المخاطر المرعبة للكتب
الأمم المتحدة تعلن اختيار الرئيس العراقي السابق برهم صالح لتولي مهام مفوض شؤون اللاجئين إسرائيل تشن غارات على جنوب لبنان إحباط هجوم انتحارى يستهدف أكاديمية عسكرية بمقديشو الاتحاد الإسباني يوقف 3 من لاعبي ريال مدريد لمباراتين بعد أحداث سيلتا فيجو تأجيل محاكمة الرابور جواد أسردي بصفرو إلى 18 دجنبر وسط تدهور حالته الصحية وعجزه عن دفع كفالة السراح المؤقت محكمة الاستئناف بطنجة تدين سيدة متسولة بست سنوات سجناً بعد هجوم بمادة حارقة أصاب إمرأة بحروق خطيرة اتهام اوبن ايه اي ومايكروسوفت بالمسؤولية عن جريمة قتل بعد دعوى تتعلق بتأثير محادثات شات جي بي تي زلزال عنيف يضرب شمال شرق اليابان وتسونامي يهدد السواحل وتحذيرات عاجلة بإخلاء المناطق المنخفضة فيضانات عنيفة تضرب جنوب إسرائيل مع تحذيرات حمراء وعاصفة بايرون تشل المدن الساحلية سلالة متحورة من الإنفلونزا تجتاح العالم وتضغط الأنظمة الصحية وسط تحذيرات دولية من تفاقم العدوى
أخر الأخبار

المخاطر المرعبة للكتب

المغرب اليوم -

المخاطر المرعبة للكتب

وائل عبد الفتاح

«إن النظم الشمولية ليست الوحيدة التى تخشى القراءة».

هذه الجملة محشورة فى كتاب ممتع من الصفحة الأولى اسمه «تاريخ القراءة». والمؤلف ألبرتو مانجويل يكملها بجمل أقوى: «حتى فى ساحات المدارس، وفى خزائن الملابس، وفى دوائر الدولة والسجون تجرى مراقبة جمهرة القراء بعين الارتياب، نظرا لما يشعر المرء به من سلطان القراءة وقوتها الكامنة، وعلى الرغم من الاعتراف بأن العلاقة بين الكتاب والقارئ علاقة مفيدة ومثمرة، فإنها علاقة تعتبر مترفعة ورافضة، ربما لأن مشهد قارئ وقد انزوى فى أحد الأركان ونسى العالم المحيط به يشير إلى جو شخصى غير قابل للاقتحام، وإلى نظرة منطوية على الذات وتصرف أنانى..»!!

هكذا كانت أم ألبرتو مانجويل تقول له عندما تراه يقرأ: «اذهب إلى الخارج وعش حياتك».. وكأن «انشغالى الصامت هذا كان يتعارض مع تصوراتها عن الحياة»، يقول ألبرتو، وهو يتأمل ذلك الخوف المستشرى مما قد يفعله القارئ بكتابه، والذى يشبه الخوف الأزلى الذى يبديه الرجال مما قد تفعله النساء بالأجزاء المخفية من أجسادهن، ومما قد تمارسه الساحرات ويزاوله الكيميائيون فى السر وراء الأبواب الموصدة لمطابخ سمومهم!!

2

«المخاطر المرعبة للقراءة» عنوان مقال ساخر كتبه فولتير، مؤكدا الفكرة السابقة، فالكتب «تشتت الجهل، هذا الحارس الأمين والضامن الحريص للدول ذات الأنظمة البوليسية». ألبرتو مانجويل تشجع اعتمادا على مقولة فولتير وقال حكمه التالى: «.. كان الحكام الديكتاتوريون على مر العصور والأزمان، وما زالوا، يعرفون أن الجماهير الأمية سهلة الانقياد، ونظرا إلى عدم التمكن من إبطال مفعول القراءة بعد تعلمها، يلجؤون إلى الحل الثانى الذى يفضلونه، ألا وهو منع تعلم القراءة. إن الحكام الديكتاتوريين يخافون الكتب أكثر من أى اختراع بشرى آخر على الإطلاق. ولذا نرى القوة المطلقة لا تسمح إلا بنوع واحد من القراء فقط، هو النوع الرسمى. وبدل المكتبات الكاملة المملوءة بالآراء المتنازعة لا يراد الإبقاء إلا على كلمة الحاكم بأمره».

كانت دهشة القديس أوغسطينوس عندما دخل على القديس الأكبر منه عمرا وخبرة أمبروسيوس، وجده يقرأ بطريقة عجيبة: «.. كانت عيناه تغطيان الصفحة، وكان يستقبل المعانى بقلبه، وكان صوته يصمت، ويبقى لسانه دون حراك. وكان بمقدور كل واحد أن يقترب منه بمطلق الحرية. ونظرا لأن الضيوف لم يكونوا يعلنون مسبقا عن قدومهم، كان يحدث عندما نزوره أن نراه يقرأ بصمت مطبق، لأنه لم يكن يقرأ بصوت عال قط».

كانت القراءة بصمت فعلا مدهشا فى تلك الأزمنة (القرون الأولى بعد الميلاد).

القراءة كانت تدرك بالسمع. وهى جزء من أفعال مقدسة يشترك فيها الجسم كله. كان على الجسم أن ينصهر فى المعانى التى تجعله ينتمى إلى الجماعة المؤمنة. القراءة الصامتة كانت خطرا، لأنها كانت تعنى فعلا من أفعال الناسك المعتزل. والقارئ الصامت يكسب وقتًا للتمعن بالكلمات والتلذذ بها، والإنصات إلى إيقاعاتها فى داخله، كما يقول ألبرتو عن النص المحروس من أعين الدخلاء المتطفلين. ومع تطور تغليف الكتاب وتحويله إلى مخطوطة بغلافين. أصبح ملك يد القارئ كنز معلوماته السرى، وهذا ما كان يزعج بعض العقائديين وقتها. راقبوا التطور الجديد بشىء من الحذر والريبة. إذ إن القراءة الصامتة حسب اعتقادهم تشجع على أحلام اليقظة، وكانت مكمنا لخطر الانزلاق فى الشهوات الحسية.

3

القراءة المستقلة. الفردية كانت -وما زالت- خطرا، فهى تسمح بالاتصال البعيد عن الأعين بين الكتاب والقارئ، على نحو لم يكن يتحمله حراس العقيدة المغلقة. وهنا يولد «الإنعاش الفريد للعقل..»، كما قال القديس أوغسطينوس صاحب الاعترافات الشهيرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المخاطر المرعبة للكتب المخاطر المرعبة للكتب



GMT 07:24 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عودوا إلى دياركم

GMT 07:22 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عفونة العقل حسب إيلون ماسك

GMT 07:21 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

المفتاح الأساسي لإنهاء حرب السودان

GMT 07:20 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

أميركا تناشد ‏الهند وباكستان تجنب «الانفجار المفاجئ»

GMT 07:18 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

تجيير الهزيمة

GMT 07:17 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

متحف الفن الإسلامي بالقاهرة

GMT 07:15 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا والخطر على الهوية الوطنية والسياسية

GMT 07:13 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

أميركا... «أطلس» يُحجّم ومونرو يُقدّم

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 01:42 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

السيسي يؤكد رفض أي مساعٍ لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه
المغرب اليوم - السيسي يؤكد رفض أي مساعٍ لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه

GMT 10:42 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

نيللي كريم تفرض حضورها السينمائى في المهرجانات بـ 3 أفلام
المغرب اليوم - نيللي كريم تفرض حضورها السينمائى في المهرجانات بـ 3 أفلام

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 17:23 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 17:54 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 08:07 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الميزان الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 07:26 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

تطوير برنامج جديد للتسوق العشوائي عبر شبكة الانترنت

GMT 17:42 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

سولاري يُؤكّد مُقاتلة الريال على لقب الدوري الإسباني

GMT 21:34 2021 الأحد ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أرباب محطات الوقود يشتكون الزيادة في أسعار المحروقات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib