ميردوخ المسلمون يتحملون مسؤولية الإرهاب

ميردوخ: المسلمون يتحملون مسؤولية الإرهاب

المغرب اليوم -

ميردوخ المسلمون يتحملون مسؤولية الإرهاب

عبد الرحمن الراشد

المفترض أن تخرج المظاهرات ضد جريمة الإرهاب في فرنسا في شوارع العواصم الإسلامية، وليس من باريس، لأن المسلمين هم المتهمون، والمعنيون بالأزمة، والمتوقع منهم أن يعلنوا براءتهم. فالتطرف بدأت حكايته من مجتمعاتهم، وبدعمهم وسكوتهم ترعرع إلى غول الإرهاب الذي يأكل الناس في كل مكان من العالم. وليس بذي قيمة أن يخرج الفرنسيون، ضحايا الجريمة ليشجبوها. العلة، والتهمة، والمطلوب إثباته هو أن تتبرأ المجتمعات الإسلامية من جريمة باريس ومن التطرف الإسلامي بشكل عام.

وما غرد به رجل الإعلام الأسترالي، روبرت ميردوخ، على «تويتر»: إن المسلمين وإن كان معظمهم مسالمين، ما لم يعترفوا، ويدمروا سرطان التطرف، فإنهم مسؤولون عما يحدث. وفي تغريدة لاحقة كتب: إن الخطر العظيم للجهاديين يلف العالم كله من الفلبين إلى أفريقيا إلى أوروبا إلى الولايات المتحدة، وإن تبريره سياسيا هو نفاق وإنكار.

كلام ميردوخ القاسي صدى للعديد من قياديي المجتمعات في أنحاء العالم الذين ملوا من ترديد الأعذار، وجرائم الإرهاب تزداد ولا تنقص. ولنتذكر أن فرنسا هي آخر القلاع الغربية التي تدافع وتتعاطف مع القضايا العربية، وهي الدولة الغربية الوحيدة التي صوتت قبل أسابيع قليلة مع إقامة دولة فلسطينية في مجلس الأمن، والتي وقفت ضد نظام بشار الأسد و«حزب الله»، عندما اغتيل رفيق الحريري، وهي الوحيدة التي دعمت وأيدت بقوة الثورة السورية. لا يوجد مبرر لما يزعمه بعض الإعلاميين العرب في تبرير جريمة المتطرفين، بل إن هؤلاء الإعلاميين والمثقفين العرب بتبريرهم للجريمة لا يقلون إجراما عن مرتكبيها.

وعلينا أن نعي خطورة المراوغة، والسكوت عن تيار التطرف، لأن حدود المقبول والمرفوض في الفكر تم تخطيه، هو ارتكاب الجريمة. فالقوميات في الدول الأوروبية كانت محل إعجاب محلي واسع في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، لكن عندما تطرفت القومية الألمانية، في ثوب النازية، قام الأوروبيون بتدمير ألمانيا، وقتل في الحرب أكثر من أربعين مليون إنسان. وما نراه اليوم أيضا فاشية ترتدي الثوب الإسلامي، وتعيث في العالم تدميرا وتهديدا، وهي ستوصل العالم إلى مرحلة الصدام، وسيتوقف عن الكلام القلة المحترمون الذين يدافعون عن الإسلام والمسلمين، وسيعلو صوت الأغلبية التي تطالب بتأديب المسلمين، حكومات ومنظمات وأفرادا. صبر العالم ينفد وهو يشاهد ذبح الناس باسم الإسلام، ويرى الأطفال يخطفون في نيجيريا باسم الإسلام، والنساء تغتصب في شمال العراق باسم الإسلام، وإذا كان هذا كله لا يهمهم لأنها جرائم تقع على أراضي المسلمين فإن العالم الآخر لن يسكت عن المسلمين المتطرفين ومن خلفهم، عندما يرتكبون الجرائم في باريس ونيويورك ولندن وموسكو. الرأي العام العالمي صار يكره المسلمين ولا يفرق بين مسالم ومتطرف، وسيدفع السياسيين نحو المواجهة، وأتوقع أن يدفع الرئيس الفرنسي الحالي ثمن تعاطفه مع العرب، وقد يخلفه أكثر السياسيين تطرفا ضد الإسلام والمسلمين. وهنا المسؤولية لا تقع على أبو بكر البغدادي، زعيم «داعش»، أو أبو محمد الجولاني، قائد جبهة النصرة، أو حفنة الدعاة المتطرفين، وغوغاء الإعلاميين المبررين، فالمسؤولية تتحملها الأنظمة السياسية. لأنها المسؤولة مسؤولية قانونية وأدبية، وهنا نتحدث عن فكر إرهابي يترعرع ويتربى ويتمول إلى هذا اليوم في معظم الدول الإسلامية. والسبب أن السياسيين يفعلون القليل، يخشون إغضاب القلة المتطرفة في مجتمعاتهم، ولا يبالون لو احترق العالم وراء حدودهم نتيجة لإهمالهم. وما حادثة المجلة الفرنسية، وقبلها مقتل ثلاثة آلاف إنسان في هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، إلا محطات ستقود للمواجهة الكبرى لاحقا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميردوخ المسلمون يتحملون مسؤولية الإرهاب ميردوخ المسلمون يتحملون مسؤولية الإرهاب



GMT 06:32 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

التعليم وإرادة الإصلاح (1)

GMT 06:29 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

عرش ترامب!

GMT 06:27 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

تكليفات الرئيس!

GMT 06:26 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

سمعة البرلمان!

GMT 06:23 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الداعية «قفة» وأبناؤه

GMT 06:15 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

ماذا تبقى من ذكرى الاستقلال في ليبيا؟

GMT 06:09 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

مُقرئ الفلوس

GMT 06:01 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

كعب لا تقبله أمريكا

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 13:03 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 26-9-2020

GMT 08:13 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 17:35 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

المغرب الفاسي ينتصر وديًا على وداد صفرو

GMT 08:22 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

النفط يتدفق مجددًا بخط مأرب في اليمن

GMT 14:32 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

البولندية سواتيك تبلغ نهائي بطولة فرنسا المفتوحة للتنس

GMT 12:34 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رئيس الوداد يحاصر مدرب الفريق بالأسئلة بعد صدمة الديربي

GMT 06:31 2019 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هذه توقعات "الأرصاد الجوية" لطقس المملكة المغربية الأحد
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib