كيف دفَع انتِصار غزّة الجيش الأميركي لإلغاء قراره بشِراء منظومة القُبَب الحديديّة
الجيش اللبناني يوقف 6 متورطين في الاعتداء على دورية تابعة لقوة الأمم المتحدة اليونيفيل رئيس الوزراء اللبناني يؤكد أن حزب الله وافق على اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي يحصر السلاح بيد قوات الدولة ماكرون يدين الهجوم الروسي الذي شنه ليلاً على عدة مدن في أوكرانيا وبعلن لقاء زيلينسكي وستارمر وميرز في لندن يوم الاثنين تصاعد التوتر بين طوكيو وبكين بعد تدريبات جوية صينية قرب أوكيناوا وحاملة لياونينج تعزز رسائل القوة في المحيط الهادئ مقتل 11 بينهم أطفال في حادث إطلاق نار يعمّق أزمة العنف المسلح في جنوب إفريقيا الاحتلال الإسرائيلي يداهم منازل في مدينة جنين وبلدة عرابة جنوبا المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال حركة حماس تصدر بيانا بشأن مقتل ياسر أبو شباب إستخبارات الحرس الثوري الإيرانية تفكك خلية تابعة لمجموعة خلق خططت لمهاجمة مراكز حكومية وأمنية وعسكرية في طهران
أخر الأخبار

كيف دفَع انتِصار غزّة الجيش الأميركي لإلغاء قراره بشِراء منظومة القُبَب الحديديّة؟

المغرب اليوم -

كيف دفَع انتِصار غزّة الجيش الأميركي لإلغاء قراره بشِراء منظومة القُبَب الحديديّة

عبد الباري عطوان
بقلم: عبد الباري عطوان

تتوالى الصّدمات على دولة الاحتِلال الإسرائيلي من الأرجاء الأربعة تقريبًا، ابتداءً من الفشل شِبه المُؤكَّد لزِيارة نفتالي بينيت رئيس الوزراء الإسرائيلي لواشنطن، وانشِغال الرئيس الأميركي بالنّكسات التي تُواجهها بلاده في أفغانستان بسبب قراراته المُرتبكة بالانسِحاب، والفشَل الاستِخباري في تقدير الموقف قبل وأثناء، وبعد، اكتِمال هذا الانسِحاب، انتهاءً بالقرار المُفاجِئ للجيش الأميركي بعدم شِراء نظام القبّة الحديديّة وتفضيل نظام Dynetics “داينتكس” المملوك لشركة Leidos الأمريكيّة.

لنَترُك زيارة بنيت جانبًا مُؤقَّتًا، ليس لأنّ الرئيس الأميركي لا يَملُك الوقت لاستِقباله فقط وإنّما لعدم رغبته في بحث أيّ مَوضوعٍ آخَر، في ظِلّ الكوارث والهزائم التي تلحق بأميركا في الشّرق الأوسط، وقد يكون التَّدخُّل العسكري في أفغانستان آخِرها، لأنّ “الضّيف الثّقيل” بينيت يَحمِل في جُعبته عدّة خطط أبرزها “توريط” أميركا في حَربٍ أُخرى في إيران، والحِفاظ على التّفوّق العسكري الإسرائيلي النّوعي في المِنطقة، ممّا يعني “حلب” عدّة مِليارات إضافيّة من الخزينة الأميركيّة.

رفض الجيش الأميركي شِراء نظام “القبّة الحديديّة” الأميركيّة يُعتَبر أكبر نكسة للصّناعة العسكريّة الأميركيّة ومبيعاتها لدُوَلٍ عديدة من بينها كوريا الجنوبيّة والعديد من الدّول الأعضاء في حِلف النّاتو، لأنّه يعني تراجع الثّقة بمنتوجات هذه الصّناعة، ليس في ميدان الأنظمة الدفاعيّة هذه، وإنّما في ميادين الرّادارات، والدبّابات والعربات المُدرَّعة والتّكنولوجيا العسكريّة في مجالات الرّصد والتَّجسُّس.

صُدور هذا القرار بعد ثلاثة أشهر من حرب غزّة الأخيرة (سيف القدس) يُؤكِّد أنّ فشَل منظومات القُبَب هذه في التّصدّي بفاعليّة لصواريخ فصائل المُقاومة في قطاع غزّة هو من أبرز العوامل التي دفَعت قيادة الجيش الأميركي للتّراجع عن خططها في شِراء هذه المنظومات، وتفضيل أُخرى غيرها.

فإذا كانت حرب تمّوز (يوليو) عام 2006 قد دمّرت سُمعة دبّابة “الميركافا” الإسرائيليّة، ودفعت دُوَلًا عديدة مِثل الهند لإلغاء عُقود بأكثر من مِلياريّ دولار لشِراء دُفْعَةٍ منها، فإنّ صواريخ قطاع غزّة فعلت الشّيء نفسه بمنظومات القبب الحديديّة “فخر” الصّناعة العسكريّة الإسرائيليّة، وهذا الإنجاز اللّافت لحركات المُقاومة في جنوب لبنان وقِطاع غزّة لم تُحَقِّقه أيّ من الحُكومات العربيّة وجُيوشها على مدى سبعين عامًا مُنذ بداية الصِّراع العربي الإسرائيلي، رُغم مِئات المِليارات التي أنفقتها على شِراء صفقات الأسلحة سواءً الأميركيّة أو الروسيّة منها.
البطاريّة الواحدة من هذه المنظومة تُكَلِّف الحُكومة الإسرائيليّة 5 ملايين دولار، بينما تَبْلُغ كُلفَة كُل صاروخ 62 ألف دولار، حسب ما جاء في مجلّة “I.H.S ” جونز الأميركيّة، بينما لا تتجاوز قيمة تكاليف الصّاروخ الواحد المُصَنَّع محَليًّا في مصانع غزّة “الكُبرى” ألفيّ دولار في أفضل الأحوال، إن لم يَكُن أقل لأنّ جميع المواد المُستَخدمة في تصنيعه محليّة.
الحُكومات الأميركيّة تعهّدت بسدّ العجز في مخزونات هذه القُبَب الحديديّة من الصّواريخ التي فَرُغَت أثناء حرب غزّة الاخيرة وأطلقت أثناءها فصائل المُقاومة أربعة آلاف صاروخ، فكيف سيكون الحال لو كانت الحرب مع حزب الله على الجبهة الشماليّة الذي يَملُك 150 ألف صاروخًا في مخازنه في باطِن جِبال الجنوب اللّبناني الشّامخة أو ضدّ إيران التي يُريد بينيت إشعال فتيل الحرب معها لمَنع امتِلاكها أسلحةً نوويّة.

أيّام دولة الاحتِلال الإسرائيلي المُقبلة ستكون صعبةً للغاية وحافلةً بكُلّ أنواع الرّعب والهلع، فأمريكا وبعد هزيمتها المُخجِلَة في أفغانستان ستنطوي على نفسها، ولا تُريد أن تسمع كلمة “الشّرق الأوسط” حتى لا تُصاب بالغثيان والإغماء، فإذا كانت البالونات الحارقة التي يُطلِقها شباب القِطاع تُرهِبها، وتجعلها تهرع إلى القاهرة طالبةً وقفها وتُسارِع بتخفيف حدّة الحِصار في المُقابل فإنّ حجم الرّعب هذا سيتضاعف في حالِ بدأت فصائل المُقاومة تلجأ إلى مخزونها من الصّواريخ الدّقيقة.

نَكتُب هذه المقالة قبل انعِقاد اللّقاء الذي تأجّل بين بايدن وضيفه الإسرائيلي بينيت، وظُهور نتائجه، أو بعضها بالتّالي، ولكنّنا بتنا نُدرِك جيّدًا أنّ الرئيس الأميركي ليس مُستَعِدًّا للاستِماع، أو التّفكير، بأيّ شيء آخر غير كيفيّة تقليص حجم نكباته المُتواترة في أفغانستان، وآثارها السّلبيّة عليه وحزبه الدّيمقراطي، ومن ضِمنها الرّحيل عن البيت الأبيض.. واللُه أعلم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف دفَع انتِصار غزّة الجيش الأميركي لإلغاء قراره بشِراء منظومة القُبَب الحديديّة كيف دفَع انتِصار غزّة الجيش الأميركي لإلغاء قراره بشِراء منظومة القُبَب الحديديّة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 11:51 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

فحص جديد يكشف سرطان المثانة بدقة عالية
المغرب اليوم - فحص جديد يكشف سرطان المثانة بدقة عالية

GMT 12:46 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعاون جديد بين محمد سعد وغادة عادل بعد 25 عاما
المغرب اليوم - تعاون جديد بين محمد سعد وغادة عادل بعد 25 عاما

GMT 16:54 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
المغرب اليوم - تقرير يكشف أن

GMT 12:48 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان السبت 26-9-2020

GMT 17:35 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 04:00 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

ملابس محجبات باللون الأسود لإطلالات متنوعة

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 21:01 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حسنية أغادير يهزم بني ملال في الدوري المغربي

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الفيصلي يقترب من تمديد إعارة الدولي العرسان

GMT 01:18 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

الأظافر تحدد ملامح شخصيتك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib