أميركا و بريطانيا وروسيا وهلاك العالم
أمطار غزيرة تضرب إسرائيل وتتسبب في أضرار للبنى التحتية وأنظمة الاتصالات لقاعدة جوية زلزال بقوة 6.36 درجة على مقياس ريختر يضرب اليونان المدير الفني لمنتخب مصر السابق حسن شحاته يخضع لعملية جراحية معقدة استمرت 13 ساعة في القاهرة الجيش اللبناني يوقف 6 متورطين في الاعتداء على دورية تابعة لقوة الأمم المتحدة اليونيفيل رئيس الوزراء اللبناني يؤكد أن حزب الله وافق على اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي يحصر السلاح بيد قوات الدولة ماكرون يدين الهجوم الروسي الذي شنه ليلاً على عدة مدن في أوكرانيا وبعلن لقاء زيلينسكي وستارمر وميرز في لندن يوم الاثنين تصاعد التوتر بين طوكيو وبكين بعد تدريبات جوية صينية قرب أوكيناوا وحاملة لياونينج تعزز رسائل القوة في المحيط الهادئ مقتل 11 بينهم أطفال في حادث إطلاق نار يعمّق أزمة العنف المسلح في جنوب إفريقيا الاحتلال الإسرائيلي يداهم منازل في مدينة جنين وبلدة عرابة جنوبا المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً
أخر الأخبار

أميركا و بريطانيا وروسيا وهلاك العالم

المغرب اليوم -

أميركا و بريطانيا وروسيا وهلاك العالم

فيصل مكرم
بقلم : فيصل مكرم

يصعبُ التنبّؤُ بنهاية أي حرب تندلع في أي مكان على هذا الكوكب وسواء كانت حربًا صغيرة ذات طابع عشائري أو جهوي محلي، أو حربًا كبيرة بين دول بحجم وخطورة الحرب الروسية الأوكرانية في أوروبا، فإن نهايتها تكون مفتوحة على كل الاحتمالات والتوقعات خاصة أن هذه الحرب في أوكرانيا باتت عمليًا مواجهة بين روسيا وحلف النيتو، وشكليًا بين روسيا وأوكرانيا حيث تدور رحاها على أرض الأخيرة التي أصبحت تعتمد على الدعم الأمريكي والأوروبي عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا بما يبقيها صامدة في وجه قوة الجيش الروسي واستنزافه في موازاة سلسلة من العقوبات على موسكو لم تتوقف منذ اندلاع هذه الحرب التي نجحت واشنطن وبريطانيا وحلفاؤهما إلى حدٍ بعيد في استدراج الروس وجيوشهم إلى حرب استنزاف طويلة الأمد في أوكرانيا رغم أن التحالف الغربي يدرك استحالة هزيمة روسيا النووية وتركيع زعيم الكريملين القوي والطموح.

وبطبيعة الحروب لا يمكن تصنيفها في منهج فلسفي يتفق مع تطور المنطق الإنساني للأشياء الملموسة أو المفهومة في الحياة المعاصرة بمعناها الشامل، وحيث إن اندلاع الحروب ينحصر في إطار  الصراع القائم منذ الأزل بين بني البشر، فلا بد أن يكون العقل هنا حاضرًا بقوة في إحداث الاختلال أو المنعرج الخطير الذي يتجه به نحو الصدام الوجودي بين مَن يعتقد بأنه محاصر ومهدد ويتم إضعافه بصورة مُمنهجة ما لم ينضو تحت منظومة الخضوع والطاعة المُطلقة للأقوى، والمعنيّ هنا هو الطرف الثاني (النيتو) الذي يريد تحقيق أهدافه من نتائج حروب يديرها من خلف ستار، وهنا يكمن المفهوم الفلسفي الذي يتجاوز المنطق المزدهر للعصر الذي يكرّس تقدم ما هو في صالح البشرية على ما يعطل مقومات تقدمها، وحين نتمعن في معطيات الحرب في أوكرانيا وفي مخرجاتها نجد كلا المسألتين في غاية التعقيد، حيث إن هذه الحرب تجاوزت المفهوم الشامل للحداثة والنهضة الإنسانية في أوروبا والغرب عمومًا لتخضع لمفاهيم القوة والبقاء التي كانت تدير الصراعات الدينية والقبلية قبل عصر النهضة، وبالتالي فإن ما يجري اليوم هو استحضار كل ما من شأنه تقويض أي عقد اجتماعي توافقت عليه أوروبا قبلًا، أو اتفقت عليه النوازع الإنسانية الطبيعية تباعًا.

بعد ثلاثة عقود من سقوط الاتحاد السوفيتي ونهاية ما كان يُعرف بحلف وارسو خلال الحرب الباردة ومن ثم تفرد الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة النظام العالمي الجديد يسأل الروس: لماذا بقي حلف النيتو ولماذا يتزايد نفوذه في أوروبا الشرقية حتى بات يشكل تهديدًا وجوديًا لروسيا التي أصبح لها رئيس يطمح لإعادة أمجادها الغابرة والمُعاصرة؟. وباعتبارها قوة عسكرية ونووية واقتصادية كبرى فلا بد من احتوائها بحيث لا يمكنها التمرد على هيمنة واشنطن والقفز إلى فرض نظام عالمي متعدد الأقطاب بعد أن أصبحت الصين قوة اقتصادية تنافس الغرب وقوة عسكرية ونووية لا يُستهان بها، وهنا ينبغي التعاطي مع تطورات الحرب في أوكرانيا كونها نتاج شعور بالخوف وبالقوة معًا بالنسبة لروسيا والغرب ذلك أن الرئيس بوتين أقدم على غزو أوكرانيا وهو يعتمد على قوته النووية، إذ يستحيل هزيمة دولة نووية في حرب تقليدية هكذا يقول الكريملين، فيما تقول واشنطن بأنها لن تخوض مواجهة مباشرة مع روسيا في أوكرانيا، وإنما تدعم كييف بالإمدادات الاقتصادية والتسليح لكي تدافع عن نفسها وتمنع الرئيس بوتين من انتصار يتيح له التمدد في دول أخرى، وبالتالي هذه المواجهة قد تأخذ منحًى خطيرًا بات متوقعًا كلما طالت هذه الحرب لأن كلا طرفيها يمتلك مخزونًا نوويًا يكفي لتدمير كوكب الأرض عشرات المرات خاصة وأنه لا يلوح في الأفق أي بصيص لأمل التوصل إلى إيقاف هذه الحرب قبل أن يدفع العالم بأسره ثمن انحياز الأقوياء لخيار البقاء للأقوى وهو يعني العودة إلى عصور الحروب الجنونية الوجودية التي قد تخرج عن السيطرة، ولا ينتمي هذا الواقع إلى عصر الحداثة والازدهار الحضاري وتبجيل الحياة الإنسانية التي تدّعي أمريكا وحلفاؤها الأوربيون بأنها من تدافع عنه، ما قد يؤدي إلى تصعيد الحرب في أوكرانيا وتحويلها إلى حرب عابرة للحدود تنتهي بهلاكها وهلاك العالم دون استثناء.
 *فيصل مكرم صحفي وكاتب يمني

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا و بريطانيا وروسيا وهلاك العالم أميركا و بريطانيا وروسيا وهلاك العالم



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 12:46 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعاون جديد بين محمد سعد وغادة عادل بعد 25 عاما
المغرب اليوم - تعاون جديد بين محمد سعد وغادة عادل بعد 25 عاما

GMT 00:22 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

ماسك يرد على غرامة إكس ويطالب بإلغاء الاتحاد الأوروبي
المغرب اليوم - ماسك يرد على غرامة إكس ويطالب بإلغاء الاتحاد الأوروبي

GMT 12:48 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان السبت 26-9-2020

GMT 17:35 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 04:00 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

ملابس محجبات باللون الأسود لإطلالات متنوعة

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 21:01 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حسنية أغادير يهزم بني ملال في الدوري المغربي

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الفيصلي يقترب من تمديد إعارة الدولي العرسان

GMT 01:18 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

الأظافر تحدد ملامح شخصيتك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib