ديسمبر الليبي
إسبانيا تمنح شركة إيرباص إستثناءً لاستخدام التكنولوجيا الإسرائيلية رغم حظر السلاح بسبب حرب غزة الجيش الصومالي يقضي على أوكار حركة الشباب في شبيلي السفلى ويستعيد مواقع إستراتيجية إحتجاجات حاشدة في الصومال رفضاً لاعتراف إسرائيل بصومالي لاند وتصعيد دبلوماسي في مجلس الأمن البرلمان الإيطالي يقر موازنة 2026 ويمنح الضوء الأخضر النهائي لخطة خفض العجز هزة أرضية بلغت قوتها 4.2 درجة على مقياس ريختر تقع عرض البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل السورية فون دير لاين تؤكد إنضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي ضمانة أساسية للأمن والسلام إعتقالات واسعة في اللاذقية وطرطوس تطال رموزًا أمنية من نظام الأسد بعد أعمال عنف وتحريض طائفي الولايات المتحدة تفرض عقوبات على كيانات في إيران وفنزويلا بسبب الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية تفاؤل بانتعاشة قوية للدولار الكندي في 2026 بدعم تحسن الاقتصاد وتغير مسار الفائدة سرقة 30 مليون يورو في عملية إحترافية تستهدف خزانة أحد البنوك في مدينة جيلسنكيرشن غرب ألمانيا
أخر الأخبار

ديسمبر الليبي

المغرب اليوم -

ديسمبر الليبي

عبد الرحمن شلقم
عبد الرحمن شلقم

شهر ديسمبر (كانون الأول) في ليبيا، ليس مجرد أحد الشهور الاثني عشر في مسبحة السنوات الذي يمثل الحبة الأخيرة فيها، بل هو كتلة زمن لا تبرح الذاكرة. في كل مرة يطل على الناس بصوت ووجه جديد. في سنة 1951 نالت ليبيا استقلالها في ختام معركة طويلة مع الاستعمار الإيطالي الفاشي، وكانت الحرب الأخرى التي عاشها العالم في أوروبا وامتدت إلى آسيا وجزء من شمال أفريقيا، صفحة أخرى ساحت فيها الدماء والسطور السياسية فوق الأرض الليبية. عداد الزمن كان ناقوساً أرهق الليبيين وكذلك السياسيين الأجانب الذين كان لهم دور في تحقيق استقلال البلاد.

قرار الأمم المتحدة الصادر في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 1949، قضى بأن ينجز الاستقلال قبل شهر يناير (كانون الثاني) سنة 1952، أوضاع البلاد آنذاك لم تكن تشير إلى إمكانية تفعيل القرار الأممي في الوقت الإلزامي المحدد، وساد الشعور لدى البعض بأن الوصاية قد تكون هي الآتي الذي لا فرار منه. مشروع بين سفورزا البريطاني الإيطالي كان البديل المحتمل.
الشخصيات الوطنية الليبية التي قادت معركة الاستقلال، ونعم وبالفعل كانت معركة سياسية لها وطيس لا يقل حرارة عن معارك الجهاد، تلك الشخصيات الوطنية، صنعت شهر ديسمبر الليبي السياسي الذي تخللت حروفه وأيامه ومضات العقل وطافت فيها زفرات من شعاع دماء شهداء معارك الجهاد ضد الاستعمار الإيطالي. سباق مع الساعات اندفع فيه كبار السن والعقول نحو افتكاك الوطن من يد الزمن الرهيب. الدبلوماسي الهولندي أدريان بلت الذي أوفدته الأمم المتحدة لمساعدة الليبيين على تأسيس دولتهم، وجد نفسه بين رجال لا يحملون مؤهلات جامعية عليا، بل إن بعضهم أمّيّ لا يكتب ولا يقرأ، لكن قوة التعلق بحب الوطن والتضحية من أجل حريته، أنبتت في الناس عبقرية من نوع فريد. تشكلت لجان لصياغة مواثيق الاستقلال وعلى رأسها دستور البلاد ولجان مساعدة أخرى. كان الوجود السياسي الخارجي في عملية الاستقلال، بارزاً منذ البداية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكن الحضور الليبي في نيويورك، هو الذي خط سطور قرار الوطن. توجه عدد من الرجال إلى مقر الأمم المتحدة، باع بعضهم ما ورثه من آبائه وأجداده من أراضٍ وحيوانات، ليشتري تذكرة سفر، وخاضوا معركة سياسية معقدة، لكن معركة الجهاد الأكبر كانت على أرض الوطن.

إقامة دولة ليبية مستقلة موحدة لأول مرة في التاريخ على أرض واسعة قليلة السكان، فقيرة أنهكتها سنوات الاستعمار والجهاد ضده وغياب التعليم والخدمات الصحية والبنية التحتية التي لا وجود لها، كل ذلك جعل مجرد التفكير في تأسيس دولة، ضرباً من الخيال المستحيل. القوة الضاربة التي كانت طوق الفعل، هي إرادة الرجال. في ذلك المشوار القصير، امتزجت الإرادات في اندفاعة نحو استرداد الوطن، وكانت المفاجأة للسياسيين الدوليين هي الإجماع على ما كان يُتوقع أن يكون مهماز الاختلاف. شكل الدولة وقيادتها المنتظرة. نص الدستور على أن تكون ليبيا مملكة اتحادية.

لم يتقدم أحد لمنصب الملك، وكان اسم إدريس السنوسي الوحيد الذي نطق به قادة العمل السياسي من جميع أنحاء البلاد. البريطانيون لهم تجربتهم الطويلة في المنطقة العربية، فعندما عُقد مؤتمر القاهرة سنة1921 لمناقشة استقلال العراق برئاسة وزير المستعمرات البريطانية ونستون تشرشل، واتفق على كيان نظامه ملكي تحت الوصاية البريطانية، تقدم إلى منصب الملك سبعة أشخاص يمثلون طوائف وأقاليم عراقية مختلفة، وانتهى الأمر باستيراد ملك من الحجاز، وهو هاشمي سني حنفي المذهب، يقبله الشيعة باعتباره من آل بيت النبي وكذلك السنة حيث ينتمي إلى مذهبهم. توقع البريطانيون أن يكون منصب الملك مثار خلاف بين الأقاليم الليبية الثلاثة وكذلك أصوات بعض القبائل، وكان الإجماع على اسم إدريس السنوسي حليفهم في الحرب ضد المحور يحمل المفاجأة والارتياح في ذات الوقت. 24 ديسمبر يوم من أيام الحبات الأخيرة في الشهر الأخير بمسبحة السنوات، بقي علامة خفتت ألوانها، فالغالبية من سكان ليبيا الآن لا يتذكرون ما حدث في ذلك اليوم القديم، ولا يلمون بتفاصيل التطورات والأوضاع المحلية والدولية التي قادت إليه. لقد تغير كل شيء في ليبيا وفي العالم.

التواريخ في أيامها وسنواتها، لا تعود ولا تُعيد فلكل زمن رجاله وقوته وضعفه وإكراهاته. لماذا اختار البعض يوم 24 ديسمبر لإجراء الانتخابات؟ لما يحمله من شحنة دلالية وطنية جمعت الليبيين في زمن مضى في يوم أعلنوا فيه استقلالهم وتأسيس دولتهم الواحدة المتحدة، أم للتفاؤل بأن استرجاع الرقم المعلق في ذاكرة غطاها غبار السنوات وسقطت فوقها بقع واسعة من الدماء، قد يكون الناقوس الذي يوقظ الناس من سبات التشرذم وتيه الأنانية والخوف والطمع العنيف. إذا كان رقم في التاريخ يصب في العقول شيئاً من الحكمة، فقد يكون هو السؤال الذي يرهق من يحاول الإجابة عنه. الأوراق التي يلقيها الناخبون في صناديق الاقتراع، ليست كائنات حية إنما هي تعبير صامت عن اختيارات سُميت أصواتاً، لا تنطق ولا تتذكر التواريخ ولكنها تزكي أسماء أشخاص بعينهم قد لم يقرأ أغلبهم الماضي ولم ينظر إلى أوراق الرزنامة المعلقة على حائط الزمن. ديسمبر الليبي ثقل على كاهل التاريخ والناس والأرض التي صار ماؤها غوراً ومساحتها مهجراً وآتيها تراوغه الأيام والشهور والسنوات. كل ديسمبر وليبيا تسأل، (متى يأتي الذي يأتي، أراه مقبلاً نحوي ولكن لا أراه).

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ديسمبر الليبي ديسمبر الليبي



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:07 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026
المغرب اليوم - رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 23:07 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو
المغرب اليوم - زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو

GMT 22:02 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق أميركي إسرائيلي يمنح حماس مهلة شهرين لتفكيك سلاحها
المغرب اليوم - اتفاق أميركي إسرائيلي يمنح حماس مهلة شهرين لتفكيك سلاحها

GMT 13:59 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

انستغرام يطلق تطبيق Reels مخصص للتليفزيون لأول مرة

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 15:51 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

التعليم عن بعد في مؤسسة في سطات بسبب انتشار "كورونا"

GMT 00:41 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

Ralph&Russo Coutureِ Fall/Winter 2016-2017

GMT 01:36 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

نورتون يعرض منزله المميّز المكوّن من 6 غرف نوم للبيع

GMT 15:06 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تألق كيني ومغربي في نصف ماراثون العيون

GMT 00:29 2025 الجمعة ,08 آب / أغسطس

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 08 أغسطس/آب 2025

GMT 18:23 2022 الإثنين ,24 كانون الثاني / يناير

شقيق محمد الريفي يفجرها"هذا الشخص وراء تدهور صحة أخي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib