بائع البيتزا خريج المدرسة والسجن

بائع البيتزا خريج المدرسة والسجن

المغرب اليوم -

بائع البيتزا خريج المدرسة والسجن

عبد الرحمن الراشد

الأخوان سعيد وشريف كواشي، اللذان نفذا الهجوم على المجلة الباريسية بتكليف من تنظيم القاعدة فرع اليمن، يشتركان في الكثير من مسيرة الإرهابيين الذين انتهوا في أحضان الجماعات المتطرفة، القواسم المشتركة هي المدرسة والمسجد والسجن. الأخوان كانا، ككثير من صغار الشباب المهاجر في فرنسا، يقومان بأعمال بسيطة، وظيفتهما إيصال البيتزا. لاحقا، تردد الاثنان على مسجد الدعوة في إحدى ضواحي باريس، وهناك وقعا في براثن أحد الدعاة المتطرفين.

وبعد تورط شريف مع جماعة متطرفة زُج به في السجن، وهناك أكمل تعليمه المتطرف، حيث تقوم خلايا من المساجين بالتلقين والتوجيه. خرج شريف من السجن إرهابيا متكاملا. أخوه سعيد سافر لليمن، حيث التحق بجامعة الإيمان التي يشرف عليها الداعية المتطرف عبد المجيد الزنداني، وبعدها التحق بتنظيم القاعدة.

المدرسة والمسجد والسجن تتكرر في سير الإرهابيين، بمن فيهم الذي يعتقد أنه زعيم خلية باريس التي نفذت العملية الأخيرة. جميل بيغال هو الآخر مدان، وحبس عشر سنوات، تم تجنيده وتدريبه في سجن فرنسي، وهناك التقاه شريف. والقصة مماثلة للإرهابي محمد مراح، الذي قتل سبعة في تولوز بفرنسا عام 2012، فقد كان سجينا لسنتين بعد إدانته في سطو مسلح، وتعرف على سجناء متطرفين قاموا بتأهيله وتجنيده.

وفي سجون فرنسا نحو أربعين ألف مسلم معرضين لبيئة الحبوس التي تفشى فيها التطرف، واخترقتها التنظيمات الإرهابية.

وهي ليست مشكلة خاصة بمسلمي الغرب، فالسجون مكان مثالي لتجنيد المتطرفين أكثر من المدارس والمساجد والبيوت. وفوق هذا فإن مساجين الفكر المتطرف، رغم محاولات إصلاحهم قد لا يشفون بمجرد انتهاء عقوبتهم، فأحد السعوديين الذين نفذوا الهجوم الإرهابي على نقطة الحدود السعودية مع العراق، قبل نحو أسبوعين، من خريجي السجون. وكذلك أحد الذين نفذوا عملية الهجوم على الحسينية في المنطقة الشرقية السعودية كان أحد موقوفي السجون المخصصة للمحكومين أو المتهمين بقضايا الإرهاب. ويوجد في السجون المخصصة للإرهابيين الآن حوالي ثلاثة آلاف سجين، رقم ضخم، ورقم الذين أطلق سراحهم أكبر من ذلك بكثير خلال السنوات القليلة الماضية، بسبب نقص الأدلة، أو انتهاء مدد محكوميتهم. الآلاف من المتطرفين، أو المتطرفين المحتملين، من نزلاء سجون العالم، هاجس يؤرق المجتمعات، والأعداد في ازدياد، وستضيق بِهِم السجون، وستغص بسببهم دور المحاكم، وسيصبحون الشاغل الأول لأجهزة الأمن.

هذا كله سيقودنا، أو يعيدنا، إلى الحل الأول، الثقافي. مواجهة المتطرفين ثقافية، مكافحة التطرف تحتاج إلى مشروع بديل، والبديل هو الإسلام الوسطي، بالترويج لثقافة الإسلام العصري المعتدل، التي لم تصل بعد إلى جامعاتنا ومساجدنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بائع البيتزا خريج المدرسة والسجن بائع البيتزا خريج المدرسة والسجن



GMT 09:52 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

«لا تشكُ من جرح أنت صاحبه»!

GMT 09:48 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

أصغر من أميركا

GMT 09:44 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

ملحمة وطنية للأبطال الذين أُزهقت أرواحهم!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

شخص واحد متعدد المواصفات

GMT 09:22 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

اختبارات ومحن مراسل أجنبي

GMT 09:15 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

السوداني وظلم ذوي القربى

نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 11:13 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.2 درجة يضرب بحر إيجة جنوب غربي تركيا

GMT 14:58 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

ساري يؤكّد أن مستوى لاعبيه أمام "ليستر" الأفضل

GMT 11:20 2023 الثلاثاء ,16 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 16 مايو/ أيار 2023

GMT 18:27 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

المغرب يُخطّط لإنتاج الغاز من حقل العرائش ابتداء من 2024

GMT 03:16 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

اختتام بطولة الجمباز للمرحلة الأساسية في شمال غزة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib