفل» ما زال في قلب ليبيا ورقبتها، أما الجهل الدامي فهو زبدٌ يذهب جفاء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا «عرجون فل» لا يذبل ليبيا «عرجون فل» لا يذبل



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

النجمات يتألقن بلمسة الفرو في الشتاء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:07 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026
المغرب اليوم - رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 23:07 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو
المغرب اليوم - زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو

GMT 08:10 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026
المغرب اليوم - نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026

GMT 13:13 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

الثوم يعزز المناعة ويخفف أعراض الزكام
المغرب اليوم - الثوم يعزز المناعة ويخفف أعراض الزكام

GMT 13:59 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

انستغرام يطلق تطبيق Reels مخصص للتليفزيون لأول مرة

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 15:51 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

التعليم عن بعد في مؤسسة في سطات بسبب انتشار "كورونا"

GMT 00:41 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

Ralph&Russo Coutureِ Fall/Winter 2016-2017

GMT 01:36 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

نورتون يعرض منزله المميّز المكوّن من 6 غرف نوم للبيع

GMT 15:06 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تألق كيني ومغربي في نصف ماراثون العيون

GMT 00:29 2025 الجمعة ,08 آب / أغسطس

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 08 أغسطس/آب 2025

GMT 18:23 2022 الإثنين ,24 كانون الثاني / يناير

شقيق محمد الريفي يفجرها"هذا الشخص وراء تدهور صحة أخي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib