واشنطن والجنون المختلف

واشنطن والجنون المختلف

المغرب اليوم -

واشنطن والجنون المختلف

طارق الحميد
بقلم - طارق الحميد

في عام 2008 ووسط زخم الانتخابات الرئاسية، علّق الرئيس الأسبق باراك أوباما على بعض الانتقادات الموجهة له، قائلاً إنها تشير إلى أمة في خضم «موسم سخيف سياسياً». وعادة ما يطلق على الموسم الانتخابي هناك بـ«الموسم السخيف».

وفي المسلسل الإعلامي-السياسي الأميركي الشهير «الجناح الغربي» أو «west wing» تقول الممثلة التي لعبت دور السكرتيرة الصحافية بالبيت الأبيض: «الجميع أغبياء في عام الانتخابات». فهل هذه مبالغة؟

أعتقد لا، فمن يتابع تفاعلات ما قبل الانتخابات الرئاسية الآن يلحظ أن الولايات المتحدة تستعد لمرحلة «جنون» مختلف، حيث يأتي التحضير لحملات الانتخابات الرئاسية وسط تراشق قانوني غير مسبوق.

من ناحية هناك التهم الموجهة للجمهوري دونالد ترمب، التي على أثرها طلب المدّعي الخاص الأميركي إصدار أمر حظر نشر بحقه، وقد تقطع تلك التهم على ترمب الوصول للبيت الأبيض، وإن فاز فإنه سيكون البطة العرجاء من اليوم الأول.

ومن ناحية أخرى هناك الملاحقات القضائية لابن الرئيس بايدن، هانتر، وبتهم مختلفة، لكنها قد تسبب مصاعب للرئيس بايدن بحملته الانتخابية التي تواجه صعوبات أخرى، من أبرزها مسألة العمر.

وقد أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة قلق الديمقراطيين أنفسهم من مقدرة بايدن على القيام بمهامه في فترة رئاسية ثانية، خصوصاً وقد ظهر عليه التأثر بعامل السن، وبشكل لافت مؤخراً، وهو ما يثير قلق الديمقراطيين.

ومن اللافت أيضاً أن الإعلام الأميركي، خصوصاً المحابي للرئيس بايدن، بات ينتقده علناً، مثل شبكة «سي إن إن»، التي قدمت تقريراً عن المعلومات غير الدقيقة التي يدلي بها بايدن مؤخراً.

والأمر اللافت أيضاً المقال الذي كتبه ديفيد إغناتيوس في صحيفة «واشنطن بوست»، مطالباً فيه الرئيس بايدن بعدم الترشح لفترة رئاسية ثانية، ومنتقداً أداء نائبة الرئيس كاميلا هاريس، بشكل لافت، ومن صحيفة محابية تماماً لإدارة بايدن.

هنا قد يقول القارئ إن هذا شأن أميركي داخلي، والحقيقة لا، فمن شأن هذا الانقسام الحاد بالولايات المتحدة والضبابية حيال أبرز المرشحين، الجمهوري ترمب والديمقراطي بايدن، أن يؤديا إلى ارتباك سياسي دولي.

فمن الصعب التكهن بمآلات الانتخابات الرئاسية، وقد تظهر وجوه أخرى في لحظات مختلفة، جمهورياً أو ديمقراطياً، خصوصاً مع تطور قضية ترمب، وكذلك قضية هانتر بايدن، ابن الرئيس.

ولذا فإن من شأن ذلك إرباك المواقف السياسية الدولية، فمن سيقوم، مثلاً، بإنجاز اتفاق، أو اتخاذ موقف ملزم مع رئيس يطالبه أنصاره بعدم الترشح بسبب كبر السن، والآن قضية ابنه التي قد تتطور.

ومن سيراهن على رئيس جمهوري قد تحول الاتهامات الموجهة إليه دون وصوله للبيت الأبيض، مع احتمالية تقدم رون دي سانتيس حاكم ولاية فلوريدا بالانتخابات الرئاسية كونه المرشح الثاني بعد ترمب في حزبه.

كل هذا «الجنون» المختلف سيؤدي إلى ترقب دولي، وتردد في اتخاذ مواقف الآن مع ضبابية الأوضاع في الولايات المتحدة، وشدة الانقسام، خصوصاً مع دخول العوامل القانونية والقضائية.

ويكفي هنا تأمل عواقب الملف النووي الإيراني، والعلاقات مع الصين، والموقف من الحرب في أوكرانيا... وأكثر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن والجنون المختلف واشنطن والجنون المختلف



GMT 14:47 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

سعيٌ للتهويد في عيد الفصح اليهودي

GMT 20:01 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

معايير عمل البلدية

GMT 19:56 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 19:54 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

أبوظبي ـ المغرب اليوم

GMT 03:59 2021 الأحد ,18 إبريل / نيسان

نصائح صحية مهمة في شهر رمضان المبارك

GMT 03:02 2020 الأربعاء ,10 حزيران / يونيو

عدد الأطباء الذين أصيبوا بفيروس كورونا في مراكش

GMT 22:28 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

توقيف مشجع بسبب تصرف عنصري في قمة مانشستر

GMT 17:18 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موقف إنساني لـ"ساديو ماني" مع منتخب السنغال

GMT 10:55 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جمال السلامي ينفي إقصاء غيلان من المنتخب

GMT 07:09 2019 الخميس ,21 آذار/ مارس

أفضل الوجهات لقضاء شهر العسل في الأردن

GMT 11:42 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

كريستيانو رونالدو يصالح مشجعة يوفنتوس بطريقته الخاصة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib