هل وصلت إيران إلى العتبة النووية أم أنها تجاوزتها

هل وصلت إيران إلى "العتبة النووية".. أم أنها تجاوزتها؟

المغرب اليوم -

هل وصلت إيران إلى العتبة النووية أم أنها تجاوزتها

عبد الباري عطوان
بقلم ـ عبد الباري عطوان-المغرب اليوم

القاعدة الذهبية التي تقول بأنه اذا اردت معرفة الموقف الإسرائيلي تجاه أي قضية فإن عليك الا ان ترصد “تسريبات” الأعضاء البارزين في اللوبي اليهودي الإسرائيلي في واشنطن، وخاصة معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى القوة الفكرية والسياسية الضاربة لهذا اللوبي في الولايات المتحدة.
دينيس روس المبعوث الأمريكي الأسبق لشؤون الشرق الاوسط، واحد ابرز الباحثين في هذا المعهد، نشر مقالة اليوم في مجلة “فورين بوليسي” الاميركية يحرض فيه الولايات لضرب ايران، ويقول “ان التهديد بالحرب هو السبيل الوحيد للسلام مع ايران، وعودتها الى الاتفاق النووي”.
ما يقلق روس، ودولة الاحتلال الإسرائيلي، هو ارتفاع نسب تخصيب اليورانيوم الإيراني الى ما يقرب من 60 بالمئة، ورفضها، أي ايران، السماح لمفتشي وكالة الطاقة الذرية بالوصول الى المعلومات حول هذه الأنشطة، مما يعني ان ايران في رأيه وصلت الى “العتبة النووية” تماما مثل اليابان، وان علماءها يستطيعون القفز بسرعة، وإنتاج سلاح نووي في فترة زمنية محدودة جدا.
***
الرئيس الأميركي جو بايدن سمع مثل هذه المعلومات التحريضية طوال الأشهر العشرة الأولى من عمر ولايته، وقاوم كل الضغوط الإسرائيلية  للجوء الى الخيار العسكري ضد ايران، ليس كرما، وإنسانية، ورأفة من جانبه بالشعب الإيراني، وانما لأنه يدرك ان مثل هذا الخيار ستكون له عواقب وخيمة، على القواعد الامريكية في الشرق الأوسط والمحيط الهندي، وعلى إسرائيل نفسها أيضا التي أصبحت اكبر، واسمن، واغلى رهينة في يد صانع القرار الإيراني.
سياسة اغتيال العلماء الإيرانيين البهلوانية، واعمال التخريب الاستعراضية لبعض المنشآت الإيرانية النووية التي مارستها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في الأعوام الأربعة الماضية، أعطت نتائج عكسية تماما، لأنها اطلقت يد ايران وعقولها، للتخلي عن جميع التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي، والمضي قدما في رفع معدلات التخصيب، وزيادة اعداد أجهزة التخصيب المركزية وتطوير قدراتها، والاهم من كل ذلك انتاج معدن اليورانيوم، العنصر الأساسي اللازم لتصنيع قنابل نووية.
الإسرائيليون، واللوبي التابع لهم في واشنطن، وعلى رأسهم دينيس روس، ومارتن انديك، وحاييم سابان، وبتوجيه من نتنياهو وتابعه جاريد كوشنر، هم الذين حرضوا الرئيس دونالد ترامب على الانسحاب من الاتفاق النووي، واستخدام سلاح العقوبات لتركيع ايران، وجرها زاحفة مستجدية الى بيت الطاعة الأمريكي الإسرائيلي، ولكن ما حدث هو العكس تماما، وباتوا يعضون أصابع الندم.
صقور النخبة السياسية الإسرائيلية الحاكمة تعترف الآن بأن اخراج ايران من الاتفاق النووي خطوة كارثية، وان العقوبات الاقتصادية الامريكية قوّت ايران ولم تضعفها، من حيث بناء عضلاتها العسكرية ذاتية الصنع، خاصة في ميادين صناعة الصواريخ والمسيرات، وباتوا الآن يتحدثون عن التخطيط لشن هجوم عسكري على البنية التحتية النووية الإيرانية كخيار وحيد لمواجهة هذا الخطر الوجودي الإيراني.
المستر روس يقف في الخندق الإسرائيلي في هذا المضمار، ويذهب الى ما هو ابعد من ذلك من حيث تقديم النصح للقيادة الإسرائيلية باستئجار عدد من القاذفات الامريكية العملاقة “B2” وتزويدها “بام القنابل” الامريكية العملاقة (30 الف رطل) وقصف منشأة “فوردو” النووية الإيرانية المقامة في قلب جبل عملاق، علاوة على المنشآت النووية الأخرى.
***
ما لا يعرفه المستر روس ان استئجار اسرائيل هذا النوع من القاذفات، هو اعلان حرب، وان هذا النوع من الطائرات قد يتم اساقطه قبل الوصول الى هدفه، تماما مثلما حدث لطائرة “غلوبال هوك” الاميركية المسيرة التي اسقطها صاروخ إيراني فوق مضيق هرمز من على ارتفاع 20 كيلومترا، فمثلما كان هذا الاسقاط مفاجأة لأمريكا، قد يكون اسقاط طائرة “B2” مفاجأة اكبر، “فأفغانستان شيء.. وايران شيء آخر”، وحتى لو يتم اسقاط هذا النوع من القاذفات، فإن “حزب الله” وحده سيطلق آلاف الصواريخ الدقيقة لتدمير جميع المطارات ومحطات الكهرباء والمياه، ومخازن امونيا حيفا، قبل ان تعود الطائرات الإسرائيلية المغيرة على ايران ومنشآتها النووية، وهذا ليس كلامنا، وانما كلام المستر روس في المقالة نفسها.
معلومات روس والتحليلات التي تعتمد عليها باتت قديمة ومنتهية الصلاحية، ومنطقة الشرق تتغير بسرعة، وإسرائيل اليوم ليست مثل إسرائيل التي كانت عندما كان مبعوثا دوليا لبلاده في الشرق الاوسط، ولا نستبعد ان تكون ايران لم تصل الى العتبة النووية فقط، بل ربما تجاوزتها بمراحل، وكل الاحتمالات واردة، ولا نقول اكثر من ذلك.. والأيام بيننا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل وصلت إيران إلى العتبة النووية أم أنها تجاوزتها هل وصلت إيران إلى العتبة النووية أم أنها تجاوزتها



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت - المغرب اليوم
المغرب اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 02:31 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

دراسة جديدة تكشف العلاقة بين الحب والسمنة
المغرب اليوم - دراسة جديدة تكشف العلاقة بين الحب والسمنة

GMT 02:15 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين عبدالعزيز تفكر بالزواج مجددًا بعد طلاقها
المغرب اليوم - ياسمين عبدالعزيز تفكر بالزواج مجددًا بعد طلاقها

GMT 06:16 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الذهب في المغرب اليوم الإثنين 03 نوفمبر/تشرين الثاني 2025

GMT 21:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 16:06 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 18:33 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 20:18 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

وفاة خالة الشقيقتين المغربيتين صفاء وهناء

GMT 14:36 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

الرئيس اللبناني ميشال عون يلتقي وفدًا أميركيًا

GMT 12:29 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

مجلس الحكومة يعيد تنظيم مسرح محمد الخامس

GMT 05:01 2019 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

دافنشي كان يكتب بيديه الاثنتين بكفاءة

GMT 23:51 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

رامز جلال يسخر من غادة عبد الرازق والأخيرة تتوعد له

GMT 12:50 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

22لاعبًا في لائحة فارس النخيل استعدادًا إلى مواجهة الوداد

GMT 07:54 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

ملك إسبانيا يخفض راتبه بنسبة 7.1%

GMT 04:51 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

مصر تتصدر العرب فى الحرب على الفتنة.. المصنعة!

GMT 15:08 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هيمنة المتشددين على المجتمع الطلابي في جامعة وستمنستر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib